بدأت ظاهرة زواج الجنود الأميركان بنساء عراقيات تتسع مع طول الفترة التي قضاها هؤلاء الجنود بين بعض العوائل العراقية منذ دخولهم البلاد وإلى الآن. فقد تبنت الجوامع والكنائس هؤلاء الجنود الذين عقدوا قرانهم بسيدات عراقيات، بعد أن التزموا بالتقاليد الدينية السائدة، إذ أعلن الجنود الذين تزوجوا مسلمات اعتناقهم الدين الإسلامي أولا ثم عقد القرآن بعد ذلك، أما المسيحيات فإن الأمر بالنسبة إليهن أسهل من ذلك، إذ لا توجد حاجة لتبديل طائفة المسيحي من كاثوليكي إلى بروتستانتي أو بالعكس.
وأخذت هذه الظاهرة بالاتساع، إذ سبق أن نقلت صحيفة «الوسط» خبرا عن تزوج أحد العراقيين بمجندة أميركية في الأشهر الأولى من انتهاء الحرب، وقد زفت المجندة في شوارع بغداد على متن دبابة أميركية، أما الآن فهناك الكثير من الحالات الجديدة، من بينها زواج جنديين هما برت دانمان (37 عاما) وسيان بلاكوين (27 عاما) بسيدتين عراقيتين مسلمتين. وأصدر القادة العسكريون قرارا بعد أن علموا بهذا الزواج بمنع هؤلاء من الزواج واخضاعهما للتحقيق. لكن الجنديين أصرا على ذلك وأكملا زواجهما وأكدا بأنهم سينقلان زوجتيهما إلى الولايات المتحدة.
وانقسم الشارع العراقي، في موقفه تجاه هذه الظاهرة، فأهل المدن يتفهمون هذه الظاهرة، باعتبار أن الدين لا ينبغي أن يكون حائلا دون تواصل البشر وإن اختلفت جنسياتهم. ولكن بعض العراقيين وهم ليسوا قليلين يعتبرون هؤلاء الجنود أجانب ومحتلين، وأنهم قبل كل شيء أميركيون. ولا يوجد ثمة من يرحب بهؤلاء الأجانب، أما الزواج بهم فهذا يعتبر أمرا خطيرا يجب الوقوف ضده بصلابة. والمشكلة أن الصحف العراقية تحاول أن تلفت الأنظار بشكل متعمد إلى هذه الظاهرة، بعضها ينطلق من موقف سلبي تجاه الزواج من الأميركان في حين يحاول البعض الآخر أن يستغل هذه الظاهرة لتقريب البعد الإنساني على الموقف الرافض للأميركان
العدد 419 - الأربعاء 29 أكتوبر 2003م الموافق 03 رمضان 1424هـ