العدد 420 - الخميس 30 أكتوبر 2003م الموافق 04 رمضان 1424هـ

اللاجئون الأميركيون ينتظرون مصير منازلهم المحترقة

لوس انجليس - اندرو بونكومب 

30 أكتوبر 2003

لم تكن لدى سوزان بيتس أية فكرة عما إذا كان منزلها قائما على سوقه أم أصبح هشيما تذروه الرياح. فعندما شاهدته للمرة الأخيرة قبل ثلاثة أيام كانت نيران الجحيم تعصف به على حافة جبال سانتا سوزانا. وكان الرماد يتطاير في السماء والدخان ينتشر في الهواء الحار.

وبالكاد وجدت سوزان وزوجها الوقت لالتقاط بعض الملابس وقليل من الحاجات الثمينة ووضعها في صندوق سيارتيهما قبل أن يصلهم الامر بالاخلاء الاجباري. تقول سوزان، العاملة بقسم التصوير الطبي: «لقد تركت سيارتي قديمة الطراز من موديل 1965 في مرآب المنزل، كما تركت أغلب مقتنياتي من السلال ومواد الزينة هناك». وكانت جالسة في سرير معسكر بمركز تجميع على بعد عشرة اميال من منزلها. وأضافت: «سأتألم كثيرا إذا ما خسرت كل شيء، فأنا مازلت أتخيل ما ستكون عليه الامور عندما اعود إلى المنزل لرؤية ما تبقى فيه».

وتعيش سوزان مع زوجها في الطرف الشمالي الغربي من وادي سان فرناندو، إذ تجري واحدة من عمليات التنمية الحضرية للطبيعة المتوحشة هناك. كما انه الموقع الذي شب فيه أحد أبشع حرائق الغابات بالمنطقة، ما أسفر عن مصرع 17 شخصا وتخريب أكثر من 1100 منزل حتى تاريخه.

ويقيم في مراكز الايواء لاجئون من كل نواحي لوس انجيليس وسان دييغو، هربوا من السنة اللهب التي تؤججها الرياح الصحراوية الحارة، ويعتمدون على الصليب الأحمر والمؤسسات الخيرية المحلية في الحصول على الطعام والشراب والبقاء تحت سقف يظلهم. وينتظر هؤلاء ما ستؤول إليه منازلهم وممتلكاتهم.

هنا في ملعب كرة السلة بمدرسة غرانادا هيلز العليا، تتجمع العوائل العاملة المتوسطة وكبار السن، يشعرون بنوع من الضياع وإن بقوا هادئين عموما وهم يشاهدون التلفزيون على أمل ان يبصروا شيئا يتعرفون عليه. اما الأشخاص الأفضل حالا والأفضل تأمينا فيقيمون في الفنادق، بعد أن ساوت النيران بينهم بصورة وحشية. ففي احد التجمعات المميزة إلى الشرق من سان دييغو، وجدت مجموعة من العوائل نفسها في مواجهة خيارات فاجعة: إما مواجهة مصائرهم بالبقاء في منازلهم وإما تلمس طريقهم عبر الطرق التي غطاها السخام والدخان على أمل النجاة بالوصول إلى مكان آمن.

الزوجان المتقاعدان بوب وبربارا دالي بقيا على قيد الحياة بالقفز في حوض السباحة وهما بكامل ملابسهما، ثم اندفعا مذعورين إلى منطقة أخرى وصلتها النيران بالفعل بعد أن أحسا بالماء يغلي فخشيا أن يقضيا نحبهما غليانا. ولكن أربعة من جيرانهما لم يكونوا أسعد حظا منهما، فإما البقاء في منازلهم لتزهق أرواحهم وإما أن يتعرضوا للشواء فيما يحاولون الفرار بسياراتهم.

وتعيش سوزان بيتس في منطقة وادي سان فرناندو التي تضم مجموعة من المنازل، ولكن هناك مجموعة أخرى من عشرات المنازل التي يبلغ قيمتها عدة ملايين من الدولارات، أصبحت تشكل الجبهة الأمامية في المعركة التي تهدد المنازل الجبلية على طريق ماليبو على ساحل المحيط الهادي.

وقد شهد الجو تراجعا طفيفا يوم أمس الاول، إذ انسحبت الرياح الحارة القادمة من الشرق لتهب مكانها بعض نسمات الهواء القادمة من المحيط. ولكن اكثر من 10 آلاف رجل إطفاء ظلوا يؤدون مهمتهم الشاقة في صد السنة النيران. يقول مدير إدارة خدمات الطواريء دالاس جونز: «من الخداع أن نقول إننا سيطرنا على هذه النيران، فحتى الآن نحن نلقي في جوفها كل ما نستطيع»

العدد 420 - الخميس 30 أكتوبر 2003م الموافق 04 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً