شيعّت أعداد كبيرة من المواطنين صباح أمس (الإثنين) جثمان الفقيد عمار عبد النبي الفردان (19 عاما)، الذي لقي مصرعه فجر أمس الأول (الأحد) هو وصديقه سيدصادق سبت، إثر حادث تعرضا ا له في المنطقة الحدودية بين السعودية والكويت، إذ كانا يخططان لقضاء إجازتهما الجامعية في الكويت مع زميلين آخرين أصيبا بإصابات بسيطة.
وشهدت مراسيم التشييع في مقبرة «أبوعنبرة» بمنطقة الخميس حضور عدد من الإعلاميين والفنانين، فوالد الفقيد (عبدالنبي) يعمل مصوّرا بوزارة الثقافة والإعلام، ذلك إلى جانب حضور ذوي الفقيد رفاقه ومحبيه، وسط أجواء من الحزن والألم على فراق (عمار).
وحمل ذوو الفقيد وأحباؤه جثمانه مرددين «لا إله إلا الله، محمد رسول الله، هذا ما وعد الله ورسوله، وصدق المرسلون»، حتى أُنزل في قبره، لتتلقفه الرحمة الإلهية، ويلاقي خالقه.
ولوحظ خلال مراسم التشييع ملازمة الفنان أنور أحمد لوالد الفقيد عبدالنبي الفردان، الذي أبكى النخيل الشامخات في المقبرة لبكائه.
ووصلت جثتا الفقيدين إلى مشرحة مستشفى السلمانية الطبي عند الساعة العاشرة من مساء أمس الأول (الأحد)، إذ نقلتهما سيارة نقل الموتى من مستشفى الخفجي إلى البحرين، وقام أهالي الفقيدين بإنهاء إجراءات تسلّمهما من المشرحة صباح أمس.
الفقيدان... رفيقان حتى في الموت
الفقيدان عمار عبدالنبي وسيدصادق سبت كانا رفيقين منذ الطفولة، لزما بعضهما بعضا حتى أيام الدراسة، وحتى لعبهما في نادي المالكية، لقيا مصرعهما معا، لكن سيدصادق سبق عمار في الرحيل، ولكن في النهاية رحلا معا، وكأن الموت أراد ألاّ يفرق بينهما حتى في فراقهما من الدنيا.
يقول الشقيق الأكبر للفقيد عمار، وهو عبدالله: «والدي لم يكن موافقا على ذهاب عمار للكويت، لكنه أبى إلا أن يذهب، لأن صديقه سيدمحمد سيذهب مع الصديقين الآخرين، وبحسب المعلومات فإن والد سيدمحمد رفض أيضا أن يذهب فقيده، لكنه قال العبارة نفسها التي قالها عمار، أنه يريد الذهاب لأن عمار معهم».
ويذكر عبد لله أن الفقيد عمار حصل على استغناء من نادي المالكية لينتقل إلى نادي الشباب، لكنه بدل أن ينتقل إلى النادي الجديد، انتقل إلى الرفيق الأعلى.
ويشير الشقيق الأكبر للفقيد عمار، أن الفقيدين حققا في العام الماضي المركز الأول في بطولة مدارس البحرين لكرة القدم، وكانا مولعين باللعبة.
تركت الغرفة مفتوحة لكنه لم يعد
الفقيد كان متابعا وحريصا على مشاهدة المباريات، وكان على موعد أن يتابع مباراة مساء أمس الأول (الأحد)، وكعادته قام شقيقه عبدالله بترك باب الغرفة مفتوحا ليتمكن الفقيد من مشاهدة المباراة في الغرفة، لكن الباب بقي مفتوحا ولم يعد
العدد 2335 - الإثنين 26 يناير 2009م الموافق 29 محرم 1430هـ