ما أجمل شعار «بحرنة الوظائف» الذي بكينا عليه طويلا ونحن نراه يذوب في كأس التوظيف كفص ملح ذاب بين بقية الكؤوس. وليس هنالك أقدس من دعوة الإنسان إلى توظيف مواطنيه... فإذا أردت أن تحيي روحا فامنحها الكرامة وقطعة خبز. قبل عشرة أيام كتبت مقالا انتقدت فيه ازدياد عدد السكرتيرات الهنديات في شـئون الطيران المدني وانتظرت يوما ويومين وثلاثة وأربعة لعل الله يبعث لنا ردا من الوزارة فلم يأتِ الرد إلا قبل يومين إذ كان الرد بعيدا كل البعد عن الأسئلة المطروحة والناقدة، حتى ظننت أن الرد كان على مقالٍ ثانٍ أو على كاتب آخر لولا وجود اسمي بين السطور! وهذه الأسئلة نوجهها إلى مدير الشئون الإدارية والمالية جاسم الجودر.

الآن وقد انفتح الباب فليس بوسعنا إلا أن نناقش الشئون بطريقة واضحة وهنا أحب أن أطرح أسئلتي السابقة التي تغافلتها شئون الطيران فلم ترد عليها ولا أعلم السر في عدم الرد على رغم أنها أسئلة خطيرة:

أولا: ما هي نوعية السكرتيرات في الشئون؟ وكم عددهن؟ ولماذا التركيز على السكرتيرات الأجنبيات إذ هناك أعداد هائلة من حاملات الجنسية الهندية؟ ولماذا لا يتم احلال البحرينيات أو البحرينيين مكانهن من خريجي الإدارة المكتبية؟

ثانيا: ماذا عن السكرتيرات الـ 15 الأجنبيات؟ لماذا لم تتعرض الشئون في موقع ردها إلى هذا العدد الهائل؟ وسؤالي هل هن من الفري فيزا أم لا؟ أريد إجابة واضحة في ذلك. وإذا كن كذلك ألا يعد ذلك تجاوزا لقانون وزارة العمل وقانون الهجرة أيضا؟ هل يوجد من هؤلاء السكرتيرات من كتب لها أمام الوظيفة «ربة بيت» أم لا؟ ومن المسئول عن توظيف هؤلاء؟ ومن الداعم؟ ومَن مِن المديرين أصر على ابقائهن؟ يقول الطيران المدني: إن نسبة العمالة الوطنية من أعلى النسب على المستوى الإقليمي. ولا أعلم مدى صدقية هذا القول فإذا كان الطيران المدني يمتلك حتى نسبة دولنا الإقليمية فليطرح لنا نسبة البحرنة في الطيران، وإذا كان سريعا في معرفة النسب فنتمنى منه الإجابة السريعة بدلا من البقاء عشرة أيام من دون إجابة.

مشكلة الطيران اننا سألناهم عن سكرتيرات محددات لمديرين محددين لكن الإجابة جاءت على غير المتوقع... نسألهم عن سكرتيرة المدير فيجيبون عن سكرتيرة الوكيل. سألنا عن السكرتيرات الهنديات فجاءت الإجابة عن تزويد وقود الطائرات في المطار. أعدنا الأسئلة عن «الفري فيزا» فجاءت الإجابة عن «مطار البحرين الدولي بأنه يحتل مكانة متميزة بين المطارات العالمية» حتى ظننت - حقيقة - أن رد العلاقات العامة كان على موضوع آخر غريب عما نحن فيه وليست له أية صلة بما طرحته في مقالي السابق... والله المستعان.

وكما طرحنا في المقال السابق نعيد بعض الأسئلة ونتمنى أن تكون الإجابة عليها وألا نفاجأ بإجابة عن المطار والاقتصاد القومي و... إلخ.

فما هي نوعية سكرتيرة كل من: مدير العمليات بالوكالة، ومدير المطار، ومدير الأمن والسلامة، ومديرة المطافئ، ومدير إدارة التسويق، وإدارة التدريب، إضافة إلى خمس سكرتيرات لموظفين أجانب؟ لماذا سكرتيرات كل هؤلاء المديرين من الأجنبيات؟ ألا يوجد بحرينيون وبحرينيات وبالتخصص ذاته بإمكانهم أن يتقلدوا هذه الوظائف؟ وخصوصا أن البلد ممتلئ بالعاطلين والعاطلات. وكلها تعد بؤر توتر تؤثر على حياتنا؟ أما بالنسبة إلى التذرع باللغة الانجليزية فلا أعلم هل مديرونا الأفاضل ولدوا وهم يجيدون اللغة الانجليزية؟ وهل انعدمت البحرين من بحرينيين يجيدون اللغة الانجليزية؟ فإذا لماذا التذرع بهذه الحجج القديمة؟ وبين يدي هنا قائمة لخريجات وخريجي إدارة مكتبية فهل تتساعد معنا الشئون في توظيفهم؟ أما عن إشكال التوظيف في إدارة المطافئ وإشكالات توظيف المقربين فسيكون لها مقال خاص. وكذلك عن قسم الحاسوب فهو شبيه بوزارة التربية فهو يسير نحو الأجنبة وليس البحرنة على رغم وجود بحرينيين خريجي حاسوب وهم عاطلون عن العمل. وسيكون هناك حديث عن إدارة الهندسة وعن قصة الأجانب من حاملي الجنسية الفلبينية والهندية والباكستانية. للأسف حتى على مستوى الأعمال البسيطة كعمال (فراشين) هم من الهنود «فراشو» إدارة الهندسة من الأجانب. وكذلك مقال عن نوعية عمال الصيانة لإدارة الهندسة وأمور كثيرة وهناك سؤال قد طرح: هل توجد محسوبية في التوظيف أما لا؟ أو ان هناك قفزات إدارية على رغم عدم وجود المؤهل الأكاديمي؟ سنتحدث عن ذلك بالتفصيل وعلى طريقة وضع النقاط على الحروف