ساد توجس بين عدد من المتبادلين للرسائل النصية القصيرة MSM عندما شاعت رسالة تقول: «قبل يوم أمس حدثت ظاهرة عجيبة... إذ تغير اتجاه دوران المريخ ما أدى إلى ظهور الشمس من المغرب وغروبها من المشرق... وقال العلماء إن الظاهرة ستتكرر في كواكب أخرى».
قد تبدو هذه الرسالة عادية، أو غير مهمة، إلا لمن يعرف أن هناك حديثا شريفا يشير إلى أن من أكبر وآخر علامات «الساعة» الكبرى، شروق الشمس من المغرب، وعندها يقفل باب التوبة والاستغفار.
هذه الرسالة، ما هي إلا ترديد لبعض الرسائل الإلكترونية السابقة التي رافقت ظاهرة اقتران كوكب المريخ بالأرض الذي حدث قبل حوالي شهرين، ولكنها هدأت وعادت لتتكرر من جديد.
عميد كلية العلوم، ونائب رئيس الجمعية الفلكية البحرينية وهيب الناصر، أبدى أسفه لما آل إليه تفكير بعض من الناس بقوله لـ «الوسط» إن تناقل مثل هذه الأخبار «دليل على خواء فكري وروحي»، مشيرا إلى أن الظواهر الفلكية باتت ترصد من مراصد عالمية عالية الدقة، وهناك آلاف المؤلفات تحكي عن الظواهر الفلكية علميا، وليس من بينها أن الشمس أشرقت من على غرب المريخ.
الناصر يشير إلى أن للمريخ قمراين، يسميان «أخوي الرعب» نظرا لدمامتهما، أحدهما يشرق من الشرق والآخر من الغرب، أحدهما يشرق شروقين في اليوم تقريبا، والآخر يشرق شروقا واحدا وربع الشروق في اليوم.
الزهرة الكوكب الأجمل
ويشير إلى أن الكوكب الوحيد في المجموعة الشمسية الذي تشرق الشمس عليه من المغرب هو كوكب الزهرة، أجمل كواكب المجموعة، والذي يدور من الشرق إلى الغرب، بعكس جميع الكواكب الأخرى، والذي يكون يومه أطول من سنته، وهو بحجم الأرض تقريبا، فطول يوم «الزهرة» 243 يوما أرضيا، بينما طول سنة هذا الكوكب 225 يوما، وقال ممازحا: «لو كنا نعيش على هذا الكوكب لتمنينا أن تكون رواتبنا سنوية وليست شهرية».
ويؤكد الناصر أن دوران الأرض عن نفسها كان منذ بلايين السنين أسرع مما هو عليه الآن، وكان اليوم آنذاك أقصر من يومنا هذا، ولكن بعد تكون البحار والمحيطات وبسبب حركة المد والجزر، تباطأت الحركة، وهي آخذة في التباطؤ بمقدار جزء واحد من الألف من الثانية كل قرن تقريبا.
العيد ,,25. كسوف وخسوف
ولم ينس الناصر أن يبرهن على دقة حساباته الفلكية التي أعلنها غير مرة، فقال: «لاحظتم أن الهلال في السماء يدل أن بداية رمضان علميا وفلكيا كانت يوم الأحد، وسيكون العيد يوم الثلثاء 25 نوفمبر/ تشرين الثاني من هذا العام إن شاء الله، وقبل العيد، أي في 24 من الشهر ستشهد أجزاء من العالم خسوفا كليا للشمس ولن يرى في البحرين، وفي منتصف رمضان، أو في التاسع من نوفمبر ستشهد البحرين خسوفا جزئيا للقمر، وكلها آيات من رب العالمين لترينا كيفية ولادة الهلال، وتوقيته الصحيح». يشعر الناصر بالأسف لأن القرآن الكريم يحث المسلمين على تدبر آياته، بينما يركنون إلى مقولة أن كل شيء بمشيئة الله، ويتركون التدبر والتفكر في هذه الآيات إلى غيرهم من الأمم الأخرى، قائلا: «إن شروق الشمس من مغرب الأرض أمر خارق للطبيعة، وغير ممكن علميا، ولكن إن أرادها رب الكون العظيم أن تحدث، فلا مبدل لكلماته»
إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"العدد 421 - الجمعة 31 أكتوبر 2003م الموافق 05 رمضان 1424هـ