بعد قراءتي لمقابلة مدير معهد البحرين للتدريب محمد درباس وما طرحه من اجابات في مقابلة «الوسط» رحت افرك عيني متعجبا ومندهشا من بعض الاجابات واعتقد ان الصحافية اماني المسقطي ورطت المدير في بعض الاسئلة، ولكن لم أتوقع ان يقع في مصيدة عدم التفريق اللغوي بين «الفساد» و«الاخلال بالحق العام» فهذه من ابده البديهيات، ولا اعلم كيف وقع المدير في مصيدة السؤال فكانت مثل هذه الاجابة!
ففي معرض اجابته عن فساد وقع في المعهد قال المدير: لا فساد وانما اخلال بالحق العام - وفنك ان تعرف الفرق بينهما - اضافة إلى اجابات كثيرة ولنا هنا عدة اسئلة نوجهها إلى محمد درباس:
اولا: «الاعتراف بشهادة المعهد» اجاباته كانت فضفاضة. سؤالنا: متى سيتم الاعتراف من قبل جامعة البحرين؟ في اي شهر؟ هل هذا العام ام بعد 50 عاما؟ نريد وقتا محددا. طلاب المعهد ملوا من رفع التوصيات وخلق اللجان. القضية تحتاج إلى قرار سياسي من القيادة وينتهي الأمر. فالطلبة وآباؤهم والمجتمع ملوا من هذه التصريحات ومن هذا التناقض، ففي الوقت الذي تتم فيه معادلة الشهادة لكثير من المعاهد حتى الجديدة منها يبقى معهد البحرين الحلقة الاضعف في قبول شهادته على رغم مستواها المتميز!
ثانيا: يقول درباس «الكثير من خريجي المعهد حصلوا على الدبلوما العليا وأيضا حصلوا على الماجستير» لكنه نسي ان بعض وزاراتنا ومنها وزارة التربية لا تعير اهتماما لمن حصل على ماجستير ان لم يكن حاصلا على البكالوريوس. فهل يعي درباس هذه النقطة؟
ثالثا: لماذا قام درباس بتجميد اللجنة الطلابية في المعهد؟ هل ذلك يتوافق مع الديمقراطية؟!
رابعا: محمد درباس قال هناك مشروع انشاء مكتبة الكترونية. شيء جميل ولكن قبل الدخول في المشروعات الحالمة والطموحة ينبغي ان تنشأ رواتب وكادر وظيفي الكتروني أيضا، فالموظفون يشتكون من سوء الكادر الوظيفي وهذه القضية أهم بكثير من مكتبة الكترونية، فلتكن الرواتب الكترونية ومن ثم نفكر في مكتبة الكترونية أو كاتب بحوث الكتروني.
درباس قال «الوزير مهتم بشكل كبير برفاهية الموظفين في المعهد وبإعطائهم حقوقهم وواجباتهم لرفع مستواهم المعيشي». شيء جميل ولكن:
1- السؤال الأول: متى سيتم ذلك؟ الموظفون لا يريدون رفاهية، يريدون استحقاقاتهم التي منها: رفع الرواتب واعطاؤهم الدرجات والرتب بشفافية من دون أية محسوبية، لذلك الكثير منهم - ومن ضيق المعيشة - رفع عريضة مطالبة بحقوقهم، فهؤلاء لا يريدون «رفاهية» اعلامية، بل يريدون حقوقا عملية وعلى الأرض.
ويشكر درباس على اعترافه بأن «هناك شريحة كبيرة من موظفي المعهد هم ممن رواتبهم منخفضة» كما جاء في المقابلة الصحافية. ولكن نحب ان نسأل المدير سؤالا مهما وهو: هل يوجد اجانب رواتبهم منخفضة؟ وكم عددهم؟ وما هو مقدار رواتب مَنْ تم تجديد عقودهم؟ ولماذا زيدت رواتب بعض الاجانب الذين وضعوا لكتابة البحوث خصوصا من أصبحوا يقتربون من سن السبعين؟ ومتى سيثبت أصحاب العقود المؤقتة في الوزارة بشكل عام؟
2- اعتقد ان درباس تورط في اجابة كان من المفترض ألا يدخل في تفاصيلها لكنه دخل فقال عن أحد مظاهر الفساد «نعم قضية ضياع اصول ثابتة خاصة بمشروع صياغة الذهب في قسم الفنون والتصميم والمجوهرات بالمعهد، وهو مشروع مكلف جدا... وضياع هذه الاصول في عهدة احد الموظفين الاجانب في المعهد» السؤال: ما هذه القصة وما هي تفاصيلها؟ لماذا لا تعرض على الرأي العام؟ وهل المتسبب فيها فقط اجنبي ام وراءها آخرون؟ لماذا لا يجيب المدير على ذلك وهو الذي اعترف بوقوعها كما جاء في المقابلة؟ فهل هذا «فساد» أم «إخلال بالحق العام» على حد تفريقات المدير درباس؟
- قال درباس عندما سئل عن موظف اجنبي في المعهد تم تجديد عقده على رغم اقترابه من عمر السبعين: «ان لديه باعا طويلا في مجال كتابة البحوث» وسؤالنا هنا للمدير:
- أية بحوث هذه التي يكتبها؟ والى من؟ وهل هي بحوث تتعلق بالماجستير ام الدكتوراه أم بحوث أخرى؟
- قال درباس: «ان الإدارة اضطرت إلى تجديد عقود بعض الاجانب». كلام جميل، ولكن كان بامكان الإدارة تجديد العقود لعام وليس لعامين، فلماذا تم التجديد لعامين؟ قال درباس: «ان المعهد يضم 341 موظفا وإداريا من حملة الشهادات العليا». قال ذلك وهو في معرض التفاخر بهؤلاء! كلام جميل، ولكن سؤالنا: ما هو وضع هؤلاء الموظفين من ناحية الكادر الوظيفي؟ فالكثير منهم يعاني الامرين في ذلك ورواتب الاجانب وعلاواتهم تزيد عليهم بكثير على رغم انهم مواطنون ومن حملة الشهادات كما اعترف بذلك المدير. ام ستكون حالهم كحال أطباء الاسنان في الصحة وحال المهندسين والفنيين في الأشغال وفي الكهرباء؟
موضوع آخر: «مبروك» مدينة زايد
بالأمس عندما طرحت عبر مقالات مناشدة لوزارة الشئون الإسلامية بإعطاء أرضين للطائفة الشيعية في مدينة زايد قال لي أحد الأصدقاء: هل تتوقع أن نعطى ذلك؟ قلت له: ولِمَ لا. هذا حق يجب أن نطالب به.
بالأمس تمت الموافقة على إعطاء الأرضين. وفعلا تسلم الأهالي أرضا وقامت الأوقاف الجعفرية بوضع (كبينة) للمصلين، على أن تسلم الأرض الأخرى لاحقا. فرح الأهالي كما أن الجميع فرح لذلك
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 417 - الإثنين 27 أكتوبر 2003م الموافق 01 رمضان 1424هـ