العدد 2664 - الإثنين 21 ديسمبر 2009م الموافق 04 محرم 1431هـ

فروا على وجوهكم...

فرح العوض farah.alawad [at] alwasatnews.com

قبل أن ينهار ذلك السقف الخشبي على رؤوس من يسكن في المنزل المتهالك، وقبل أن تسقط قطعة من جدران منزل آخر على طفل أو مسن من الذين يمضون أيامهم على أمل التغيير، أدعو المسئولين إلى زيارات سريعة للمنازل الآيلة للسقوط، حتى يتعرفوا على حجم المعاناة التي تعيشها آلاف الأسر البحرينية، والتي كشفت أمطار البحرين حقيقتها بصورة أوضح.

خلال الفترة الماضية هطلت على البحرين أمطار غزيرة، بل ومن المتوقع أن يستمر الوضع وتهطل بمعدل مرة في كل أسبوع، وذلك ما يجعلنا نعيد ونكرر الصور والمآسي والحديث الذي حفظه الكثير منا، فيما يخص تأخر هدم وبناء المنازل الآيلة للسقوط، وتهاوي قطع من المنازل المتضررة.

عشرات الأسر التي تعيش أكثر من واحدة منها في المنزل الواحد أجبرت على ترك منازلها هربا لتفر من الوضع المأسوي الذي شهدته مؤخرا بسبب الأمطار، وكانت الدائرة السادسة في المحافظة الوسطى، التي تضم جزيرة سترة - الآيلة للسقوط، كما قال عنها وزير الدولة منصور بن رجب عندما كان وزيرا لـ «شئون البلديات» - خير مثال على ذلك، حيث تم إخلاء 23 منزلا من قاطنيها دفعة واحدة، بالإضافة إلى ذلك لم تخلُ محافظات المحرق، والعاصمة، والشمالية متمثلة في عراد والدير وسماهيج، والسنابس، والقرى المطلة على شارع البديع من مشاهد وقوع أجزاء من منازلها، إلا أن الحال يبقى كما هو عليه، وتمضي الأيام ولا نلمس إلا تغييرا بسيطا.

إن مشكلة تضرر المنازل القديمة من الأمطار في البحرين ليست بمنأى عن تردي البنية التحتية للشوارع والطرق في مختلف المحافظات، وذلك ما وجدناه بعد سقوط الأمطار في الشوارع والطرقات، التي سرعان ما فاضت ودخلت المنازل، فهل المواطنون مسئولون عن سوء تخطيط الشوارع؟ وإلى متى سيبقى الوضع هكذا؟ لا نعلم!

في صباح يوم الجمعة الماضي شهدتُ منظر تساقط كميات كبيرة جدا من الأمطار خلال مدة نصف ساعة، ثم عادت وتساقطت بمعدل أقل حتى توقفت نهائيا قبيل الظهر، لكن آثار تلك الدقائق استمرت حتى يومنا هذا في بعض الطرق والمنازل.

تلك منازل وقفت صامدة لأعوام طويلة، وصل العمر ببضعها إلى الأربعين وأخرى إلى الخمسين عاما، حتى أصبحت غير صالحة للسكن على الإطلاق، وتحولت إلى أشبه ما يسمى بـ «منازل»، ولكن هل سيصمد أصحابها؟ أم سيختارون إخلاءها حفاظا على صحتهم وأعمارهم؟

بالنسبة لي وإن كنتُ أدعوهم إلى الفرار منها أجد أنهم سيختارون عكس ذلك وسيبقون فيها، والاحتماء بقطع خشبية وأقمشة ممزقة خوفا من ضياع حقوقهم كما ضاعت حقوق غيرهم وتأخرت دفع مبالغ بدل الإيجار لأشهر طويلة، وخصوصا أن عددا كبيرا منهم يعتمدون على مساعدات «إدارة الشئون الاجتماعية» أو الصناديق الخيرية رواتب أساسية لهم، وهي لا تتجاوز 30 دينارا للفرد!

إن موضوع البيوت الآيلة للسقوط لم يعد بيد وزير شئون البلديات والزراعة فقط، فكل البلد معني في هذه المرحلة على الأقل باتخاذ إجراءات لإنهاء الكثير من الملفات التي فتحت ولم تغلق حتى الآن، ومنها «البيوت الآيلة للسقوط»، و «الترميم»، والإسكان، وغيرها.

إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"

العدد 2664 - الإثنين 21 ديسمبر 2009م الموافق 04 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:44 ص

      بين البلديات والمجالس البلدية

      شكراً للكاتبة الفاضلة متابعة هموم المواطنين، والبيوت الآيلة، وبصفتك مهتمة بهذا الشأن فإنني أحب أن أوضح لك أن المجالس البلدية تخبطت في معايير إلإستحقاق لهدم وإعادة بناء المنازل. فهذا المشروع الخيّر أوجد أصلاً للأسر الفقيرة وخاصةً المسجلة في مساعدات التنمية الإجتماعية، والذين لا حول لهم ولا قوة ولا يستطيعون مادياً بناء بيوتهم الآيلة، ولكن المجالس البلدية أشركت معهم الموظفين وأصحاب الرّواتب القادرين على البناء، مما قلص فرص كثير من الفقراء من الإستفادة وخصوصاً بعد تعثر المشروع، والخاسرون هم الفقراء

    • زائر 3 | 2:50 ص

      مساكين وين يفرون؟؟؟

      شكرا لك ياأختي في الاسلام, احنا بيتن عمره أكثر من أربعين سنه في الشماليه ومبني من حجارة و رمل البحر,كلمنا النائب البلدي من سنين وشاف البيت ولكن لاحياة لمن تنادي,في نفس القريه هناك بيوت أحدث من بيتنا بكثير,الواسطه هدمتها وبنتها واحنا نتفرج,المشكله احنا موأنساب النائب البلدي الوفاقي يازعم,أنا متأكد لو شيخ عيسى قاسم وعلي سلمان حفظهم الله يدرون ماراح يسكتون,فأطالب بالأولويه للبيوت القديمه وبعيدا عن الواسطات ولازم يكون بقائمه أسماء معلنه وواضحه وتعرض في الاماكن الهامه مثل المساجد

    • زائر 2 | 2:44 ص

      لو كان للوطن

      لو كان للوطن فما لصرخ وتأوه ألما لمعاناة " البحرنيين" فما اقساهم على عباد الله , ويلكم من عذاب الله

    • حسين العليوات | 12:51 ص

      مشكلتنا بأننا بحرانه

      لك الشكر اختي الكاتبة لما تطرقت اليه .. تعالي الى قرية البديع وانظري كيف بُنيت البنايات السكنية الجميلة بالقرب من سواحلها لفئة معينة من طائفة معينة ليأكدوا لنا ان التفريق الطائفي يزداد تمركزاً في البحرين فهو كالدفان الذي يشمل جميع سواحل شارع البديع من الدراز الى كرانه متخطياً ساحل البديع الذي ما اجمل ماصُنع به ليكون ساحلاً راقياً جميلاً ناسين القرى الأخرى كباربار وكرانه وغيرها

    • زائر 1 | 11:17 م

      الى متى

      وفي الوقت ذاته تبنى المدن للمجنسين

اقرأ ايضاً