فكر مرزوق في الخروج مع أحد أصدقائه إلى احدى الحدائق العامة لاستنشاق الهواء والتحدث عن نانسي عجرم وهموم الدنيا التي أصبحت أقل أهمية من نانسي...

مرزوق: هلا خرجنا لنتمشى في احدى الحدائق ونتحدث أثناء المشي؟

صديق مرزوق: اية حدائق تتحدث عنها؟ هل جننت؟

مرزوق: ولماذا؟ وهل الحدائق شيء من الجنون؟

صديق مرزوق: في البحرين أكيد... فالحدائق العامة ليست لها وجود. واذا وجدت فهي مأوى للأوساخ والنفايات والمياه «المتعفنة»...

مرزوق: اذن، أين يذهب المواطن الذي يود الترفيه عن نفسه؟

صديق مرزوق: أرجوك لا تتحدث عن الترفيه، وتورطني بنانسي عجرم...

مرزوق: لم أقصد عجرم، وانما قصدت استنشاق الهواء الطلق والتمتع برؤية الأشجار والنخيل والورود والياسمين.

صديق مرزوق: أكيد إنك جننت...

مرزوق: ولماذا تربطني بالجنون كلما تحدثت عن أشياء تلذذ بها أجدادنا وينبغي علينا ان نستمتع بها...

صديق مرزوق: اية حدائق عامة بقيت للعامة؟ كل شيء خاص، الحدائق خاصة، الورود تستورد وتباع بأغلى الأثمان...

مرزوق: استيراد، من أين؟

صديق مرزوق: من هولندا وهذا أغلى شيء ولكي تحصل على باقة ورد فعليك أن تدفع أقل شيء خمسة دنانير واذا اردت ان تشم وردا أكثر فعليك بدفع عشرة أضعاف ذلك السعر... وهناك ورد من كولومبيا والاكوادور ومن سنغافورة ومن تايلند وجنوب افريقيا... وهذه كلها تكلفك كثيرا لكي تشم وردة أو وردتين منها. هذا اذا كان فيه ريحة. وإذا كنت من اكثرية المواطنين فإن عليك دفع نصف معاشك لاقتناء شيء بسيط منها يعيش عندك ثلاثة ايام ومن ثم يموت كما ماتت النخيل...

مرزوق: الآن انا مجنون... كل هذا في البحرين وأنا كنت اتصور ان لدينا أسهل وأحلى...

صديق مرزوق: أما اذا كنت تود رؤية نخيل، فلديك النخيل البلاستيكية في الفنادق وصالات الزواج وعدد من الشوارع العامة وبالقرب من وزارة المالية وعلى شارع الملك فيصل.

مرزوق: بس، بس لا أستجن...

صديق مرزوق: انت اصلا مجنون من أول ما سألت عن حدائق عامة وورود... هذا إلا اذا كنت تتحدث عن ورود للحفلات الغنائية...

مرزوق: بس، بس، فكني ما أريد حدائق ولا حفلات ولا ورود ولا عجرم... وخلني في اللي فيني..