هناك أشخاص يولدون أبطالا ويستمرون أبطالا حتى النهاية، هؤلاء هم الذين يواجهون كل التحديات لأنهم أسقطوا الخوف وراءهم، وهؤلاء هم الذين يقفزون فوق التحديات ويتفوقون عليها لأنه لا يرهبهم الزئير المصطنع للأسود الخشبية.
ومهاتير محمد واحد من هؤلاء ولد بطلا، واستمر خلال مرحلة ترأسه رئاسة الوزراء لأكثر من عقدين من الزمان بطلا يحقق الانتصارات من دون أن تتمكن المؤامرات الصهيونية من إسقاطه أو زحزحة إيمانه بالتنمية الجادة، ومن دون أن يقع في فخ المؤامرات الدولية وخصوصا التي تدخل عادة من باب مؤسسة النقد الدولي و«البنك الدولي» لتصطاد الدول التي تحتاج لها... وما أن يدخل هذا البلد أو ذاك في مصيدة أي منهما حتى تتحول قيادتها إلى مجرد عبد يأتمر بأوامرها.
سقط الكثير من دول العالم في هذا الشرك وخصوصا دول جنوب شرق آسيا التي كانت محل غبطة كثير من دول العالم فانهارت هذه الدول من خلال لعبة رسمت بدقة من قبل بعض المضاربين في سوق الأسهم ممن كانوا يعملون لحساب الصهيونية ودوائر الاستخبارات الأميركية فانهارت اندونيسيا وتايلند والفلبين ومجموعة أخرى من دول نمور آسيا إلا دولة مهاتير محمد (ماليزيا) الوحيدة التي لم تسقط لأنها رفضت بشدة أن تدخل في شباك مجلس النقد الدولي فلم تغرق مثل بقية شريكاتها من نمور آسيا.
استطاع مهاتير محمد أن يؤسس دولة صناعية وسياحية تقف على قاعدة اقتصادية صلبة وعاد البطل في الأيام القليلة الباقية من حياته السياسية في موقعه الذي تخلى عنه ليكشف أمام العالم وهو يدير المؤتمر الإسلامي أنه بطل حتى النهاية، وقال لإسرائيل والفاشيين والدولة الظالمة الداعمة لها من خلال 27 كلمة فقط في خطابه ما مزق فؤاد شارون وأزعج تابعه بوش.
إن ما لفت النظر أن يأتي خطاب قائد إسلامي بهذه الجرأة عندما حول النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني إلى نزاع إسلامي- إسرائيلي إذ قال خلاله: على المسلمين أن يستخدموا كل الأسلحة الممكنة في مواجهة هذا العدو الذي لم يترك سلاحا لم يستخدمه في عدوانه الظالم على الفلسطينيين بما في ذلك التفكير والتخطيط وأن يعدوا هم أيضا كل الأسلحة بما في ذلك التراجع الاستراتيجي لالتقاط الأنفاس والعودة من جديد للهجوم المعاكس
العدد 425 - الثلثاء 04 نوفمبر 2003م الموافق 09 رمضان 1424هـ