«بيت الصحافة» مشروع رائد افتتحه سمو ولي العهد أمس، وهو واحد من عدة مشروعات تشرف عليها الشيخة مي آل خليفة التي سعت - ومنذ توليها مسئولية الحفاظ على التراث والآثار - الى ابتكار افضل الطرق لإعادة اختراع ما لدينا من ارث كبير في مجالات شتى.
«بيت الصحافة» هو بيت عبد الله الزايد الذي أسس مطبعة البحرين الحديثة ومكتبتها في العام 1932، ومن ثم اسس دارا للمسرح والسينما في العام 1936، وبعد ذلك اصدر «جريدة البحرين» العام 1939 .
عبد الله الزايد كان رائدا لصحافة البحرين التي تصدّرت مناطق الخليج. واحتفالنا بذكراه هو تذكير بماضينا وبإمكاناتنا وبما نستطيع القيام به. وما كتبه الزايد من شعر وفي صحيفته يعبر عن فكر متنور ومتطلع الى نطاق أوسع من البحرين وأوسع من الاطر القبلية والمذهبية التي تخنق كثيرا امكاناتنا في زمننا الحاضر. ولو اننا عدنا الى رموز بلدنا في العقود الماضية - لاسيما التي سبقت الخمسينات - لوجدناهم مفخرة لنا جميعا فهم عملوا من اجل رفعة شأن البحرين بكل اهلها وبمختلف الوان طيفها.
وكشعب لديه مثل هذا التراث فانه حريّ بنا ان نفتح صفحات جديدة قوامها العدل بين الناس وحقوق الانسان والتعايش السلمي الحضاري، والتطلع الى التنمية في مجالاتها المختلفة سواء كانت سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية.
ونشدّ على يد الشيخة مي التي بادرت وسعت إلى تأسيس عدة دور تراثية. فبحسب ما صرحت به سابقا فإنها تدعم تأسيس «بيت الطين» في قرية عالي و«بيت النسيج» في قرية بني جمرة، و«بيت الشعر» في منزل الشاعر المرحوم ابراهيم العريض، وربما ايضا «بيت الفلسفة» بالقرب من مسجد الفيلسوف الشيخ ميثم الذي توفي قبل 700 عام ولكن آثاره الفلسفية وكتاباته مازالت قائمة وتدرس في بعض الجامعات العالمية، إلا انها تختفي من البحرين ولا يستلهم الدرس منها ولا نفتخر بأهم عقل فلسفي عرفه تاريخ بلادنا.
نشد على يديها لانها ايضا تسعى - بالتعاون مع اليونيسكو وخبراء الآثار - إلى المحافظة على قلعة البحرين وعلى الآثار التي بدأت تختفي منذ فترة بسبب الاهمال. فقلعة البحرين لها مستقبل الآن وهناك استعدادات للاحتفال باليوبيل الذهبي لاكتشاف حضارة دلمون في العام المقبل، وهذه كلها مشروعات تهدف إلى رفع شأن الثقافة والآثار ونشر الوعي بين الناس والمسئولين للمحافظة على ما تبقى منها.
إن رمضان علينا كريم في الصحافة بافتتاح «بيت عبدالله الزايد لتراث البحرين الصحافي»، وأملنا ان يستمر الكرم الرمضاني وتسارع الحكومة إلى إيقاف العمل بقانون الصحافة والنشر الحالي الذي يقضي على معنى العمل الصحافي ولا يفسح المجال للفرحة بتراث الزايد الذي نستطيع ان نبني مجدا عليه، ولكن شريطة زوال المعوقات وفي مقدمتها قانون الصحافة والنشر
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 422 - السبت 01 نوفمبر 2003م الموافق 06 رمضان 1424هـ