العدد 2660 - الجمعة 18 ديسمبر 2009م الموافق 01 محرم 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

متى سنطوِّر آليات تعبيرنا في إحيائنا لمناسبات أهل البيت؟

الرتابة في الأسلوب والطرح يقصمان ظهر الإبداع والتحديث، ويجعلان منه فضفاضا من غير ذي معنى ولا روح، لا يعطي ثماره ولا نتاجه إلا مشوها أو منقوصا، إذ إنّ من مظاهر الحياة التجدد والتطوير والتغيير، ومن ضروراتها التقدم التصاعدي الذي يرتقي بالفكر والعقل، لا المراوحة في منطقة الموروثات والعادات أو الاسترسال فيها أبد الآبدين، وإعطاء حركة التجديد والتحديث إجازة مفتوحة لا أمد لها.

وأكادُ أزعم أن من أسباب تلكؤ الحراك الإسلامي خلال العقود التي خلت، أنهُّ ظل مراوحا مكانه من غير تجديد ولا تطوير لا من ناحية الآليات ولا من ناحية الأساليب المتبعة على الأرض، بقطع النظر عن الظروف التي مرّ بها ذلكم الحراك خلال الحقب الماضية من ناحية التصاعد في الحركة أو البطء فيها، هذا غير النقص في الكوادر الفاعلة على ساحة العمل، فما يعيق حركة المشروع الاسلامي أو أي مشروع آخر، هو شحّة العاملين الفاعلين، وإذا أتينا لكي نحسبهم بالعدد والعدة فلا أبالغ إذا ما قلت إنهم لا يتعدون أصابع اليد فهم يعملون في المناسبات والفعاليات الأهلية، وهم من يرسم البرامج الدينية بتنوعها، وهم من يخطط لسير العمل فيها وهم من يصنع اليافطات ويعلقها.

فكيف يتفق ذلك مع التطوير والتحديث في أروقة ذلك الحراك؟ وكيف يرتقي العمل وتظهر الإبداعات وُتستغلُّ الطاقات والإمكانات البشرية، وتتفجر المواهب الشابة الواعدة؟، نعم هناك عوائق وهناك تحديات وثغرات في هذا المشروع أو ذاك ولا يزعم أحد الكمال وأنه النموذج الذي لا يضاهى، ولكن لا يعني ذلك أن نتقاعس أو أن نتذمّر عن أداء التكليف المناط بنا، وأن نبقى تحت سطوة الماضي بتركته وتاريخه.

مشروع العمل الإسلامي المؤسسي مشهد يُترجم مدى الوعي والمعاصرة لكل مفردات الحاضر المعاش، وقراءة دقائقه وكل ما يكتنفه ذلك الواقع من متطلبات والتزامات، وهو بلا ريب مظهر ناصع من مظاهر تفعيل العقل العامل، عبر التجديد في أساليب العمل وضخِّ الدماء المتجددة والمتوهجة في الجسد المجتمعي، وتأصيلٌ حقيقي لإحياء المناسبات الدينية عبر أنماطٍ وآلياتٍ لا تتعثر بثقل الموروث التاريخي ولا تركن صاغرة لهيمنة اللحظة.

التجديد في آليات إحيائنا لمناسبات العترة الهادية، لا يعني انقلابا على العادات والأعراف الحسنة والتي نعتزُّ بها ونفخرُ لكوننا ننتمي إليها، ولا يعني بالضرورة أنها مغلوطة بقدر ما يعني ذلك التطوير والارتقاء في أساليب الإحياء لأمر أهل البيت (ع)، بما يخدم روحيتها ويؤصلُّ من فاعليتها على الأرض تساوقا مع العصر وليس خروجا عن سياقه أو قفزاَ عليه.

وتستحضرني وأنا أزمعُ إيصاد دواتي كلمةٌ عظيمةٌ لمولى الموحدين علي بن أبي طالب «ع» وهو يوصي ولديه الحسن والحسين «ع»: «أوصيكم وجميع ولدي ومن وصله كتابي بتقوى الله ونظم أمركم».

ميثم مسعود


حكاية رحيل

 

وددت لو أن الرحيل لم يطبع بحذائه

ينحني تارة على العالم وتارة على أفراده

يبكي بلا دموع كأوراق نقشت بلا أقلام جافة

تكتب أسرارا بقيت سوداء متفحمة

فآه وكيف لا... تجري البحار بلا سفينة!

تحرك الأمواج بمداعبة حزينة

كالروح على الأكتاف وراءها صراخ قبيلة

ولكن اصمتوا... ودعوني أكمل باقي الحكاية

هز قلبي فأصبحت أناديه يا خيانة

ارجع لي ولا تجعلني أقبل الإهانة

فدمعتي أصبحت حارقة الأمانة

تضحك العالم بفكاهية رواية

فارحل ثم ارحل... فأنت تحت رجلي كالذبابة

إسراء سيف


تحية إلى اللجان النسائية في مؤسساتنا المدنية

 

تحتفل مملكة البحرين بعيد المرأه البحرينية وذلك اعترافا وتقديرا لدور المرأه في مسيرة التنمية في مملكتنا الحبية.وهذا التكريم جاء ليزيح الظلمات الذي أصيبت به المرأه نتيجة الإهمال والغفلة الذي أصابها من عالم الرجولة، مع هذا التكريم والاهتمام بقي جزء مازال ينتظر التكريم اللازم وهي اللجان النسائية العاملة في الجمعيات و الصناديق الخيرية و الدنيية و حتى السياسية .ومن هنا فإنني أناشد كل الإخوة الأحبة العاملين في مجالس الإدارات لهذه المؤسسات العاملة في المجتمع المدني أن تبادر بتكريم العملة النادرة وهي المرأه العاملة في اللجان النسائية، إذ من خلال تجربتي المتواضعة بالعمل قريب من هذه اللجان اكتشفت حب المرأه وإخلاصها وتفانيها في المجال التطوعي بل إننا لا ننكر ان الكثير من النجاحات في مؤسسات المجتمع المدني يعزو إلى العنصر النسائي و ذلك بناء على أساس القاعدة الفطرية في المرأه وهي انها عندما تحب فإنها تهب كل شيء في سبيل حبيبها ولهذا فإن وجود المرأه في أي عمل هو جزء من النجاح ومن خلال هذا المقال أرسل باقة ورد لكل امرأه و فتاة عاملة في مؤسساتنا التطوعية المنتشرة على ارض البحرين و أتمنى أن نرى مبادرة من مؤسساتنا الخيرية والدينية والسياسية بتكريم النصف الآخر في العمل التطوعي.

قمة التناقض في يوم المرأه

وصل راشد من العمل متعبا كالعادة وأعطى لزوجته الصبورة طلباته اليومية وهي الغذاء ومن ثم سيدخل الحجرة من اجل كتابة موضوع ليلقيه في الشركة.واستغربت أم عبد الله عدم ادرجه موضوع «نومة» العصر الاعتيادية في جدوله اليومي و طلباته التي ليس لها أول ولا آخر، ومنها طلب الهدوء بمنع التجول في الصالة! ولم تترك لنفسها ان تفكر لماذا زوجها لا يريد النوم هذا اليوم وما هو الموضوع الذي سيضحى لأجله بالنوم. بعد دقائق دخلت على زوجها وهو منهمك بكتابة الموضوع وشاهدت الأوراق ملقاة على الأرض بكثرة و ذلك دليل على ان زوجها لم يمسك بخيوط الموضوع. وترددت في أن تعرض عليه إذا كان يريد أي نوع من المساعدة وأيضا تريد أن تعرف ماهو الموضوع ؟

وبادرت زوجها ما هو الموضوع الذي كلفك رئيسك بكتابته؟ رد عليها راشد ليس «هذا شغلك أفضل لك ان تصمتي أو اطلعي خارج الحجرة».

أم عبد الله: لا إنما أردت مساعدتك ليس إلا.

راشد: الموضوع باختصار ان الشركة تريد ان تكرم مجموعة من النساء العاملات في الشركة وذلك بمناسبة يوم المرأه البحرينية !وطلب مني الرئيس أن اعد الكلمة و القيها أمام الحضور!

ضحكت الزوجة و خرجت خارج الحجرة، وبسرعة لحقها راشد وهو يسألها لماذا هذه الضحكة؟

قالت ضحكتي بسبب ان رئيسك قد اختار الشخص غير المناسب لكتابة هذه الكلمة.

لأنه من يريد أن يكتب في هذا الموضوع عليه أن يكون مؤمنا بقدرات النساء، وأنت يا راشد آخر شخص يؤمن بقدرات المرأه، أليس أنت من طلبت مني أن أكون جليسة المنزل، الم تصادر ابسط حقوقي وهي أن أكون شريكة لك في تدبير شئون منزلنا ، أليس يا راشد كثيرا ما تنتقد النساء العاملات معك في الشركة؟ وأليس وأليس وأليس؟ ... أخذت أم عبد الله تردد عليه مجموعة من الأمور الذي ارتكبها زوجها بحقها وبحق النساء في شركته.وهو ساكت لم يتحدث وبعد الصمت الطويل غادر الصالة متوجها إلى داخل الحجرة ليكتب موضوعه الذي بدأته زوجته و عاهد نفسه ان تكون هذه الكلمة بداية التغير وهو أن يعترف بالشريك الأهم والنصف المهم في حياته وهو المرأه سواء كانت زوجته أو أخواته وزميلاته وبالتالي يسطر عنوان كلمته «الحياة من دون المراه مثل الطعام بلا ملح».

مجدي النشيط


ثنائيّات العيسى

 

زادْ اشْتِياكَِي لِكُـمْ أَهْلِي وُاحْبابِـي

زادْ اِلْوَلَهْ بِالْحَشِهْ لِبْلادِي وَأْصْحابِي

يا زِيْنُكُـمْ عِزْوِتِي يا حِلْوْ شُوْفَتْكُمْ

حَيَ الله مَرْسُوْلُكُمْ وَاْلْفِيْنْ تِرْحابِي

@@@

بايِنْ عَلِيْكْ اِلْعِشِقْ يا صاحِبِي بايِنْ

لا تْقُوْلْ بايِنْ تَرَى آنا اْلِذِي بايِـنْ

قَلْبُكْ صُوِيْبْ وُاْلفُكُرْ سارِحْ بَلَيّـاي

بايِنْ عَلِيْكْ تِسْتِحِي مِنْ شِيْفِتِكْ بايِنْ

@@@

سُفْنْ اِلْحَبِيْبْ إِرْحِلَتْ تَمِّيْتْ أَنا وَحْدي

آرْعَي جِمالْ اِلْفَلا آبْجي أَنـا وَحْـدِي

يا لِيْتْ مِنْهُوْ سِمَعْ صُوْتِي يِرِدْ إِحْداي

يِواسِي قَلْبْ اِلْمُحِبْ بِاْلْشُوْقْ وُاْلْوَجْدِيِ

@@@

طالْ اِلْسُفَرْ يا خَلَفْ أَهْلِى وُخِلانِي

اِلْعِيْنْ تَبْجِي دَمِعْ وُاْلْقَلْبْ وَيْعانِي

يا رَبْ يا خالِجِي رَجِّعْ لِي الغالِي

اِلْعِيْنْ مِشْتاكَهْ لَهْ وِالْقَلْبْ وَلْهانِي

@@@

طاحْ اِلْهَوَا وِاْلْبَحَرْ واسِعْ وَلا ديْرِهْ

لا شْراعْ يِنْفَعْ وَلا تَفْرِيْسْ لِلْدِيْـرِهْ

غِزْرانْ بَحْرْ اِلْهَوَى مِرْيالْ أَنا مالِي

طِيْرْ اِلْمَحَبِّهْ رَحَلْ وُعافْ لِسْديْرِهْ

@@@

عِيْنِي تِشُوْفْ اِلْحِلُوْ وِيْنْ ما يِرُوْحْ إِتْرُوْحْ

وِصَـدْرِي يِشِمْ اِلْعِطِرْ مِنِّهْ وِيْرِدْ اِلْـرُوْحْ

وِاْلْقَلْـبْ فِي غِيْبِتِهْ مِشْتــاقْ لَهْ وَلْهانْ

وِبْنَظْرَهْ مِنِّـهْ اِلْحَبِيْبْ يِبْرَأْ كَسِرْ وُجْرُوْحْ

@@@

عِشْرِيْنْ سِنِهْ إِنْكَِضَتْ فِي رِبْعِتِي وِيّاكْ

حَـرامْ تِقْطَعْ وَصُلْ وَنـا اِلْذِي أَهْواكْ

شَرِيْتْ واشِي نَذِلْ مـا خافْ مِنْ رَبَّـهْ

وُبِعْتِنِي يا خَلَفْ رُوْحِــي وَأْنا شَرْياكْ

@@@

قَلْبِي يِحِبْ اِلْجَمالْ وِيَعْشِقْ اِلْمَزْيُوْنْ

وَأْرْتاحْ لَمّا أَشُوْفْ نَظْراتْ مِنْ لِعْيُوْنْ

وِاْلْبَسْمِهْ يا زِيْنَهَا مِنْ قَلْبْ يِهْوانِـي

يِفِزْ قَلْبِي لِها وِاْلْعاشِقِيْنْ يَــدْرُوْنْ

@@@

قَلْبِي ياخِذْنِي لِكُـمْ مِشْتاقْ شُوْفَتْكُمْ

وَلْهـانْ قَلْبِي لِكُمْ يِتْمَنَى طَلْعَتْكُـمْ

آمُرْ عَلَي دَرْبُكُمْ كِـلْ يُوْمْ وَاْتْلَفَّتْ

عَسانِـي آشُوْفُكُمْ وَاْسْعَدْ بِنَظْرَتْكُمْ

@@@

كَلامْ اِلْحُبْ مِنْ قَلْبِي تِمَكَّــنْ

وُنَظْرَةْ شُوْقْ تِثِيْرْ اِلْشَكْ وِاْلْظَنْ

وَنا مِحْتارْ مِنْ نَظْــرَةْ حَبِيْبِي

اَحاسِيْسْ اِلْعِشِقْ فِيْها وُبِاْلفَــنْ

@@@

قَلْبُكْ لِقَلْبِي هَوَىْ وُقَلْبِي لِغِيْرَكْ مـالْ

اِلْحُبْ ما هُوْ طَرَبْ وِاْلْعِشِْقْ ما هُوْ مالْ

اِسْمَحْ لِي يا صاحِبِي قَلْبِي ما هُوْ بِيْدِي

قَلْبِي هَوَى وِاْلْهَوَى ما يِنْشِرِىْ بِاْلْمالْ

خليفه العيسى


ترك الذنب ولا الاستغفار...!

 

«تحذير صحي: التدخين سبب رئيسي لسرطان وأمراض الرئة وأعراض القلب والشرايين»، هذه العبارة المكتوبة على علب التدخين، تدعو إلى الحيرة أكثر منها إلى التحذير، إذ لا هو محظورٌ استيراده وبيعه حتى يقنع الناس بجدية ذلك التحذير وجدواه، وبعد ذلك فإن كل من يسعى إليه فهو ذنبه، وفي الوقت ذاته تصرف الأموال الطائلة، والجهود الكبيرة في ما يدعى بمكافحة التدخين.

هل نحن نذنب لنستغفر، أم الواجب أن لا نذنب لئلا نستغفر؟ ذاك سؤال مفصلي ينبغي الإجابة عليه، إذ لو عرفنا معنى الذنب على حقيقته لتوقفنا كثيرا، ولكانت رؤيتنا للأشياء تختلف عن ذي قبل، ولكن غفْلتنا عن حسبة الأمور بواقعية، سواء بما ينفعنا أو يضرنا، وما يسعدنا ويشقينا، ونظن جهلا أننا أسعد السعداء، باكتساب متعة وقتية مقابل شقاء طويل، ونحسب أنفسنا ظلما وغرورا أننا على شيء، ولكن حينما يأخذ كل شيء مداه، نكتشف أننا لسنا على شيء.

الذنب هو التَبِعَة من سوء الأفعال، وتلحق بمرتكبها مادام يداوم عليها، وصحيح أن لبعض الذنوب توبة، ولكن هيهات أن يكون المرء المذنب كمن لا ذنب له، فالأول يحتاج إلى جهدين، جهد لتحمّل تبعات الذنب، وجهد للتوبة والمضي عليها، لما يتركه في النفس من آثار، ويضل معيقا لصاحبه، لأن التخلص منه ليس بالأمر الهيّن، فالمقاومة تصبح عنده أقل من الذي لم يُبتلَ به أصلا، بل إن القوة الدافعة للإقلاع، أو التوبة عن شيء تصبح أقل كفاءة لدى صاحب الذنب الذي يرتكب المفاسد وهو يعلم أنها ذنوب، ويصرّ عليها.

جاء في السيرة النبوية عن الخمر (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْر َوَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْه)، هذا الحديث يعالج قضية الخمر من الجذور، ولا يعتبر أن الذنب فيها مسألة شخصية، بل تشترك فيها أطراف عدة، ولا يمكن تحميل المسألة برمتها على شارب الخمر فقط، بل الواجب أن يكون العقاب متوازيا، وبجميع من له يد في تداول الخمر، من شاربه إلى كل من اشترك في وصوله إليه، فالنتيجة القطعية في شرب الخمر أنها ذنب مشترك، تتحمل نتائجه كل الأطراف المشاركة في الذنب.

تشير معظم الإحصائيات بما لا يدعو إلى الشك، أن مرض نقص المناعة المكتسبة (HIV)، المعروف بالإيدز، سببه المباشر الشذوذ و الاتصال الجنسي -سواء من العلاقات المحرّمة أم من الأزواج المصابين - وحقن المخدرات ، وقد أثبت ذلك بإحصائيات وأرقام، وذلك في المؤتمر الذي أقيم في بوركينا فاسو- عن الإيدز، ويعطي ذلك مؤشرا واضحا أن كل علاج يستثني هذه الأسباب فهو هروب منه.

خاصة إذا عرفنا أن فيروس نقص المناعة يغير من تركيبه بصفة مستمرة، ما يعني أن اكتشاف لقاح مضاد له عمل في غاية الصعوبة، ما يعطي إشارة بأن البحث عن مسببات المرض واتقاءه، أضمن حلا للتقليل من انتشار الفيروس، إذا أخذنا في الاعتبار أن أكثر الإصابات بالإيدز نتيجة الاستهتار به ، ويقع على المجتمع تحمل الملامة، لأن بعض مكونات المجتمع لم تتحمل مسئوليتها، ابتداء من الأسرة والإهمال التربوي، وعدم ترسيخ مبادئ الأخلاق والفضيلة، والسكوت عن انتشار الفساد، والسلوك غير السوي من بعض مكونات المجتمع، ووجود قوانين وتشريعات فاسدة تفضل تفسخ قيم المجتمع، على الالتزام بواجباتها ومسئوليتها تجاه حماية المجتمع وأمنه من أخطار هذه الأوبئة.

من الأخطاء الشائعة أن نعدّ كل الذنوب أمورا شخصية، لأن أكثرها تشترك فيها أطراف عدة فالشرور التي تلحق بالمجتمع هي من أخطر الذنوب، بل يجب أن يتغير المفهوم السائد عن السلوك المستهتر، والذي يمارسه البعض ويصيب تبعاته شرائح المجتمع الأخرى، ويقع تحت مسمى فردي، بينما هناك أطراف عدة ساهمت في وقوع الفرد وأدت به إلى هذه النتيجة، فالتدخين قد ثبت ضرره، ومدى الخسائر التي تُستنزف، سواء من الأموال أو من حياة الناس، أليس من الأجدر سعي الكبار للامتناع عنه، وسعي المشرعين والاختصاصيين للمطالبة بعدم استيراده، بدلا من التفكير في وسائل لا تجدي نفعا، وكذلك الخمر الذي لا يخفى إثمه على أحد، فمن المستفيد من انتشار الجريمة بوجوده، وعدم المطالبة بوضع حدود له، خاصة من فئة رجال الدين، والقانونين والمحامين والأطباء، والمتضررين من ضحايا مدمني الخمر، أما وجود الشواذ الجنسي بشكل لافت، فهو نتيجة سكوت شرائح المجتمع عن البحث في الأسباب، ومحاولة استئصال هذا الوباء الذي ينتشر جرّاء ذلك الصمت، وعدم التعامل مع هذه الظاهرة بما يتناسب مع حجمها.

إن إخفاء التراب تحت السجادة لا يعني عدم وجوده، فالمشكلة مازالت قائمة إذ التراب مازال موجودا على رغم إخفائه، والحل في المعالجة الجذرية للمشكلة ليس بمسكنات مؤقتة، فما إن يتوقف العلاج حتى تظهر المشكلة من جديد، لأن العلاج اهتم بالأعراض وأهمل الأسباب الحقيقية، فكل حل لا يأخذ في الاعتبار أصل المشكلة فهو ضرب من العبث، فإن كان ترك الذنب يغني عن الاستغفار، فليكن شعارنا ترك الذنب ولا الاستغفار.

طاهرعبدالكريم


أي ربي لك الحمد

 

علقت آمالي بندى الصوت الشجي... حفرت للعشق الأبدي بيداي برائحة المسك والعنبر أمام سموات وأرض وبأرض فلاة... رفعت يداي لسموات الرب باخضرار الأرض ونباتٍ أرق وأوراق أدق... حول ورود من ذات المسك والعنبر، بدمعة الأمل وانكسار الأجل وتقوس الزمن... بحرقة قلب المسكين ودمعة اليتيم وطعام الفقير المستكين أتضرع إليك أيها الرب الكريم... وادرأ إليك من هفوات النفس الأليم وسبوغ آمال العفو والرضوان ومسامحة الفضل والعنفوان وبلوغ آمال الغفران... يا باذخ السموات والأرض ويارافع الدرجات ومنزلها ويا سامع الصوت الكسير ويا راحم الطفل الصغير ويا جميل المن والتسامح يا بارئ النسم بعد الموت.

تمزقت أفلاذ حواشي كبدي، ونياط حجاب قلبي وما تحت أضلاعي، حتى انتسجت من تلقاء نفسها بحب لك وإحسان إليك وشكلت اضلاعي من الاشواق بريد الأمل المفعم يا من لا تخفى عليك خافية في الصدور ولا في القبور و لا تحت أزمنة العصور حتى تعلم جميع ما يحصل في الدهور، سبحانك سبحانك لك آلاء السناء وبياض الوهج في اعالي السماء وعصافير حول الفناء... ايها المنان... يا من كبست الأرض على الماء... لك اكرم الأسماء... مجيب المضطر وكاشف كل سوء وبلوى ومهتدى لكل شكوى يا لاحم الطفل في رحم أمه وجابر القلب الكسير يا معطي الفقير ارزق عبدك من سبوغ آمال الرزق الحلال... وبعده عن شر الأهوال وقربه من حنان عطفك ورحمتك الواسعة وشمائل الحسن والمن... يا من لا شريك لك ولا وزير... يا شافي السقيم ويا معين الكبير يا خبير بما تشاء خبير يا خبير يا غاية الطالبين ويا آمال العارفين يا غياث المستغيثين ويا اسمع السامعين ويا ابصر الناظرين... اختم لنا في كل ثانية بخير يا خير الأولين ويا خير الآخرين... يا حاضر كل نجوى... لك شعاع أمل من قبس افلاك الأنوار... ولك دعوات في سرادقات الليل الموحش... ولك حب قلب متوهج... ولك من الخلال الجميلة وحسن الأريج...

لك ايها الرب... مددت يداي قربة لحبك وبلوغ آمالك... وسبوغ نمائك الرائعة... لا ترد من القى نفسه في بحر عشقك الصافي ولا ترده يا شافي ولا تكسر حواجب الأمل لديه... انك بما تشاء كريم وعطوف المن... اي ربي لك الحمد...

يا عصارة الكبد ويا بلسم الشفاء... يا ساقي الظمآن العشق لك... لك آلاء الحمد الجزيل... والثناء الجميل... سبحانك سبحانك.. اي ربي لك الحمد.

هدى السيد مكي العلوي


ياوعيا أسس بنيانا

 

يا وعيا أسس بنيانا

إسلاما فكرا أحيانا

أشرق أنوار بسمانا

في أولانا في أخرانا

أصبح مجدا فهو علانا

يبقى دوما فهو حمانا

وسفين ينقذ غرقانا

يمحق يطفئها نيرانا

مولانا السبط مولانا

فهو حسين رمز هدانا

في الطف سجل عنوانا

من حزن سجر براكنا

أحزان تتبع أحزانا

نيران تشعل نيرانا

مظلوم يقتل ظمآنا

وثلاثا يبقى عريانا

من جرح ألم أبكانا

أمست في الجفن غدرانا

يحيا دوما في أحشانا

أشجانا يبقى أشجانا

عبدالله جمعة

العدد 2660 - الجمعة 18 ديسمبر 2009م الموافق 01 محرم 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً