العدد 419 - الأربعاء 29 أكتوبر 2003م الموافق 03 رمضان 1424هـ

المسرح الفائز

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

إننا في وطن يعوم في بحر من المبدعين، غير أن هذا الإبداع يضيع في ساحة الإهمال. والغريب أنه مع كل هذه اللامبالاة وتجاهل القائمين للمبدعين نجد أبناءنا يفرضون أنفسهم ويحصدون الجوائز وهذا ما يزيد في همّ المثقف البحريني المخلص الذي يدرك بعمق لو أن مواطن هذا البلد ابتداء من البراعم وصولا إلى الشباب حظوا برعاية خاصة لكانت هذه المملكة في مقدمة كل دول الخليج في مختلف المجالات الثقافية والفكرية والفنية. إنني لا أتحدث من منطق العاطفة بل لدي كل الدلائل التي تثبت الأمرين وتؤكد أن البحريني مبدع حقا ولكن إبداعه يصطدم بالعراقيل.

من يتوقع أن شباب المسرح البحريني يتمكنون من الفوز وسط كل الخبرات العربية المسرحية العريقة، هذا ما حدث وفاز مسرح الصواري البحريني بالجائزة الأولى في مهرجان القاهرة المسرحي قبل سنوات.

ولكن هل تصدقون أنه في المهرجان التالي دعي المسرح نفسه للمشاركة، فماذا حدث؟ اعتذروا لا بسبب عدم استعدادهم، بل لأنهم لم يستطيعوا توفير قيمة التذاكر، ترى ما رأي المسئولين عن القطاع الثقافي؟ أليس من العار أن يتخلف الفنانون عن المشاركة ليكونوا واجهة مشرّفة لهذا الوطن لسبب تافه للغاية هو عدم توفير قيمة تذاكر السفر؟ ويا للفضيحة ألا تتمكن دولة خليجية من توفير بضعة مئات من الدنانير لشراء 10 أو 12 تذكرة؟ ومع ذلك فإن هذا المواطن يشعرك بأن صخور الدنيا كلها لن تثنيه عن العطاء الأثر والإبداع.

أقول هذا بمناسبة فوز المسرحية المدرسية (قنديل) التي ألفها يوسف الحمدان وشارك أبناؤنا بها في المسابقة التي أقيمت حديثا في إمارة الشارقة وشاركت فيها مختلف دول الخليج ماعدا قطر. هذه المسرحية فازت بأربع جوائز معا... جائزة أحسن نص والإخراج والديكور وأحسن ممثل.

أذكر قبل بضع سنوات شاركت أسرة الأدباء والكتاب في أحد المهرجانات العربية في تونس ولما دار الحديث عن الإمكانات وكشف ممثل الأسرة أنهم غير قادرين على توفير حتى إيجار المقر وكان صادقا مع زملائه لأنه كان بين أشقائه من المثقفين العرب فلم يخجل من ذكر الحقيقة وبلغت درجة التعاطف معه أن أعلن ممثل إحدى المؤسسات الثقافية الخليجية استعداده بتكفل دفع الإيجار، فما كان من سعادة الوزير آنذاك إلا أن ألغى مجلس الإدارة عقابا على صدقية رئيسه، الكل يعلم أن النشاط المسرحي في البحرين بدأ 1919. ترى ألسنا اليوم في مؤخرة كل بلدان الخليج في النشاط المسرحي على رغم كثرة المبدعين في بلادنا... لماذا؟

العدد 419 - الأربعاء 29 أكتوبر 2003م الموافق 03 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً