تحية اجلال وتقدير ارفعها إلى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المفدى، التي ضربت اروع الامثلة في قيادتها لهذا المجلس وللحركة النسائية في البحرين بهذه الانجازات التي ادهشت العقول ببراعتها وطموحها وحنكتها وذلك بفضل قائد المسيرة عاهل البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
فقد اقتحمت وانجزت في فترة وجيزة حيز الاقليمية لتصل إلى العالمية بجدارة رافعة صوت المرأة في المحافل الدولية لتسمع العالم صوت المرأة البحرينية التي لا تقل شأنا عن أية امرأة تعيش الحياة السياسية أو الاقتصادية.
ولو قارنّا بينها وبين نساء كثيرات ترأسن اتحادات نسائية في بلدانهن سنجد ان هذه الاتحادات التي انشئت منذ فترة طويلة لم تتجاوز أسوار بلدانها أو اسوار المنطقة.
بينما رئيسة المجلس الأعلى للمرأة تخطت كل الأسوار واثبتت قدرتها على القيادة الحكيمة للحركة النسوية النهضوية التنموية في البحرين، وانها جديرة بأن تكون رئيسة الاتحاد العالمي للمرأة... ولا تقل حنكة وخبرة عن نساء رؤساء الدول الكبرى في القيادة والجرأة والسياسة.
وتظهر أمام العالم ببساطتها وعباءتها التي لم تعقها عن الوقوف على منصات الخطابة تلقي كلماتها الترحيبية والتعريفية عن دور المرأة في البحرين وطموحها وأمانيها ودخولها جميع المجالات التي فتحت لها وأهمها الحياة السياسية ومعتركها والمجالس النيابية والبرلمانية لتمثل نفسها وتتحدث عن نفسها مساهمة في تقرير المصير مع الرجل وبناء المجتمع الذي يتكون منها ومنه وتحث النساء على المطالبة بالمساواة في الحقوق والواجبات... فعلا لم نرَ زوجة رئيس أو حاكم خطت خطواتها ولم تسبقها إمرأة في الخليج كله في مثل خطواتها ما يدل على انها كانت تواكب الحركة التطوعية النسوية الأهلية في البحرين وتتابع أخبار المرأة في طول البلاد وعرضها فاجتمعت بالنساء والفتيات في المراكز والجمعيات والمدارس والمساجد والمآتم في المدن والقرى ولمت نساء البحرين والمقيمين عليها كلهن تحت لوائها واستمعت لشكواهن وخطبت فيهن تحثهن على السير قدما معها لرفعة هذا الوطن العزيز وان ترفع من شأنها ومكانتها وموقعها في العمل أو البيت بالعلم والعمل.
وبدأت بتنظيم صفوف النساء اللاتي اندرجن تحت مسميات كثيرة من جمعيات او مراكز او مدارس وجعلت هذه الانتماءات كقنوات كلها تصب في مجرى المجلس الأعلى للمرأة ليكون النبع والأساس الذي تنضوي تحته الجمعيات والنساء كلهن.
ووزعت المهمات والمسئوليات بحيث تطلع على شئون الأسرة وتعالج المشكلات الصغيرة والكبيرة منها... وتوفر قدر المستطاع المناخ الملائم للأسرة بحل ما يعوقها عن التقدم، مساهمة منها في حل المشكلات الاجتماعية والاحوال الشخصية والقانونية والتعليمية والصحية والاقتصادية ورفع مستوى المرأة المعيشي لتكون قدوة للمرأة في كل بقاع العالم.
وما يزيدنا فخرا واعتزازا انها تشارك مشاركة شخصية في المحافل الدولية والاقليمية وحضور المؤتمرات ولم تعتمد على ارسال الوفود فقط... وتطّلع على أوضاع المرأة في الدول الأخرى وانشطتها وترى ما يتناسب مع وضع المرأة في البحرين وفق ما ترتئيه من حاجة ضرورية أو غير ضرورية فتأخذ الأفضل من كل شيء لتطبقه في المجلس وتحث عليه مادام في صالح المرأة والأسرة.
فنراها في فترة وجيزة قد تصدرت أخبار المحطات الفضائية والإذاعات والصحف في العالم تتحدث بطلاقة تنم عن خبرة ودارية في معترك السياسة بأصولها وفروعها.
وقد رأيناها ترتقي منصة الأمم المتحدة تتحدث، وفي مصر ولبنان، وبالأمس كانت في ايران تقرّب وجهات النظر، واليوم نراها في بريطانيا تختلف عن كل النساء. ما يثلج الصدر ويزيدنا فخرا واعتزازا أن هذه المرأة هي التي تمثل نساء البحرين كلهن فهي سيدة البحرين الأولى.
وهذا يدل على انها تتابع وترصد قضايا المرأة في كل مكان، وان المجلس كان بداية الانطلاقة وانه ليس وليد اللحظة وانما كان وليد فكرة مختمرة تنتظر ان يحين الوقت للنهوض به وإعلانه.
ان ستين عاما من العمل النسوي التطوعي النهضوي في البحرين أوجزتها رئيسة المجلس في سنتين.
ومن كلماتها للمرأة: كيف تريدين حقوقك وأن يسمعك الآخرون وانت منزوية وصامتة... يجب أن تشاركي في المجالس النيابية والبرلمانية وتتفوقي في العلم وتطرقي جميع مجالات العمل وان تنتزعي حقوقك انتزاعا وستجديني أناصرك أقف خلف كل امرأة وكل فتاة لتحقيق مطالبها العادلة التي شرعها لها الاسلام وسنها قانون الدولة.
فيا أم الرجال بوركت خطواتك
العدد 416 - الأحد 26 أكتوبر 2003م الموافق 29 شعبان 1424هـ