أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) استقالة مساعد وزير الدفاع لشئون سياسات الأمن الدولي جي.دي. كراوتش الجمعة الماضي. وعلى رغم أن أوساطا سياسية رأت أن الاستقالة تأتي في سياق التطورات الأخرى التي تشهدها إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش لجهة محاولتها إضفاء طابع المرونة على سياساتها الدولية المتطرفة، فإن البنتاغون قالت ان كراوتش استقال للعودة إلى العمل الأكاديمي في جامعة ميزوري.
وكان كراوتش تولى خلال عمله الذي دام نحو عامين في البنتاغون التنسيق ووضع السياسات الاميركية تجاه حلف شمال الاطلسي (ناتو) وأوروبا وآسيا ومتابعة التسلح النووي وأنظمة الدفاع الصاروخي وتكنولوجيا الأمن ومنع الانتشار النووي وشئون الفضاء. ولم يعرف بعدُ من سيخلفه في منصبه.
ويعرف عن كراوتش علاقاته الوثيقة مع تيار «المحافظين الجدد» المهيمن على القيادة المدنية للبنتاغون، وخصوصا نائب وزير الدفاع بول وولفويتز ووكيل الوزارة للشئون السياسية دوغلاس فيث. واتخذ موقفا متشددا إزاء موضوع كوريا الشمالية إذ دعا إلى المواجهة واستخدام القوة لتدمير المنشآت النووية والصاروخية في كوريا الشمالية إلا إذا وافقت بيونغ يانغ على التخلي عن برنامجها النووي، ما وضعه في مواجهة التيار «البراغماتي» في إدارة بوش الذي اضطر بسبب تعقيدات الوضع الدولي إلى انتهاج التهدئة مع كوريا الشمالية.
وقال مصدر مطلع: «ان كراوتش سبق له ان اعترض على سحب الولايات المتحدة أسلحتها النووية التكتيكية من كوريا الجنوبية». كما كان ضمن مجموعة المتطرفين الذين نجحوا في سحب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية الموقعة مع الاتحاد السوفياتي (السابق) في العام 1972. كما كان من كبار المناهضين لمعاهدة التسلح الكيماوي، ويرى ان لدى الولايات الحق دوما في حيازة برنامج هجومي متطور للأسلحة الكيماوية.
ويقول مصدر أكاديمي: «ان القسم الذي سيعمل فيه كراوتش في جامعة جنوب شرق ميسوري يترأسه صديقه فان كليف، وهو خبير في شئون الأسلحة النووية عمل مع وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر». ويضيف المصدر «أن كليف الذي يؤمن بضرورة هيمنة الولايات المتحدة عسكريا، وتطوير الأسلحة النووية، تربطه علاقات قوية مع تكتل الليكود الصهيوني الحاكم في تل أبيب»
العدد 422 - السبت 01 نوفمبر 2003م الموافق 06 رمضان 1424هـ