العدد 2664 - الإثنين 21 ديسمبر 2009م الموافق 04 محرم 1431هـ

تأملات سريعة في قمة الخليج

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

اجتمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ثلاثين مرة وكان آخر لقاء لهم في دولة الكويت الأسبوع الماضي، واتفق القوم على الاجتماع القادم الذي سيكون في دولة الإمارات لاستكمال ما تحدثوا عنه في قمة الكويت.

المواطن الخليجي لا يكاد يرى شيئا قد تحقق طيلة تلك السنوات الثلاثين وبالتالي فإن هذه اللقاءات لا تكاد تعني له شيئا ولم يعد لها ذلك الزخم الذي كان موجودا عند لقاءاتهم الأولى. فالكل يردد: ماذا فعلوا؟!

في البيان الختامي للقمة عدة توصيات وعدة قرارات منها: وقوف دول المجلس مع المملكة العربية السعودية في مواجهة اعتداءات الحوثيين الذين تسللوا داخل حدودها وكذلك وقوفهم مع وحدة الأراضي اليمنية واستقرارها.

يشكر المجلس على هذا القرار، ولكن أليس من الأفضل أن يبحث المجلس في أسباب تلك المشاكل وفي الطريقة العملية لإنهائها؟! الاستنكار والتأييد وحدهما لن يحلا مشكلة قائمة وسيبقى الجرح نازفا إلى أن يجد علاجا فعالا لا يعتمد على التأييد أو الشجب!

وأثنى المجلس على الجهود المبذولة لإنجاح العمل العربي المشترك وعلى تعميق التعاون والوئام بين الدول العربية! ولست أدري أين العمل المشترك بين الدول العربية؟!

ربما يكون هناك جهد تبذله هذه الدولة أو تلك لكن آثار هذا الجهد لا ترى بالعين المجردة وربما لا ترى بكل المخترعات الحديثة، فبين دولنا العربية ما صنع الحداد؟!

كنت أتمنى أن يقدم الزعماء خطوات عملية في التقريب بين الدول العربية، وفي توحيد رؤاها الداخلية والخارجية لتشكل قوة ذات اعتبار على الصعيد العالمي ولتبتعد عن دائرة التبعية لهذا أو ذاك...

ماذا صنعت هذه الدول تجاه فلسطين؟ وهل يمكن مقارنتها مجتمعة بـ «إسرائيل»؟!

تل أبيب تهدد بريطانيا بقطع العلاقات معها! تخيل... دولة صغيرة تعتمد على غيرها في معظم شئونها، وتعرف أن الفضل لبريطانيا في وجودها، وأن بريطانيا تدعمها بكل قوة ومع هذا كله تهددها بقطع العلاقات معها!

ويرضخ رئيس وزراء بريطانيا «العظمى» ويعد بتغيير القوانين القضائية في بلاده لكي تتمكن مجرمة الحرب ليفني من دخول بريطانيا آمنة مطمئنة!

هل يستطيع العرب مجتمعين أن يفعلوا شيئا مشابها لما فعلته «إسرائيل»؟! تعهد رئيس جامعتهم أكثر من مرة بالوقوف بحزم أمام «إسرائيل» وكسر الحصار عن غزة لكن شيئا من ذلك لم يحصل... بل إن هناك مشاريع عملاقة لحصار غزة وبأيد عربية! أمام هذا كله هل يمكن الحديث عن تعاون عربي؟! ألا يستطيع المجلس أن يفعل شيئا آخر له قيمة عملية؟! وتحدث المجلس عن الأزمة الاقتصادية ورحب - مشكورا - بالجهد المبذول للحد منها كما أعرب عن ثقته بمتانة الاقتصاد الخليجي!

أشكر المجلس على حسن الثقة ولكني أتساءل: لماذا وقف هذا الاقتصاد المتين عاجزا أمام مشكلات البطالة المتفشية في بعض دوله؟ لماذا سمح للغلاء أن يتلاعب بمصير الملايين من أبنائه؟! ألم يكن الأفضل أن يكون هناك تكامل فعلي بين هذه الدول؟! أليس من الأفضل أن يعامل أبناء هذه الدول معاملة متساوية في أي دولة حلوا فيها؟! ببساطة... انظروا ماذا فعل الأوروبيون وقلدوهم... أيصعب هذا عليكم؟!

تحدثتم عن الاتحاد الجمركي والسوق المشتركة والاتحاد النقدي وأبديتم ارتياحكم بشأن كل هذه القضايا... لكن المواطن الخليجي لم يبد ارتياحه، وأنتم تجتمعون طيلة هذه السنوات من أجله فهلا عملتم شيئا لكي يرتاح مثلكم؟!

كيف يرتاح وهو يقف في طوابير طويلة - خاصة في البحرين - لكي يمر عبر الجوازات أو الجمارك؟! لماذا لا تلغى كل تلك الحواجز لكي يلمس هذا المواطن أن هناك شيئا قد تغير؟! أبعد الثلاثين يبقى كل شيء على حاله؟

وقد تحدثتم عن عملة موحدة... اتفق البعض واختلف البعض الآخر ولا ندري متى ستتفقون؛ لأننا لسنا مقتنعين بالاختلاف وقد رأينا غيركم يوحد كل شيء وفي زمن قياسي.

وتحدثتم عن السلام ومسيرته وعن الجرائم التي ترتكبها «إسرائيل» ضد الإنسانية، كما رحبتم بإقرار الأمم المتحدة لتقرير جولدستون حول انتهاكات «إسرائيل» للقوانين الدولية... جيد كل ذلك، ولكن ماذا يفيد هذا إذا لم يكن هناك عمل منظم ومستمر لمساعدة الفلسطينيين وإدانة الصهاينة؟! بإمكانكم فعل الكثير وأنتم قادرون على ذلك إن شئتم...

مجتمعنا الخليجي يجب أن يرى شيئا يلامس همومه، ويحقق طموحاته، ويخفف اليأس الذي يلازمه... هل تعدون بتحقيق ذلك في اللقاء الحادي والثلاثين؟!

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 2664 - الإثنين 21 ديسمبر 2009م الموافق 04 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:32 ص

      تبي الصراحه او بت عمها

      كل التأخير والنخلف هو نتاج الدوله الشقيقه الكبري وفهما وقس على كل شيء !!!!

اقرأ ايضاً