صرخ متأثرا: « يا سيد اكتبوا في الصحافة والله ترى تعبانين»...
«عيب والله عيب... انا مواطن عمري 30 عاما وخريج جامعة عندي شهادة بكالوريوس ومازلت عاطلا عن العمل... وتصدق يا سيد: بقيت ادرس في الغربة في الهند إلى ان حصلت على البكالوريوس في التجارة وإلى يومك انا عاطل؟
ماذا بقي من العمر؟ أليس من حقي ان احلم بوظيفة وبراتب وان اخطب بنت الحلال... تعبت وانا اتنقل من وزارة إلى وزارة... والوزارات مليئة بالاجانب.
للاسف مسئول التوظيف في التربية صبري عبدالهادي لم يعطني اجابة مقنعة».
حاولت ان اهدئ من حزنه وغضبه وكآبته، ولكني في قرارة نفسي اعلم ان مثله كثيرون... هذه البؤر المتوترة تنبت يوميا في اوساط ازقتنا ولا حلول. وصرخنا بملء الفم وقلبنا على هذا الوطن:
التفتوا إلى هؤلاء فالجوع كافر واصحاب المصالح الشخصية ممن تعتاش تجارتهم على تناقضاتنا الاقتصادية من استثمار سوق شقق التأجير على الاجانب، أو النوم على «كومات» المال المستقطع من فري فيزا، وغيرها من القضايا لن تنفع مستقبل هذا البلد.
وسنحاول عقد حوار صريح مع موظف العلاقات العامة في التربية نبيل العسومي عن بعض المواضيع. مظاهر محزنة تحتاج إلى علاج ولن ينفعنا أولئك المثقفون من انصاف الآلهة ممن مازالوا يعملون على تكريس هذه المظاهر المرعبة هم وبعض المتنفذين ممن مازالوا يغمضون اعينهم عن كل هذه الصور الاحتقانية المخيفة.
قضايا كثيرة تحتاج إلى حل ولا تحتاج لا إلى عصا موسى ولا خاتم سليمان ولكنها تحتاج إلى شيء من الوطنية وقليل من الاحساس بالآخرين وتنحل قضايا هؤلاء. وسأذكر فقط بعض الشكاوى التي تكررت كثيرا لكنها هذا الاسبوع ازدادت بشكل ملحوظ ومخيف واتمنى على المسئولين ان يجيبوا عليها بكل مسئولية وان يعالجوها فالبطالة بدأت تزحف في كل مكان.
ومن شركة «ألبا» وصلتنا شكاوى كثيرة عن ان هناك تمييزا عرقيا ضد البحرينيين. ولابد من فتح هذا الملف وعلاجه.
وهنا نتطرق الى بعض مشكلات الوزارات:
اولا: شاب - من ضمن شباب كثر - ضاعت عليه وظيفته المنتظرة على أحر من الجمر من مؤسسة حكومية بسبب وزارة الداخلية وقصة البصمات التي لن تنتهي ومشكلة وزارة الداخلية انها مازالت تتعاطى مع شباب التسعينات بالاسلوب ذاته.
هناك عرقلة واضحة في هذا المجال. وكم فرصة ضاعت على شباب لنا في ذلك؟
ثانيا: ادارة المرور وظفت الكثير من الاجانب ودربتهم على ركوب الدراجة النارية من بعض اخواننا العرب وغيرهم... هل هذه المسألة تحتاج إلى عبقرية؟ فلماذا لا تدرب بحرينيين ام ان حمامة الحي لا تطرب؟
ثالثا: مازال هناك الكثير من الحراس على المدارس أو على المؤسسات الرسمية أو على بيوت المسئولين من الاجانب حتى مَنْ شغلهم الشاغل التجول اليومي في سيارة الأمن فلماذا لا يحل مكانهم مواطنون؟ فهل هذه ايضا مواقع حساسة؟
رابعا: شئون الطيران المدني... توجد فيه شواغر لمهندسين معماريين ومهندسين مدنيين وغيرها من الوظائف... لماذا لا تعلنون عنها والديرة مليانة بالعاطلين؟ لماذا لا تأخذون مهندسين جددا فاذا اثبتوا كفاءتهم تضعونهم مكان بعض الختيارية (العجائز) من الاجانب؟
اما عن السكرتيرات الأجنبيات فقد فاحت الريحة. صحيح ان بعض هؤلاء السكرتيرات يساعدن بعض المديرين في اللغة الانجليزية ولكن ذلك لا يبرر استمرار بقائهن. لذلك اتمنى على خريجات اللغة الانجليزية او خريجات الادارة المكتبية وحتى المهندسين الذهاب إلى الطيران المدني طلبا للوظيفة.
اما بالنسبة إلى مدير العمليات هلال السعدون فسنحاول ان نعقد معه لقاء صحافيا نسأله من خلاله عن بعض الاستفسارات عن بعض شئون الطيران وعن طبيعة الترقيات والدرجات وعن معياريتها وعن مدى الكفاءة الاكاديمية التي من خلالها تتم الترقيات وغيرها.
معهد البحرين للتدريب: هناك دراسات طلابية لمعرفة الفرق بين «الفساد» و«الاخلال بالحق العام».
وزارة الصحة: مساكين اطباء الاسنان بعضهم سيدخل السنة الثامنة من العمل ومن دون تثبيت ويحتمل ان تندلع ازمة كبرى امام وزير الصحة خليل حسن فبالامس كانت الازمة مع الاطباء الاستشاريين واليوم مع اطباء الاسنان والله يستر على القادم. التخبط ملحوظ واذا تفهم الناس جزءا من معركة الاستشاريين فلن يتفهموا الازمات المتلاحقة. فعلى الدولة ان تضخ اموالا لتثبيت هؤلاء الأطباء «الفقارة». هل تتصورون حجم المشكلة؟ الفنيون والمساعدون لاطباء الاسنان مثبتون وبعقود دائمة والاطباء ذاتهم بعقود مؤقتة بحجة أن الوزارة ما عندها فلوس. يعني بالله عليك طبيب يبقى 8 و9 سنوات لا يستطيع ان يشتري سيارة او يحصل على قرض او يبني بيتا... لماذا؟ لأن الوزير هو الذي يقف ضد ذلك فقط لانه غير مقتنع بالتثبيت تحت حجج هلامية مطاطية حمالة أوجه
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 425 - الثلثاء 04 نوفمبر 2003م الموافق 09 رمضان 1424هـ