العدد 420 - الخميس 30 أكتوبر 2003م الموافق 04 رمضان 1424هـ

حملة إسرائيلية شرسة على المسلسل التلفزيوني «الشتات»

بعد «فارس بلا جواد» و «محاضر محمد»

بدأت وسائل الإعلام الموالية لـ «إسرائيل» وللحركة الصهيونية حملة إعلامية مركزة ضد مسلسل «الشتات» الذي تعرضه قناة المنار اللبنانية في شهر رمضان المبارك، بعد محاولات كثيرة لتجاهله والتعتيم عليه.

وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي بتاريخ التاسع عشر من أكتوبر/ تشرين الاول الجاري في تقرير لمراسلها للشئون العسكرية روني دانيال أن إنتاج وعرض هذا المسلسل يأتي في إطار «سن الخناجر والسيوف» الذي تقوده سورية ولبنان وإيران ضد «إسرائيل». وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام فقد ذكر التقرير ان اجتماع الدول الإسلامية في ماليزيا كان مناسبة لإطلاق تصريحات متشددة ضد «إسرائيل» قالها الرئيس السوري «بشار الأسد».

وعرض التقرير أجواء انبعاث الحديث في سورية عن التوازن الاستراتيجي مع «إسرائيل» والحاجة إلى تحقيق الردع من اجل تثبيت خط المقاومة تأسيسا على دعوة رئيس الأركان السوري للجنود السوريين إلى المحافظة على حال الاستنفار القصوى. وأورد التقرير في هذا السياق أن إنتاج وعرض مسلسل الشتات يأتي في إطار استكمال الحملة التي تثار ضد «إسرائيل».

ويعرض المسلسل حسبما يقول المشاركون فيه تاريخ الحركة الصهيونية وأبعادها السياسية والعقيدية ويتناول حياة أشخاص أسهموا فعليا في ترجمة أهدافها، ويقدم قراءة في الشخصية اليهودية والمجتمع الصهيوني ويفضح ويعري السياسات التي أدت إلى ضياع فلسطين.

يذكر أن مسلسل «الشتات» الذي أُنتج في سورية وبدأ عرضه في شهر رمضان يشكل سابقة في الإنتاج الإعلامي العربي وقد أثار مجموعة كبيرة من ردود الفعل العربية والأجنبية والإسرائيلية وتناولته الصحف بالكثير من التعليق. وحاز على اهتمام ومتابعة الأوساط السياسية والإعلامية والفنية والجماهير العربية. وبحسب التقرير فقد أدان مركز ويزنتال -وهو منظمة يهودية أميركية - المسلسل الذي يعتبر دراما سياسية يشكل فضحا كبيرا للصهيونية، مستندا إلى مصادر يهودية بدءا من تيودور هرتزل الشخصية الرئيسية في المسلسل، وهو يهودي طموح ويسعى إلى السيطرة واستغلال القادة الأوروبيين ويقدم على أنه المحرك الرئيسي باتجاه الحصول على وعد بلفور من البريطانيين بعد الحرب العالمية الأولى.

وقال معاون عميد معهد سيمون روزنتال الحاخام ابراهام كوبر، من أعمدة المدافعين عن حقوق الإنسان، في الحقيقة هذا الإنتاج هو عمل شديد المعاداة للسامية، إذ يتهم اليهود بتزوير الكتاب المقدس التوراة ونحن أمام فصل جديد من الحملة المستهدفة لشرعية اليهود في الدين والأرض في العالم العربي والإسلامي. وأيضا يجري هذا على خطى المسلسل المصري «فارس بلا جواد» الذي استند إلى مجموعة من الأكاذيب الشائنة، وبعد أيام من تصريحات رئيس وزراء ماليزيا التي شرع فيها الفبركات والقوالب الحقودة والخطرة نفسها أمام حشد من قادة الدول العربية والإسلامية، المرحبين بكلامه.

وزعم كوبر قائلا: «إننا نشهد أعنف حملة معادية للسامية منذ ستالين وهتلر، وتكشف هذه الدعوة أن الحقد على اليهود لن يتوقف إلا عندما يستيقظ المجتمع الدولي من سباته ولا مبالاته، وان الفشل في وضع حد لهذا الحقد سيؤدي بالتأكيد إلى مزيد من العنف والإرهاب ويدفع بأجيال جديدة في الشرق الأوسط إلى مزيد من الصراع والمعاناة».

ويعتمد مسلسل «الشتات» في نصه على مئات المراجع اليهودية، كما تتجسد فيه الشخصيات التاريخية الصهيونية في تركيباتها النفسية والاجتماعية والعقيدية كهرتزل وترايفرز وروتشيلد وجابوتنسكي وغيرهم، إذ يلعب نخبة من الممثلين العرب والسوريين الأدوار الرئيسية فيه.

وشارك فيه أكثر من مئتين وخمسين ممثلا، وآلاف الكومبارس في ما يقارب المئتي موقع تصويري، إذ وصف بالعمل المتميز والجاد المكتوب بحرفية عالية والمصور بحبكة درامية مشوقة تهدف إلى التعريف بالعدو

العدد 420 - الخميس 30 أكتوبر 2003م الموافق 04 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً