العدد 2660 - الجمعة 18 ديسمبر 2009م الموافق 01 محرم 1431هـ

«الشئون الإسلامية»: عمل دؤوب على نشر الثقافة الإسلامية الوسطية خلال عشرية كاملة

قالت «الشئون الإسلامية» بوزارة العدل، في تقرير مطول عن إنجازاتها خلال السنوات العشر الماضية من تولي عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم في مملكة البحرين، إنها عملت على نشر الثقافة الوسطية خلال عشرية كاملة، من خلال إقامة عدد من المؤتمرات والندوات الكبرى وتطوير وتحديث برامج الوعظ والإرشاد وإقامة المسابقات العالمية للبحث العلمي وغيرها.

وقالت إنه مضت عشر سنوات منذ أن تولى مقاليد الحكم عاهل البلاد شهدت تلك السنوات بأيامها إنجازات على الأصعدة كافة بفضل الله ثم بفضل مشروع وطني إصلاحي حضاري ليبرز الوجه المشرق لمملكة البحرين.


التعاون الدولي في الشئون الإسلامية

مملكة البحرين وباعتبارها عضوا في مجلس التعاون الخليجي وفي جامعة الدول العربية فإن أطر التعاون في مجال الشئون الإسلامية بينها وبين منظومة الدول العربية والخليجية يعد أهم ركائز التعاون والتكامل لوحدة الدين واللغة. وقد شهدت السنوات العشر الماضية انطلاقة في هذه العلاقات، حيث تم خلالها توقيع عدد من اتفاقيات التعاون في مجال الشئون الإسلامية تم على أثرها تبادل الخبرات والزيارات.


خدمة القرآن الكريم

المجال التشريعي والتنظيمي: حرصت الوزارة على تهيئة الأرضية القانونية والتنظيمية لعمل المراكز والحلقات القرآنية، فأصدرت لهذا الغرض أربعة قرارات وزارية، يمثل كل منها لائحة مستقلة تساهم جميعها في تنظيم وحسن إدارة شئون المراكز والحلقات القرآنية، وتأسيسا لعملية منظمة لتطوير وتحسين الأداء والمخرجات التعليمية لها.

النظام التعليمي والمخرجات: وتنتشر مراكز وحلقات تعليم القرآن الكريم في مختلف مناطق المملكة، وتزخر بأعداد كبيرة من الطلاب والطالبات من مختلف الأعمار. فقد بلغ عدد المراكز والحلقات القرآنية المرخصة من قبل الوزارة بنهاية العام 2009م (208) مراكز وحلقات قرآنية، يتبع الوزارة منها: 148 مركزا وحلقة، بينما يتبع الجمعيات والمؤسسات الأهلية 60 مركزا وحلقة.

وتصنف المراكز والحلقات التي تشرف عليها الوزارة إشرافا مباشرا إلى ثلاث فئات، هي: مراكز الدرجة الأولى: وتضم ثمانية مراكز يزيد فيها أعداد الطلاب المنتظمين على مدار العام عن 120 طالبا، ولا يقل عدد المدرسين الذين يحملون مؤهلات خاصة في تدريس القرآن الكريم عن عشرة مدرسين.

مراكز الدرجة الثانية: وتضم سبعة وعشرين مركزا يزيد فيها أعداد الطلاب المنتظمين على مدار العام عن 50 طالبا، ولا يقل عدد المدرسين الذين يحملون مؤهلات خاصة في تدريس القرآن الكريم عن أربعة مدرسين.

الحلقات القرآنية: وتضم ثمانية وسبعين حلقة قرآنية، لا يزيد أعداد الطلاب المنتظمين فيها على مدار العام عن خمسين طالبا، كما يتراوح عدد المدرسين الذين يحملون مؤهلات خاصة في تدريس القرآن الكريم من مدرس إلى ثلاثة.

ويقوم قسم شئون مراكز التحفيظ والمسابقات بتقييم أداء والحلقات القرآنية في نهاية كل عام، حيث تعتمد نتيجة التقييم على مخرجات المراكز في تدريس القرآن الكريم، وعدد الخريجين والخريجات في مختلف فروع الدراسة، كما يتم احتساب مشاركة المركز وأدائه في مسابقة البحرين الكبرى ومسابقات القرآن الكريم الدولية، إضافة إلى عدد ونوع البرامج والأنشطة العلمية والثقافية التي يقيمها المركز لمنتسبيه.

الهيئة الإدارية والتعليمية: وتشير الإحصاءات إلى أن الهيئة الإدارية والتعليمية في جميع المراكز والحلقات التابعة للوزارة تتجاوز الـ 2168 من بينهم 940 مدرسا و1228 مدرسة، لا تقل نسبة البحرينيين بينهم عن 76 في المئة.

وتأتي ظاهرة العمل التطوعي من أبرز الظواهر التي يتميز بها العمل القرآني في مملكة البحرين، إذ تزيد نسبة المتطوعين بين العاملين بالمراكز والحلقات التابعة للوزارة من الجنسين عن 60 في المئة.

ويحرص قسم شئون مراكز التحفيظ والمسابقات على تكريم المدرسين المجدين والمتميزين خلال العام، من خلال طرح جائزة مدرس الشهر، حيث يتم اختيار مدرس ومدرسة شهريا لمنحهم هذه الجائزة، وفق معايير ترتكز على عطائه وإنتاجيته بطلب من مشرف المركز وتوصية من موجه المحافظة.

الطلاب والطالبات: وشهدت أعداد الطلاب والطالبات في المراكز والحلقات القرآنية زيادة ملحوظة في العامين الأخيرين، حيث تشير الإحصاءات الأولية إلى أن العدد الإجمالي قد فاق الثمانية عشر ألف طالب وطالبة. منهم 58 في المئة من الإناث و42 في المئة من الذكور. كما أن نسبة البحرينيين تزيد عن 67.5 في المئة.

الخريجون والخريجات: وتشير أعداد الخريجين والخريجات إلى أن هناك نشاطا واضحا في المراكز والحلقات القرآنية، فقد بلغ عدد الخريجين حتى العام 2009م (773) خريجا و(1748) خريجة، منهم (39) حافظا و(80) حافظة للقرآن الكريم كاملا.

وبمقارنة هذه الإعداد بمجموع الخريجين في جميع فروع الدراسة منذ انطلاقة مراكز القرآن الكريم في العام 1976م يتبين لنا تضاعف نشاط المراكز والحلقات القرآنية وزيادة إنتاجيتها في جميع المسارات الدراسية.


مسابقات القرآن الكريم

انطلقت مسابقة البحرين الكبرى الأولى لحفظ القرآن الكريم وتجويده في رمضان 1417هـ تحت رعاية المغفور له بإذن الله سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، لتصبح مسابقة سنوية كبرى يتنافس فيها أبنائنا في حفظ القرآن الكريم وتجويده. ولتكون سنة حميدة نتعلم منها كيف نتعاهد كتاب الله الكريم بالحفظ والتلاوة والمدارسة، وكيف نربي أبنائنا وبناتنا على منهج القرآن الكريم وعلى حقائقه وهديه القويم، وكيف نشجعهم ونأخذ بيدهم من أجل هذه الغايات النبيلة. وقد تعاهد هذه المسابقة ورعاها جلالة الملك.

تهدف المسابقة إلى خدمة كتاب الله عز وجل والعناية به حفظا وعلما وعملا، وحث الناشئة على حفظ كتاب الله ومدارسته والعناية به، وتربية النشء على حقائق الكتاب والسنة المطهرة، وعلى مبادئ الإسلام وشرائعه السمحة، وتبني نوعية متميزة من حفظة كتاب الله وإعدادهم ليكونوا دعاة خير وعامل إصلاح في مجتمعهم وأمتهم، وتعزيز حضور البحرين في المسابقات الإقليمية والعالمية، والسعي لتحقيق مراكز متقدمة إن شاء الله.

وقد بلغ عدد من شارك في المسابقة منذ انطلاقتها حتى هذا العام 5549 متسابقا ومتسابقة، لا تقل نسبة البحرينيين بينهم عن 80 في المئة.

أما مسابقات القرآن الكريم الدولية، فقد شاركت مملكة البحرين في العديد منها، وحققت عددا كبيرا من المراكز المتقدمة فيها حيث تجاوز 25 مركزا، عززوا من خلالها مكانة مملكة البحرين، ورفعوا اسمها عاليا في هذه المحافل المباركة.


أهم المشاريع والإنجازات

مشروع تطبيق نظام الجودة: وحصل قسم شئون مراكز التحفيظ والمسابقات بإدارة الشئون الدينية بوزارة العدل والشئون الإسلامية على شهادة الجودة (ISO 9001:2000) ليضاف هذا الإنجاز إلى قائمة إنجازات القسم وما حققه منذ تأسيسه في العام 2001.

مشروع النظام الإلكتروني لإدارة المراكز والحلقات القرآنية على شبكة الإنترنت: قام رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة بتدشين النظام الالكتروني للمراكز والحلقات القرآنية على شبكة الانترنت، والذي تم تنفيذه بالتعاون مع قسم تقنية المعلومات بالوزارة حيث يعد هذا النظام أول خدمة إلكترونية مباشرة للجمهور على شبكة الانترنت تقدمها الوزارة ويبلغ عدد المستفيدين منه قرابة 20000 مستخدم يمثلون المراكز والحلقات القرآنية والعاملين والطلاب الدارسين فيها حاليا وتتم من خلال هذا النظام عملية الترخيص للمراكز والحلقات وتعيين العاملين فيها وإضافة المقررات الدراسية إليها وإعداد الجداول الدراسية والتسجيل وإدارة الاختبارات والنتائج والمسابقات القرآنية وغيره.

مشروع الدبلوم التخصصي في طرق تدريس تجويد القرآن الكريم: وتم تنفيذ هذا البرنامج بالتعاون مع كلية التربية بجامعة البحرين، واستفاد منه المدرسون والمدرسات بالمراكز والحلقات القرآنية، حيث يحتوي على أربعة مقررات، وينفذ على مدى فصلين دراسيين. وهذه المقررات هي: طرائق تدريس تجويد القرآن الكريم وإدارة الصف والتقويم التربوي وتربية عملية وتكنولوجيا التعليم. وقد تخرج من هذا البرنامج 81 خريجا وخريجة.

مشروع الغرس الحسن: ويهدف المشروع إلى تخريج حفاظ وحافظات للقرآن الكريم دون سن العاشرة، حيث يتم اختيار المشاركين بعناية، ويتولى تعليمهم والاهتمام بهم مدرسات مؤهلات، يعملن على رفع مهاراتهم وقدراتهم في نطق الحروف والكلمات بشكل صحيح، ثم تلقينهم وتحفيظهم سور القرآن الكريم ابتداء من الجزء الثلاثين من المصحف.

وانطلق مشروع الغرس الحسن بنهاية العام 2003، في محافظة العاصمة، حيث لم يزد عدد الملتحقين به عن 8 طلاب وطالبات، ونظرا إلى نجاح المشروع والإقبال عليه فقد تم افتتاحه في بقية محافظات المملكة، حيث بلغ عدد المشاركين فيه 34 طالب وطالبة. وكان من أهم ثمار المشروع أن أتم 11 طالبا وطالبة حفظ القرآن الكريم، بينما حفظ البقية قدرا كبيرا من أجزاء القرآن الكريم.

وفي إطار التعاون المشترك بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الشئون الإسلامية اتفقت الوزارتان على تنظيم برنامج تدريبي أثناء الخدمة، مدته 56 ساعة للمعلمين والمعلمات الذين يدرسون التربية الإسلامية في جميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بالمدارس يستهدف رفع كفاءتهم في علم تجويد القرآن الكريم، بما يمكنهم من إتقان قواعد وأحكام القراءة الصحيحة ويفسح المجال أمامهم لاستكمال دراستهم في هذا العلم مستقبلا.

وقد تم البدء في هذا البرنامج منذ العام الدراسي 1999، وتم الانتهاء منه بنهاية العام 2006، حيث بلغ عدد المتدربين عن 1969 معلم ومعلمة.


أهم البرنامج والأنشطة

برنامج النشاط الصيفي: انطلاقا من أهمية الوقت وشأنه العظيم في حياتنا تتأكد أهمية البرامج والأنشطة الموجهة للشباب والناشئة الهادفة إلى تربيتهم على المحافظة عليه والالتزام به واستغلاله فيما يعود عليهم وعلى أمتهم ومجتمعهم بالخير والنماء.

ويأتي برنامج النشاط الصيفي تجسيدا لسياسة الوزارة في رعاية الشباب والناشئة وتربيتهم على أخلاق الإسلام العظيمة وقيمه السمحة وفق منهج وسطي معتدل يمد جسور التواصل والحوار مع الجميع باختلاف ألسنتهم وألوانهم ودياناتهم وعرقياتهم. ويتضمن إضافة إلى تدريس القرآن الكريم برامج علمية وثقافية وترويحية، منها: دورة الثقافة الإسلامية، دورة الحاسب الآلي، أنشطة ترويحية وزيارات ميدانية لمعظم المنشآت الحكومية والمعالم السياحية، دورات رياضية، رحلات إلى برك السباحة.

وانطلق هذا النشاط في العام 2003م وعلى مدى سبع سنوات بلغ مجموع المشاركين في النشاط 5750 مشاركا ومشاركة.

برنامج الشراكة المجتمعية لتعليم القرآن الكريم: تقوم الوزارة بالتعاون مع عدد من الجهات الرسمية والأهلية بتنفيذ برامج مشتركة لتعليم القرآن الكريم لمختلف فئات المجتمع، وذلك خارج نطاق المراكز والحلقات القرآنية. وأهم هذه الجهات:

دار المنار لرعاية الوالدين: وتعنى بتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية للمسنين من الجنسين من خلال الرعاية المجانية النهارية. وبناء على طلب الدار وتوثيقا للتعاون المشترك فقد تم توفير مدرّسة مؤهلة لتدريس القرآن الكريم مع مراعاة أحكام التجويد لمنتسبات الدار البالغ عددهن 50 دارسة بمعدل مرتين في الأسبوع.

المعهد السعودي البحريني للمكفوفين: ويقوم برعاية المكفوفين من الجنسين وتقديم عدد من الخدمات التي تسهل على هذه الفئة الاندماج والتفاعل مع المجتمع. وقد قامت الوزارة بناء على طلب المعهد بتوفير مدرسة مؤهلة لتدريس القرآن الكريم لبعض طلبة وطالبات المعهد والبالغ عددهم 12، وذلك بمعدل يوم واحد في الأسبوع. ويشارك المعهد في مسابقة البحرين الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره.

إدارة الإصلاح والتأهيل بوزارة الداخلية: وإيمانا من الوزارة بالتواصل مع الوزارات الأخرى لخدمة جميع فئات المجتمع فقد قامت بفتح حلقة لتدريس القرآن الكريم للنزيلات في إدارة الإصلاح والتأهيل بوزارة الداخلية، وقد ضمت الحلقة ثلاثين نزيلة تقريبا تقوم بتدريسهن مدرسة مؤهلة بمعدل يومين في الأسبوع. كما تقوم الوزارة بتوفير بعض احتياجات النزيلات الخاصة. وكان من ثمار هذا البرنامج مشاركة عدد من النزيلات بصورة مستمرة في مسابقة البحرين الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره.

دار الرفاع ودار المحرق لرعاية الوالدين: كما قامت الوزارة بفتح حلقة لتدريس القرآن الكريم للأمهات بدار الرفاع لرعاية الوالدين، وقد ضمت الحلقة أكثر من خمسة وثلاثين منتسبة تقريبا، إضافة إلى حلقة أخرى بدار المحرق لرعاية الوالدين وضمت أكثر من خمسين منتسبة تقريبا، وتقوم على تدريسهن مدرسات مؤهلات بمعدل يومين في الأسبوع.

البرامج التدريبية وورش العمل: لاشك أن تأهيل وتدريب العاملين في المراكز والحلقات القرآنية هو أهم العوامل التي تؤثر في أداء هذه المراكز وتحسين مخرجاتها، فضلا عن قدرتها على المواكبة والتطوير. ولم تعد عملية تدريس القرآن الكريم تقليدية كما كانت في السابق، فقد غيرت المستحدثات التكنولوجية والوسائل التعليمية المختلفة في جودة العملية التعليمية بشكل ملحوظ.

وفي هذا الإطار تحرص الوزارات على تنفيذ عدد من الدورات وورش العمل التي ستساهم في رفع الكفاءة العلمية والفنية للعاملين في المراكز والحلقات القرآنية من موجهين ومشرفين ومدرسين وإداريين.

ومن الدورات وورش العمل التي تم تنفيذها: دورة في الإشراف على الحلقات القرآنية، دورة في علم الوقف والابتداء في المصحف، ورشة عمل للإداريين والإداريات، دورة الإسعافات الأولية، دورة في طرق وأساليب التدريس في الحلقات القرآنية، دورة الحاسوب للإداريات بمراكز التحفيظ، دورة أيسر وأسرع طرق حفظ القرآن الكريم.


نشر الثقافة الإسلامية الوسطية

وعملت الوزارة على إقامة عدد من المؤتمرات والندوات الكبرى، منها: مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي برعاية جلالة الملك في أكتوبر/ تشرين الأول العام 2002، وبحضور أكثر من 50 شخصية علمية من مختلف الديانات، ومؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية برعاية العاهل أيضا في العام 2005، وقد شارك في المؤتمر علماء ومفكرون يمثلون مختلف المذاهب الإسلامية، ومؤتمر الأئمة والخطباء والدعاة الذي عقد تحت عنوان «الخطاب الإسلامي تجديد ووسطية» برعاية رئيس المجلس العلى للشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة في 2005، وإقامة عدد من الدورات العلمية في مجال تطوير خطاب الدعاة والخطباء، وإقامة دورة متخصصة في الفقه المالكي بمركز الفاتح الإسلامي وأخرى في الفقه الجعفري في مكتبة الشيخ حميد المبارك، وهي دورات متخصصة في الفقه على المذهبين باعتبارهما أساس الفتوى والقضاء في مملكة البحرين.

وامتدت أنشطة الوعظ والإرشاد من المساجد والمآتم لتغطي عددا كبيرا من مؤسسات المجتمع الحكومية والخاصة وشملت برامج الوعظ والإرشاد مدارس وزارة التربية والتعليم ودور رعاية الوالدين والمسنين والمؤسسات العقابية ومؤسسات رعاية الأحداث وبلغ عدد الوعاظ والواعظات أكثر من مئتين في مختلف مناطق البحرين.

كما نظمت الشئون الإسلامية مسابقتين عالميتين في العام 2005 و2006، تهدف إلى بحث مسائل وظواهر واقعية في المجتمع الإسلامي، وشارك فيها باحثون من مختلف أنحاء العالم الإسلامي وقامت الوزارة بتوثيق البحوث الفائزة في كتاب خاص.

كذلك، وضعت الوزارة خطة متكاملة لتدريب الأئمة والخطباء والدعاة بهدف تطوير خطابهم ليكون خطابا وسطيا شموليا منفتحا واتخذت لتحقيق هذه الأهداف عدة وسائل منها: إقامة دورات فكرية متخصصة يحاضر فيها علماء ومفكرون بارزون يتصفون بالفكر الوسطي والشمولية والأثر الإيجابي في الساحة الإسلامية، وإقامة مسابقة بحثية علمية في الخطاب الديني، وإقامة دورات للخطباء والأئمة في الظواهر الفلكية ودخول الأشهر القمرية ومواقيت الصلوات، وابتعاث عدد من الخطباء والوعاظ لحضور الدورات العلمية والمؤتمرات خارج مملكة البحرين، وإقامة مؤتمر عالمي للخطباء والدعاة.


خدمات الحج والعمرة

أسبوع الحج التوعوي الأول والثاني: وهو أسبوع يهدف إلى توعية الراغبين في أداء مناسك الحج بأهم الأنظمة واللوائح التي تحفظ حقوقهم، وكذلك إرشادهم إلى التوجيهات الصحية والإدارية بما يحفظ سلامتهم، ويشتمل الأسبوع على فعاليات إذاعية وتلفزيونية وصحافية، بالإضافة إلى إقامة الندوات والمحاضرات في هذا الخصوص، حيث يقام هذا الأسبوع تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وبمتابعة من وزير العدل والشئون الإسلامية رئيس اللجنة العليا لشئون الحج والعمرة الشيخ خالد بن علي بن عبدالله آل خليفة، حيث أقيم الأسبوع لعامين متتاليين، وحقق نجاحا جماهيريا كبيرا.

مؤتمر الحج الأول لبعثات الحج بدول مجلس التعاون: استضافت مملكة البحرين مؤتمر الحج الأول الذي شارك فيه رؤساء بعثات الحج والمسئولين عن شئون الحج بدول مجلس التعاون الخليجي، حيث ناقش المؤتمر أهمية التواصل بين البعثات وتحقيق التكامل بما ينعكس إيجابا على مصلحة الحاج الخليجي، وقد أقر المشاركون استمرار إقامة المؤتمر بشكل سنوي على أن يقام المؤتمر الثاني بدولة الكويت.

كما استكمل قسم شئون الحج والعمرة بالتعاون مع بعثة مملكة البحرين للحج مخطط الهيكل التنظيمي الداخلي للجان العاملة في بعثة الحج أثناء موسم الحج، حيث تضمن الهيكل توزيع اللجان والأوصاف الوظيفية لكل عضو من أعضاء البعثة، بهدف الارتقاء بمستوى الإنتاج والعمل لخدمة حجاج بيت الله الحرام.

وضمن البرامج المعززة لأنشطة قسم شئون الحج والعمرة وبعثة مملكة البحرين للحج، تم التنسيق مع هيئة الحكومة الإلكترونية لضم خدمات الحج والعمرة إلى باقة الخدمات الإلكترونية التي تقدمها بوابة الحكومة الإلكترونية، وقد تم عقد مجموعة اجتماعات مع المسئولين بالهيئة وتم التوصل إلى الصيغة المبدئية لطريقة عرض الخدمات، ومن المتوقع أن يبدأ عرض الخدمة إلكترونيا مع موسم الحج القادم 1431هـ بصفة تجريبية.

واستطاع القسم ومن خلال حملات توعوية مستمرة عبر الصحف المحلية والإعلانات الميدانية والتوعية الجماهيرية، وضع آلية محكمة لضبط الحملات الوهمية وغير المرخصة التي تؤثر سلبا على حقوق الحجاج وتعرض سلامتهم للخطر، حيث تم اعتماد ختم خاص لأي حاج مسجل في حملة مرخصة، وتكليف فريق ميداني في جسر الملك فهد للتأكد من تراخيص الحملات المتوجهة إلى الحج أو العمرة، وقد أثمر هذا الجهد عن القضاء على ظاهرة الحملات الوهمية وغير المرخصة.


في مجال الزكاة

تم تشييد مبنى صندوق الزكاة والصدقات وتم افتتاح المبني تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة في يوم الأربعاء الموافق 7 يونيو/ حزيران 2006. كما تم افتتاح أعمال الندوة الفقهية لمجمع الفقه الإسلامي الدولي للزكاة في 5 مايو/ أيار 2007م إقامة دورة الزكاة في الحياة الاقتصادية في البلاد الإسلامية ودور البحرين في احتضان وتطوير المعاملات المصرفية الإسلامية.

كذلك، تم تنظيم ندوة «قضايا الزكاة المعاصرة» وذلك بالتعاون مع بيت الزكاة الكويتي حيث شارك في تلك الندوة نخبة من الفقهاء والخبراء والباحثين وعدد من القانونيين المعنيين بقضايا الزكاة. كما تم تنظيم المهرجان الخيري لدعم صندوق الزكاة.

الإصدارات والمطبوعات: قام صندوق الزكاة بإصدار عدد ثلاث نشرات داخلية عن انجازات الصندوق خلال هذه الفترة كما قام بطبع التقويم السنوي ونشرة تعريفية عن الزكاة، وخلال عشر سنوات مضت استطاع صندوق الزكاة توسيع قاعدة المزكين والمتصدقين وبالتالي اتسعت شريحة الأسر المستفيدة من الزكوات والصدقات التي يقوم الصندوق بتوزيعها وقد بلغ عدد الأسر المستفيدة في آخر إحصائية 1560 أسرة.


تشييد وإعمار دور العبادة

في إطار الاهتمام الذي يوليه عاهل البلاد لإعمار دور العبادة بالمملكة، وحرصا من جلالته على نشر القيم الدينية السامية بين جميع أفراد المجتمع كالعدالة والتسامح والمساواة والانفتاح على الآخر والتواصل معه وتعميق مبادئ التعددية، أصدر جلالة الملك أمره السامي للشئون الإسلامية بتنفيذ عدد من المشاريع المتعلقة بإعمار المباني الدينية في مختلف محافظات المملكة من جوامع ومساجد ومآتم وبناء صالات ملحقة بالمساجد، إضافة إلى تسوير وتطوير المقابر، وذلك ضمن استراتيجية الوزارة في تنفيذ المشاريع المتعلقة بهذا الشأن.

وتحقيقا لرؤية الشئون الإسلامية في دعم مسيرة الحوار الحضاري من خلال إبراز الوجه الثقافي والحضاري لمملكة البحرين وبيان ما تزخر به من تراث إسلامي عريق، تستقبل الشئون الإسلامية يوميا عبر مجموعة الزيارات بمركز أحمد الفاتح الإسلامي الوفود من جميع أنحاء العالم، حيث يتم استقبال أكثر من 30000 زائر خلال العام، ويتم اطلاعهم على تراث وحضارة مملكة البحرين من قبل مرشدين متخصصين في هذا المجال، كما يتم تعريفهم بمبادئ الإسلام، إذ توزع سنويا أكثر من 36376 من الكتب والنشرات والمطويات التعريفية بالإسلام والمسلمين بعدة لغات منها اللغة الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية والروسية والكورية واليابانية ولغات الهند والصين وكذلك يتم توزيع أكثر من 2531 سنويا من تراجم المصحف الشريف بعدة لغات منها اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والصينية والروسية والبرتغالية والتايلندية والملبارية.

كما تنظم الشئون الإسلامية فعاليات خاصة لمختلف الجاليات سواء المقيمة في المملكة أو الزائرة، حيث تقام خلال أيام عيدي الفطر والأضحى برامج خاصة تهدف للتعريف بالثقافة الإسلامية من خلال فعاليات مختلفة تعزز هذا الجانب.

كما تستثمر الشئون الإسلامية تنظيم المملكة للفعاليات العالمية كسباق الفورمولا واحد، لتعد برنامجا خاصا لدعوة المشجعين لزيارة المركز عن طريق الإعلان في الصحف، حيث يستقبل مركز أحمد الفاتح الإسلامي سنويا أكثر من 700 زائر خلال هذه المناسبة.

العدد 2660 - الجمعة 18 ديسمبر 2009م الموافق 01 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً