استضافت الكويت القمة الخليجية الثلاثين، بروح متفائلة ظهرت على لغة الإعلام والصحافة الكويتية التي أطلقت عليها «قمة القمم».
ربما الكويتيون متفائلون بطبيعتهم، لكن الواقع لا يجاريهم في تفاؤلهم، فالرأي العام الخليجي يتساءل باستمرار عما أنجزه مجلس التعاون، ولم تعد القمم تجذب إليها الأنظار. إلا أن ما جرى في افتتاح قمة الكويت كان مفاجئا للكثيرين، حين افتتحت بأوبريت بسيط قدّمه طفلٌ كويتيٌ موهوبٌ من المدرسة المتوسطة.
لقد استطاع هذا الفتى الذكي أن ينقل بلهجته الكويتية العفوية رسالة خليجية معبّرة، متحدثا بلسان الملايين. واستطاع أن ينتزع إعجاب الإعلاميين والجمهور، فضلا عن قادة دول المجلس الذين تجاوبوا معه وصفّقوا له مرارا، حتى ردّ عليه أحدهم بكلمة «تم»، حين طالبهم بإنجاز مشروع واحد فقط كل عام ليستفيد منه أبناء الخليج.
الأوبريت استطاع أن يكسر روتين الافتتاح التقليدي للقمم، وعبّر عن واقع الجيل الخليجي الجديد القلِق على المستقبل، جراء المشاكل الاقتصادية والسياسية التي تضرب المنطقة. فالاعتماد الكلي على النفط كسلعةٍ وحيدةٍ يقوم عليها الاقتصاد، أصبح هاجسا يراود الجميع، وما ينفّذ من مشاريع عقارية كبرى وبناء المجمعات التجارية الفخمة، لم يعد يرضي حتى الصغار.
في صبيحة آخر أيام المؤتمر، توسطتْ قاعة المركز الإعلامي، مجموعةٌ من نشطاء المجتمع المدني، وتلا أحدهم أمام الصحافيين وكاميرات القنوات الفضائية، بيانا وقّع عليه أكثر من 130 شخصية خليجية من المثقفين والصحافيين والأدباء والناشطين، ليعبّروا عن الضمير العام.
البيان كان إيجابيا، فقد حيّا القمة وتمنى نجاح أعمالها وأثنى على استمرار المجلس كمنظومةٍ خليجية، ولكنه تحدّث بالمقابل عن ضرورة تحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين. واعتبر مبدأ «المواطنة» معيارا أساسيا للحياة الكريمة التي تتوازن فيها الحقوق والواجبات.
البيان ذهب خطوة أبعد، بشأن المطالبة بإطلاق سراح سجناء الرأي في بعض دول المنطقة، ورفع الحظر عن الممنوعين من السفر بسبب آرائهم السياسية. كما دعا إلى إتاحة الفرصة لمؤسسات المجتمع المدني لممارسة دورها الرقابي على الأداء الحكومي، وفتح المجال للإعلام والصحافة لممارسة دورهما كقنواتٍ للتعبير الحر، لتعزيز قيم المواطنة ودولة المؤسسات وحكم القانون.
من النقاط المهمة التي اشتمل عليها البيان، الاهتمام بقضايا البيئة والأمن الغذائي والمائي، فالبيئة في أكثر دولنا تتعرض للانتهاك والتدمير، والخليج من أكثر المسطحات المائية في العالم تعرضا للتلوث. أما الأمن الغذائي فيكفي أن نتذكر اعتمادنا الكامل في طعامنا على ما نستورده من الدول الأخرى.
الكويت تميّزت بحسن الضيافة ولباقة الاستقبال، وتوّجت قمتها بالإعلان عن إنجاز مشروع الربط الكهربائي الموحد... والشعوب الخليجية الطامحة تتطلع للمزيد.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2665 - الثلثاء 22 ديسمبر 2009م الموافق 05 محرم 1431هـ
ننتظر تحقيق الوعود
صحيح مثل ما قلت، الاوبريت كسر الطريقة الروتينية للقمة، وإلا ما كان احد من الجمهور شاهدها وتابع احداثها.
بس المهم يسوون لنا ولو مشروع واحد فقط في السنة. كفاية ثلاثين سنة ما سوو شيء.
ياليت يسمعون صوت شعوبهم
إي والله، ياليت يسمعون صوت شعوبهم كان صار حالنا من احسن الاحوال. بس خلها على الله.