في فبراير/ شباط 2003 كنت قد كتبت عن مراسيم «عاشوراء» في أميركا الوسطى (اللاتينية)، إذ إن تلك المراسيم تحولت إلى جزء من الاحتفالات الرسمية لعدة بلدان لا يمثل المسلمون فيها أغلبية... ومثال على ذلك «كارنيفال هوزيه» «Hosay Carnival»، الذي يقام سنويا في ترينيداد، وكيف أن الاستعدادات للمهرجان السنوي تبدأ مباشرة بعد عيد الأضحى المبارك وتستمر حتى يوم العاشر من المحرم. ومنذ كتابة ذلك المقال تلقيت طلبات عدة بالعودة للكتابة عنه.
وكما أشرت من قبل فإن «هوزيه» هو الاسم المحلي للإمام الحسين بن علي (ع). والمشاركون في الإعداد للمهرجان هم مجموعات كبيرة تنتمي إلى جميع الأعراق والديانات في ترينيداد (وتقام أيضا في دول أخرى في أميركا الوسطى)... فالمسلم والمسيحي والهندوسي والأبيض والأسمر والأسود يعملون ضمن خطة سنوية يتم الإعداد لها على مستوى المجلس البلدي واللقاءات التنسيفية بين الجماعات المختلفة، والمهرجان السنوي تم تطويره كثيرا بحيث أصبح مناسبة وطنية عامة لا تخص طائفة إسلامية لوحدها.
«كارنيفال هوزيه» بدأ في ترينيداد في منتصف القرن التاسع عشر عندما وصل إلى ترينيداد عشرات الآلاف من الهنود جاءت بهم الإدارة الاستعمارية البريطانية للعمل هناك. وكان ضمن هؤلاء ثلاث عوائل مسلمة شيعية فقط. هذه العوائل الهندية الشيعية قدمت من ولاية «عوض» الهندية (آنذاك كانت ولاية تحت حكم شيعي، وحاليا تسمى بـ «أوتاربراديش» في شمال الهند)... وتلك الولاية الشيعية كانت لها مراسيم مختلفة للاحتفال بعاشوراء، وهذه تم نقلها مع من هاجر إلى أميركا الوسطى.
يبدأ المشاركون سنويا بالإعداد للكارنيفال بعد الانتهاء من عيد الأضحى المبارك من خلال بناء منارات ومسجدين صغيرين من الخشب والألواح غير السميكة، تمثل مسجدا للحسين بن علي (ع) ومسجدا آخر للحسن بن علي (ع). المنارات يتم تغيير لونها وتصميمها بحسب الاتفاق السنوي بين الفئات المجتمعية المشاركة (وجميع الفئات تشارك)، وتبدأ ورشات العمل بصناعة نوع خاص من «الطبول» المعمولة من الفخار والجلد، وهذه الطبول أنواع مختلفة، وكل تصميم فيها يعطي نغمة معينة، فواحدة تذكر بدعوة أهل الكوفة للحسين، و آخرى تُذكر بالخديعة التي وقع فيها مسلم بن عقيل وأصحاب الحسين، ونوع آخر يعطي نغمة الحرب، ونغمة أخيرة وهي نغمة حزينة تخصص ليوم العاشر للتذكير باستشهاد الحسين. والملاحظ في الكرنيفال عدم وجود مظاهر الإيذاء الذاتي للجسد، إذ تسير المواكب على أنغام الطبول.
المهم أن مجموعة صغيرة ممن أحيت مراسيم العزاء في عاشوراء أفسحت المجال لتطويره بحيث يمكن للجميع المشاركة فيه، وبحيث تحول إلى مناسبة وطنية تحتفي بها الأجهزة الرسمية وفئات المجتمع في بلدان غير إسلامية أساسا... وفي هذه المراسيم تم إبعاد الممارسات التي لا تتناسب مع مقام الذكرى، وبذلك تحول الاحتفال من مجموعة صغيرة جدا من السكان المسلمين الشيعة إلى مهرجان وطني عام يمتد على مدى ثلاثة أيام يُذكر باستشهاد حفيد النبي محمد (ص) ويمكن لأي شخص المشاركة فيه، بل كل فئات المجتمع تعتبره مهرجانها الذي تستفيد منه لإعادة ربط الناس ببعضهم بعضا على محورية العدل والإحسان واستذكار حال المظلومين في أي مكان وزمان
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2662 - السبت 19 ديسمبر 2009م الموافق 02 محرم 1431هـ
حسين
السلام عليك يا أبا عبد الله
كرنفال حسين المقدس والاختلاف في المعتقدات
The active participants in Hosay Carnival firmly believe Immam Hassan died together with Immam Hussein at Karbala and the Hindu call the event the heroic of twin brothers. And there are two huge green and red moons . The moons are corporeal representations of Hassan (green for poison) and Hussein (red for blood) هناك خطأ في الطباعة لمشاركتي في رقم 4 و5 ,على جرحك تصلي النايبات صفوف والدهر بدل "الهر" لذا وجب التنويه.
Amazing Hussain
Every Day is Ashura and Every Land is Karbala... I just read about Hosay Carnival in Wikipedia, it is celebrated in Jamica as well.
يا أعظم جرح كبر الدهر كبره 2 - ام محمود
نثر روحه المحب بمحبتك أشواق** ينام بها الهوى ويصحا بقلب مشتاق** وتهتف كل شرايينه إلك عشاق**وعمر أنت وإلك يبقى العمر ملهوف** حسين ويا حسين أهتف على عهدي** أظل أصرخ وأرج الوادي من لحدي** غيرك يا بعد روحي فلا عندي ** يا جاهي وحشتي بليل العسر والخوف** أذوب نبض هواك ومهجة العبرة** يا أعظم جرح كبر الهر كبره** على فراقك دليلي لحظه شيصبره** وسر حبك على عيوني يظل مكشوف .. هذه القصيدة للرادود حسين الأكرف. شكرا دكتور للموضوع لقد بحثت في النت ورأيت صور المسجدين الجميلين والطبول الكبيرة والمشاركين
يا أعظم جرح كبر الدهر كبره
على جرحك تصلي النايبات ** على عرش النحر كل القبور تطوف ** يا قرآن الكرامة والنحر قرآن ** يا ناموس الديانة وكل جرح فرقان** على صدرك سجد عز الإنس والجان**يا برهان الوفاء وللعدالة حروف** تجلت جبهتك فوق الرمح رايات** وعلى عيونك تسبح الآيات** يا سلطان الحزن يا راهب الدمعات** يا حبل الوصل بين القلب والشوف** ثورة بكل جفن حزنك على الأهداب** ومحراب النحيب ال شيب المحراب** رسم لوحة فريدة دمك المنساب** وللغيرة النحر منهل يسيل جفون**
من الهند
شكراً دكتور منصور، والصورة من الهند عندي، هي أن موسم عاشوراء حتى اليوم، يشارك فيه المسلم والهندوسي والبوذي واتباع كل الديانات ليس من باب الدين، بل من باب المباديء الإنسانية وقيم نهضة الإمام الحسين عليه السلام.
بالنسبة للزائر رقم 1 شكراً لك، لكن أنا أرى أن التبرع بالدم لإنقاذ المرضى أفضل بكثير من اراقته هباءً في صور تشوه الذكرى خصوصاً وان الكثير من الشباب يفعلون ذلك لكنهم بحماس دون أن يكون لديهم فهم ولو بسيط بمباديء وقيم الثورة الحسينية.
المهم هو نصرة الإمام بالعلم والعطاء
مأجورين
أحسنت ياابن الشيخ البار
حب الحسين أجنني ... الكل يعزي النبي و آله و بالأخص صاحب العصر و الزمان على طرقيته بالتفاني و الاخلاص , وهذا كله قليل في حقك يا أبا عبدالله ... أبو مريم
لقد اصبت وأخطأت عزيزي الدكتور
ما من شك من أن ثورة الإمام الحسين كانت ومازالت للكل حتى وإن نكرها جهال هذه الأمة وفسقتها ومقولة غاندي المشهورة والتي قد تجدها مكتوبة على معظم جدران قرى البحرين وهي تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما وانتصر هي مقولة فيها عبرة لمن لا يعتبر وإذا كنتم تضنون إن مواكب العزاء المؤيدة من قبل اهل البيت والمراجع هي احدى مظاهر الإيذاء الجسدي فأنتم مخطؤون تماما فالشارع المقدس لايقبل بذلك الإيذاء والخلط الحاصل لديكم ولدى البعض هو نتاج عدم الفهم بما قامت به ثورة الإمام الحسين (ع)