العدد 418 - الثلثاء 28 أكتوبر 2003م الموافق 02 رمضان 1424هـ

الحاج حسن العالي نبراس إنساني في عتمة الفقر المظلم

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

أعمار تتصرم، وليال تنقضي ويبقى العمل الصالح نبراسا يضيء للظاعنين الطريق...

الحاج الوجيه حسن العالي (رحمه الله) رجل كبير عرفته الساحة البحرينية بمواقفه وعطائه للفقراء...

رجل ولكنه ترك وراءه بيوتا مازال يرفع ساكنوها ايديهم للدعاء له وخصوصا في هذا الشهر الكريم...

وما اجمل المرء عندما يذهب تاريخه باعمال الخير ويحن على ابناء جلدته. لقد رحل العالي ولكن ذكرياته المزدهية بجمالية العطاء ما زالت حاضرة في قلب كل كبد حرى تشظت باشواك الفقر واستعرت من لهيب العوز وما زالت تذكره قلوب تغلفت في يوم من الايام بسواد الظلام فأوقدها بموقف انساني نبيل.

قبل عام تقريبا اوقفني منظر مؤلم لعائلة من المنامة... لامرأة تسربلت بالحزن وألم الفاقة... هي ونسماتها الصغار... دخلت مع «لجنة الخير»... تفاجأنا بحجم الفقر الذي تعيشه هذه المرأة مع ابنائها السبعة وزوجها الذي ما فتئت الامراض تفتك به... العائلة كانت تسكن في الطابق العلوي ومحشورة في غرفة ضيقة مع زاوية صغيرة لا تكاد تسع ثلاثة اشخاص... ذرفت المرأة دموعها... وبدأت تسرد معاناتها وتاريخا من الفقر... كان ابناؤنا يعانون من الضعف... ويشعرون بالتعب... والارهاق إذ حرارة صيف البحرين وهم لا يمتلكون الا مكيفا قديما... اللجنة بادرت بموقف انساني وتبرع لهم احد التجار بمكيفين جديدين.

ولكن المشكلة لم تحل فهم ايضا يعانون من ضيق السكن ومن هذا القفص المحموم.

بعد أشهر تناهى الى مسامع اللجنة أن هذه العائلة وهم من سلالة رسول الله توفقوا إلى بناء سكن لهم في منطقة عالي... وبعد تقصي الخبر علمنا ان المتبرع ببناء هذا المسكن هو احد مشروعات الخير التي تتم تحت رعاية الحاج حسن العالي.

وها هو شهر رمضان قد اطل على هذه العائلة في دار تؤويهم بعد سنين من الضيق والعوز وها هم الاطفال والأم الحزينة والاب المريض يرفعون ايديهم بالدعاء لهذا الحاج الذي رحل تاركا وراءه تاريخا جميلا مضيئا بالمواقف الانسانية النبيلة.

لا شك في ان هناك جنودا مازلنا لا نعرفهم قد يفصح عنهم الزمن في يوم من الايام. وهكذا هو عمل الخير زاد ليتحول إلى ذكرى في الأرض وجنة في الاخرة قبل ايام وصلت اسماء الى اللجنة لعوائل فقراء في كرانة، بعض اعضاء اللجنة تقصي الخبر وزار بيوت هذه العوائل وجاء التقرير «ان ما تم مشاهدته ومعاينته يفوق فظاعة بقية الفقراء الذين تم التحدث عنهم سابقا وستكون هناك مقالات قادمة لنتحدث عن واقع هذه العوائل وما تعانيه فلربما يساهم ذلك في ازالة ولو قليل من الفقر. ولا يستطيع المرء الا ان يقول، رحمك الله ايها الحاج الكريم وجعل الله قبرك روضة من رياض الجنة

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 418 - الثلثاء 28 أكتوبر 2003م الموافق 02 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً