العدد 2662 - السبت 19 ديسمبر 2009م الموافق 02 محرم 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

رسـائل باطِلــة!

نُلاحِظْ منذُ فترة طويلة بعض الرسائل الباطِلة والمُزعجِة بشأن بعض الأعمال المستحبة التي لها الأجر والثوابْ الغير حقيقي، وبعضها يحتوي على التحذير في حال عدم الإرسال إما بحدوث مكروه أو سوء للذي لم يُرسل هذهِ الرسائل، وفي حال إرسالها فإنّه ستسمع خبرا جيّدا أو ستتحقق لكَ أمنية معيّنة!

وهناكَ نوع آخر مِن هذهِ الرسائل الباطِلة بأنّه في حال قُلتَ ذكرا معيّنا لله أو لفظا مباركا فإنّ لكَ مِن الحسناتْ العدد الفلاني ..! والطريف في هذا الأمر أنّها تحتوي على عدّاد رقمي يحسبْ لكَ عدد الحسنات التي تصل إلى الملايين والمليارات ...!

وكلّما أرسلتَ هذهِ الرسائل كلما زادَ رصيدُ حسناتك، وإذا أهملتها فأنتَ مِنَ الخاسرين ومِنَ الذين يتجاهلون هذا الأجر والثواب المزعوم !

لنتأمّل قليلا في صدقيّة وحقيقة هذهِ الرسائل، تُرى هَلْ يُعقَل أن يجازي ربُ العالمينْ عبدهُ بمجرّد ذِكر لفظي ولقلقة لِسان ليسَ إلا ! دونَ أن يكون لهذا الذّكر اللفظي توجّه ونية صادِقة وتطبيق عملي في حياتنا وواقعِنا ...؟! وهَلْ مِنَ الإنصافْ أن يعاقبَ الله عبدهُ بمكروه أو سوء لمجرّد تجاهل رسالة نصيّة ليسَ لها أساسٌ مَنَ الصِحة حتى لو افترضنا أنّها صحيحة فهَل هنالكَ عقاب على المستحبّات والأمر الغير واجب شرعا ؟!

وهل صحيح أنّ الله يَهَبُنا ملايين الحسنات بمجرد تكرار الذِكر اللفظي !حاشا أن نشكُ في كرم الله سبحانه وتعالى وهوَ أكرمُ الأكرمين وأرحمُ الراحمين الذي يقبلَ الكثيرَ باليسير ولكن ما هوَ مفهوم تلكَ الحَسَنة التي تُكتبُ لنا بالملايين؟!ألا نقرأ نحنُ في أدعية القنوت (ربّنا آتِنا في الدنيا حسَنة وفي الآخرةِ حسنة وقّنا عذابَ النارِ برحمتكَ يا أرحم الراحمين ).

وهذا دعاءٌ مأثور مِن تراث أهل البيت (ع)، ربما تكون هذهِ الحسنة التي ندعو بطلبها في القنوت هي خير الدنيا والآخِرة، ولا ينبغي أن نغترّ بتلكَ الحسنات التي يحصيها العدّاد الوهمي بالملايين والمليارات ونتكِلَ عليها معتقدينَ أنّها فعلا المنجية مِنَ العقابْ والمدخلة للجنة !

أليسَ هذا إفتراء وكذِبا على الله ! خزعبلات وهراء ينتشرُ بيننا بشكل مدهش كالخلايا السرطانية في جسم الإنسان ...! ألا وهوَ الجَهل الذي لم نترّفع عنه حتى الآن بنص القرآن الكريم (ولكِنَ أكثرَ الناسِ لا يعلمون )، سببُ هذا الجهل عدم التفقّه في الدين ...إذ يقول إمامنا الصادق (ع) :(ليتَ السياطَ على رؤوسِ أصحابي، ليتفقهوا في الدين ) وفي حديثٍ آخر :(مَنْ لم يتفقّه في الدين، لم ينظر الله إليه يوم القيامة )..!

كَمْ إنتشرت هذهِ الرسائل في أوساطِنا وكل مَنْ هبّ ودبّ ضَحِكَ علينا واستنقصَ عقولنا الساذَجَة وزرعَ فينا هذهِ الأمور الباطلة.

أنواع شتّى وكثيرة مِن هذهِ الرسائل حتى وصلَ بهم الحال لأن ينسبوا هذهِ الروايات لعلمائنا ومراجعنا العِظامْ إذ تنتشر هذهِ الفترة رسالة مفادُها أن يصلي العبد صلاة تُسمى بـ (صلاة الفوت)وهي تُسقِطْ جميع ما مضى على العبد مِن صلوات القضاء المترتبة عليه في السابق!

تنص الرواية على أنّ أجر هذهِ الصلاة بمقدار 400 سنة ..!ففسرها الكثيرونْ على أنّها تُسقط الصلوات الفائتة على العبد!

الصلاة التي لا تسقط بأي حالٍ مِنَ الأحوال قياما أو جلوسا أو استلقاء أو إيماء حتى تصل درجة عدم إسقاطها إلى تحريك العينين !

يوجد حديث شريف لأحد المعصومين (ع) أنّه مَنْ صامَ يوم الإسراء والمعِراجْ كَمَنْ صامَ الدهرَ كلّه !

الثواب يعادل صيام الدهر وهذا لا يعني إسقاط تكليف الصوم على العبدْ!

لنتفقه في الدين أحبّتي ولنرفع غمامة الجهل عن عقولنا وقلوبنا ونترّفع من هذهِ الثقافات الباطِلة و سفاسِفْ الأمور، ومِنْ واجبنا جميعا التصدي لِمثل هذهِ الأمور كي لا تنتشرَ في أوساطِنا فيكونَ ما يكون لها مِن الأثر السلبي على عبادتنا وسلوكنا.

وعلينا جميعا أن نرفع شعار الذكر العملي الذي لهُ الأثر في واقعِنا و التطبيق في حياتنا وسلوكنا ، ولا يجب أن ننشغلَ بالأذكار اللفظية خصوصا إذا كانت مجرّد لقلقة لسان دونَ توجّه و استحضار نيّة الإجابة من الله عزَوجَل ...

محمد عبد الله رضي


ملامسة إحساس

عندما أعشق الدمعة وتصبح رفيقتي عندما أدخل في قفص الزواج الذي أصبح سبب حيرتي ، لا أعرف هل السبب هي زوجتي أم شخصيتي أو ربما حياتي، تعبت وأنا أقاسي أصارع عواصف همي هل سأستطيع تسلق جبل مشاكلي ؟ أم ربما احتاج لقارب لكي اخرج من بحر أزماتي، هل سأفرض نفسي؟ هل ستظهر قوتي؟ هل الطِّيبة مشكلتي؟ ميت أنا في نظر نفسي وغيري فكل التجارب أصبحت تقطع روحي وتفتت قلبي لأني أصبحت عينة تجارب لقسوة من هم بجانبي.

أعيش فقط في دقائق معدودات لعبادتي، ولكني أتألم لأيام وساعات، هموم وهموم والباقي غير مفهوم، انفعالات شديدة وتصرفات غريبة، جنون في جنون والبشر أصبحوا يزجُّون أي ضعيف في السجون ، قلوب بيضاء تطير وتختفي وراء الغيوم لا تعرف أين تجلس لا تعرف أين تكون؟ نخلة تقف صامدة مهما ابتعد عنها الرطب والتمور، ضمائر مغلفة بالذهب ولكن محتواها سموم، أحلم بأن أكون وأحلم بأن أكون فالنهاية تسرق أحلامي قبل أن أكون، لم أعد بحاجة إلى عدّ النجوم لأنها تساوي تماما كرب قلبي المهموم، كئيب أنا أم هي كئيبة؟ عجيب أنا أم هي رهيبة؟ لم أستطع أنا أمسّ القلوب ربما لأنها صلبة تذوب أمامها الأحجار وتذرف الدموع أو ربما لأنها أصبحت مظلمة بها كسوف، لا أرى أمامي إلا صحراء مملوءة بالأفاعي والأسود فكيف أذن للغزال أن يعيش وسط هذا الوجود.

ركضت ركضت ركضت بحثا عن المخرج والهروب لم أستطع لأنه ليس بيدي بل بيد خالق الوجود، قدر رسم لي خط حياتي لا أستطيع أن أجاوب إلا بالحمد والسكوت، كلام وكلام والأفعال نضع عليها علامة استفهام وربما علامة تعجب في بعض الأحيان، كوابيس وأحلام وعيون لاتنام.

علي تلفت


للأسف... ربما واقع الطيبه

هناك أناس تعتقد انهم لك وانهم ملكك ولكن فجأة تنقلب الامور على عقبيها، وتنعكس لتكون لا لك ولاعليك، فتجلس ملوما محسورا على ما فاتك ...الرجال صنفان منهم من يعتقد ان الفتاة الطيبة سهلة الصيد وانها فاتنة فيستطيع الاسد ان يغرز مخالبة في جسدها وأن لاينظر إليها احد سواه ... فإن خاف منها اكثر وشبع تركها ...لعل احدا يعطف عليها و ينتشلها، ومنهم من يرى ان الطيبة معيار الخبث في الحياة فهي كما يقال من «تحت الى تحت».

قد يكون هذا صحيحا ولكن في الصراط المستقيم ...فإن احببت احدا تملكتك الطيبة في معاملته والخبث في آن واحد، خوفا عليه من الغير ...فانتبه و انت تخطو خطوتك و طريقك فلا تكن من ضمن الاول او الثاني و تذكر أن الطيبة مقياس لكل الامور فهي تنجحك دوما و تكسبك اصدقاء قد تلتقي بهم في محض صدفة جميلة .

نورة


من مبادئ الحسين أن نبدأ بالتغيير

منذ تعرفي على تفاصيل حياة النبي يوسف (ع) من خلال متابعتي للمسلسل الذي عرض على قناة المنار في رمضان الماضي والتي رأيتها كلوحة يعبر جمالها عن جمال وذوق ومهارة رسامها وتجسد معاني إنسانية راقية ومبادئ وقيما أخلاقية نبيلة أضافت بدورها إلى جمال تلك اللوحة جمالا يوقظ الضمائر النائمة ويحيي القلوب الغافلة والتائهة في متاهات الحياة والغارقة في اللذائذ الدنيوية الآنية، منذ ذلك الحين وأنا أشعر بالمسئولية ليس تجاه هذه الشخصية الإنسانية العظيمة فحسب بل تجاه كل الرسل والأنبياء والصالحين وحتى من قدموا خدمات جليلة للإنسانية عبر التاريخ، أشعر بالمسئولية تجاه المبادئ والقيم التي بعثوا من أجل نشرها وإرسائها في مجتمعاتهم وتحملوا من أجل نشر هذه القيم والمبادئ الكثير من الأذى والمعاناة وواجهوا صنوف التحديات والصعاب وكل ذلك من أجل الارتقاء بالمجتمعات التي كانوا يعيشون فيها.

نعم أشعر بأن ما تركه لنا السالفون من تعاليم ومبادئ وقيم هي أمانة في أعناقنا جميعا وعلينا أن نحافظ عليها بالتمسك بها وتعليمها لأبنائنا ونشرها في مجتمعاتنا ونقلها إلى الأجيال القادمة لتبقى حية ما بقي الدهر، أولسنا من جعلنا الله أمة وسطا (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّة وَسَطا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا) (البقرة: 143)، لنعمل لرفعة الإنسانيّة وسعادتها وكرامتها وعزتها دنيا وآخرة بالحكمة والموعظة الحسنة، الأمّة الوسط التي تقف وسطا بين الأمة والرسول (ص) تبلغهم القيم التي أمر بها الله ورسوله لتأخذ بيدها إلى الله والرسول وتكون بذلك شاهدة عليها، ويكون الرسول شاهدا عليها، تماما كما فعل المصطفى محمّد (ص) ومن سبقه من الأنبياء الهادين المهديين (ع)عندما وقفوا وسطا بين الأمّة والله تعالى فبلغوها القيم التي أمروا بتبليغها ليأخذوا بيدها إلى الله فكانوا شهداء عليها والله سبحانه عليهم شهيد.

ومن هذا المنطلق علينا أن نعيد النظر في أسلوب قراءتنا لحياة هؤلاء بشكل يختلف على ما تعودنا عليه، علينا أن نعيد النظر في طريقة إحيائنا لذكرى عظمائنا والتي أخذت تنحرف عن مسارها الصحيح وبدأت تأخذ منحى خطيرا إن لم نتدارك الأمر، علينا أن نقف وقفة صريحة وجدية وجريئة لمراجعة الطرق السطحية التي نحيي بها المناسبات الدينية التي لم تعد تترك أثرا ولم تعد تضيف شيئا ولم تعد توحدنا على كلمةٍ سواء، بل تحولت إلى مناسبات تفرقنا أكثر من أن توحدنا وتعمينا أكثر من أن تبصرنا وتفسدنا أكثر من أن تصلح حالنا، تجعلنا نتخندق أكثر في خنادقنا الحزبية والفئوية والطائفية.

يجب أن نجعل من هذه المناسبات محطات لإحياء تلك المبادئ والقيم لا لطمسها، وأن نستغل هذه المناسبات لتجديد العهد مع هؤلاء العظماء وللتأكيد على بقائنا على التزامنا وتمسكنا بتلك المبادئ والقيم، ولكن وللأسف الشديد وبنظرة لما يجري على أرض الواقع نجد أن الأمور تختلف تماما عما يجب أن تكون عليه.

استحضرتني كل تلك الأفكار ونحن على أعتاب شهر محرم الحرام، شهر إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) تلك الشعلة المضيئة التي أنارت درب من عرفها حق معرفتها واستدل بها لتغيير مسار حياته وتحديد مصيره إلى الأفضل كغاندي الذي قال عن الإمام الحسين (ع) قولته الشهيرة «تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر»، فثورة الإمام الحسين (ع) كانت ثورة هدم ورفع للقواعد وبناء وتشييد وصيانة، فقد قام (ع) بهدم أسس الخنوع والذل والعبودية والأناينة والخوف والجهل والتبعية العمياء، ورفع قواعد العزة والكرامة والحرية والتضحية والشجاعة في الدفاع عن الحق والحقيقة والمعرفة، وبنى وشيد قيم المساواة والوعي والرأفة (تجاه من اجتمعوا على قتله)، قيم الصبر والتسليم لإرادة الله سبحانه وتعالى والحب والرحمة، وصان بذلك كله الإسلام من الضياع وأكمل عملية الصيانة من بعده الإمام السجاد والسيدة زينب الحوراء (ع) وكذلك الأئمة والصالحون من بعدهما لعملية الصيانة للاستمرارية.

ومن هنا يأتي دورنا في الحفاظ على ما قام الإمام الحسين ببنائه وصيانته، من خلال الاستفادة من مناسبة عاشوراء كمحطة للمراجعة ولهدم الممارسات الخاطئة التي تمارس باسم الحسين وهو منها براء وتضر بقضيته أكثر من أن تخدمها، لهدم استغلال وتوظيف العواطف لتخدير آلة التفكير وتعطيلها عن واجبها، لهدم الأصنام الحزبية والطائفية والفئوية وغيرها من الأصنام التي تعشعش في قلوبنا، لهدم غلبة أهوائنا وشهواتنا على عقولنا فكثير مما يمارس اليوم باسم إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين هو في الحقيقة لإرضاء شهواتنا؛ لأنه لا يزيدنا وعيا بل يدل على تراجع الوعي لدينا، لهدم العصبيات الزائفة، ولرفع قواعد التسامح وقبول الآخر، والوعي كأول واجب أخلاقي فرض على الإنسان وتشغيل آلة التفكير ونشر ثقافة السلام، ولبناء المحبة والوحدة والتفاهم والألفة والرحمة والإيثار وصيانة كل ذلك بمراجعة معتقداتنا الخاطئة والتخلص من الجمود الفكري والتعصب والقداسة وإحياء روح المسئولية لدينا وإيقاظ ضمائرنا، هذا إن كنا ندعي الاقتداء بالحسين صدقا لا قولا؛ لأن الحسين (ع) كان ضمير الخير كما قال عنه أنطوان بارا بأن «الحسين ضمير الأديان والمبادئ إلى أبد الآبدين»، وكان مسئولا في حياته أمام نفسه وأمته والإنسانية كافة لذلك لم يستطع أن يرى الحق صريع الباطل وأن يرى الفضيلة تسقط أمام الرذيلة وأن المبادئ تباع بثمن بخس.

وأخيرا... ما علينا إلا أن نفتح قلوبنا وأسماعنا لمبادئ الحسين إذا أردنا أن نقتدي به صدقا، وخير لنا أن نكون مع رفاق الحسين قبل أن يسجلنا التاريخ مع رفاق أعدائه الذين قال عنهم الشاعر المعروف (الفرزدق) قلوبهم مع الحسين وسيوفهم عليه.

مريم الحسيني


عاشق فدائي

يبقى كذا ندائي

من عاشق فدائي

أهدي لك ولائي

باقٍ على انتمائي

أفديك بالدماء

أنثرها أشلائي

يامنبع العطاء

من وحي كربلاء

بالعز والإباء

ياخامس الكساء

فذكرك شفائي

ومجليا لدائي

والقلب ليس نائي

بلائك بلائي

فرزئك بكائي

نار وفي أحشائي

تشعل بالأرزاء

في الصبح والمساء

أعيده ندائي

من عاشق فدائي

عبدالله جمعة

العدد 2662 - السبت 19 ديسمبر 2009م الموافق 02 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً