في أمسية الأربعاء الماضي التي أقامتها جمعية العمل الديمقراطي وكان موضوعها حوار عن تداعيات ندوة التمييز والامتياز التي أقامها مركز البحرين لحقوق الإنسان وكان المتفق عليه أن يشارك في إحياء الندوة كل من رئيس المركز عزيز أبل والصحافي بصحيفة «الوسط»غسان الشهابي غير أن أبل لم يتمكن من الحضور وبقي غسان وحده.
وقد أبلى بلاء حسنا حين كشف بدقة الكم الذي نشرته الصحافة المحلية منذ اليوم التالي لندوة المركز حتى موعد الندوة، كما كشف مدى الوضع المتردي في الكثير من صحافتنا المُسيّرة والتي كانت تتعمد أن تأتي أطروحاتها لصالح الجهات المسئولة فجعلت الندوة هدفا للإساءة إليها من خلال أقلام موجهة وأسئلة تكون أجوبتها بالمقياس الذي تريده تلك الصحافة إذ كانت تختار بدقة العناصر التي تحاورهم ممن تعرف قاماتهم وتوجهاتهم مسبقا.
وتم توجيه سؤال ممزوج بالملاحظة إذ قال السائل: لماذا نأت صحيفة «الوسط» بنفسها عن المشاركة الجادة إذ كانت كمية الطرح على رغم أهمية الندوة وتداعياتها محدودة جدا مقارنة بالصحف البحرينية الأخرى.
وفي اعتقادي على رغم أن «الوسط» شاركت في نشر المقالات المختلفة كان في مقدمتها اللقاء الذي أجرته مع رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان الذي أبدى استياءه مما جرى في الندوة من إساءة لأطراف مختلفة بما فيها هو كمدير للندوة.
وفي اعتقادي أن خير إجابة على سؤال وملاحظة السائل هو الحديث النبوي الشريف - بما معناه - (أن تقول خيرا أو فلتصمت).
وحسنا فعلت «الوسط» حين اكتفت بنشر ما يمكن هضمه وما هو منطقي وما يتماشى مع الفكر الناضج بعيدا عن المهاترات والمجاملات والحديث من خلال ميزان محدد يتناسب وتوجهات تلك الصحف.
إن مسئولية الجمعيات أن تعلم منتسبيها وأنصارها أخلاقيات الحوار وآداب الحوار ومعرفة الحدود اللائقة والمعقولة في المداخلات والأسئلة حتى لا تخاف الأندية والجمعيات والمراكز الثقافية من مواصلة طرح الملفات الأخرى للتعامل معها من خلال حوار هادئ وبناء وأفكار تخدم المصلحة الوطنية... لا أحد يلوم الجهة التي أقامت الندوة وكان يجب أن تدرك أن الوقت غير مناسب لطرح هذا الملف ولن يفيد طرحه في شيء بقدر ما يثير البلبلة بين الناس
العدد 421 - الجمعة 31 أكتوبر 2003م الموافق 05 رمضان 1424هـ