المضي قدما في تعميق الثقة يشكل حاجة ينبغي منها الأولوية في استكمال المشروع السياسي والتنموي الإصلاحي في البحرين الذي انطلق قبل عشر سنوات من الآن.
التشاركية والتواصلية هما السمتان الجميلتان اللتان تميزان البحرين دائما، وبالتواصل والحوار والعدالة يمكن لهذا التنوع الكبير الديني المذهبي والسياسي والأيديولوجي أن يصنع لوحة بحرينية ثرية عنوانها التعايش والحوار من أجل البحرين من أجل الأيام الأجمل.
ثمة خطوات رائدة على الصعيدين الرسمي والشعبي في تجسير الهوة وبناء الثقة ومد الجسور بعفوية وبعيدا عن الأطر البروتوكولية الرسمية، ومنها الزيارة الكريمة التي قام بها جلالة الملك أمس الأول (الثلثاء) إلى الشيخ عيسى أحمد قاسم، الذي يعد أحد أهم الرموز الدينية والسياسية الشعبية طوال 40 عاما.
اللفتة الملكية للشيخ عيسى جميلة، وأجمل ما فيها هي عفويتها، ومضامينها الرمزية، وهي تنم عن رغبة في التواصل المنشود، وبهذا التواصل مع الرموز كافة ومن جميع الاتجاهات خطوة ذات دلالات عميقة يمكن أن تستثمر وتستكمل في بناء أجندة المستقبل.
عشر سنوات مضت على تولي جلالة الملك مقاليد السلطة، والجميع يشهد أن هذا الحدث قد غيّر وجه البحرين، وانتقلنا خطوات مهمة إلى الأمام، وليس من مصلحة أحد إرجاع عقارب الساعة.
هذا اليوم يسترعي النظر لما قبل وما بعد المشروع الإصلاحي، لدينا مؤسسة برلمانية بصرف النظر عن مقاسها وصلاحياتها، ولدينا أجهزة رقابية مختلفة، ووسائل إعلام مكتوبة لديها قدر من الجرأة والموضوعية، ولدينا مجتمع مدني حي ومتفاعل.
نعم، هناك ثمة هموم وتحديات، ولست في وارد التقليل من أهميتها وتأثيرها، ولكن يجب أن ننظر للصورة من زواياها المختلفة، ويجب أن نحافظ على ما أنجزناه معا كسلطة وشعب، وهو إنجاز مدعاة للفخر والاعتزاز في ظل ماضٍ يختزن الألم، ومع ذلك فقد نجحنا في تجاوز الماضي رغم أمواج المحيط الإقليمي والدولي المضطرب، وعيوننا يجب أن ترنو إلى الأمام بأمل لا يعرف التوقف.
أمامنا اليوم مهمة أخرى، وهي الانشغال في تعزيز العدالة والتوازن في التنمية، وفي تكريس تكافؤ الفرص المتاحة أمام الشباب وفي إعمار المناطق التي لم تطلها معاول البناء بعد، وفي انتشال الفئات الأكثر فقرا من الغرق، ويمكن استثمار الفرص والموارد في توفير طبقة وسطى عريضة تنعم بخيرات وطنها بعدالة.
هذه التجربة الوطنية في عيدها العاشر يجب أن تتوج بالحوار الذي يجمع الجميع تحت مظلة البحرين، الصغيرة في حجمها الجغرافي، الكبيرة في شعبها وعطائها وحيويتها ومساهمتها في الحضارة الإنسانية منذ القدم.
إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"العدد 2659 - الخميس 17 ديسمبر 2009م الموافق 01 محرم 1431هـ
الصديق لايحتاج لان يقول لصديقه أحبك
الصديق لايحتاج لان يقول لصديقه أحبك بل
يحتاج لان يبرهن ذلك عمليا الزيارة جميلة
لكن الاجمل هو الصدق وربما تكون بداية
تغيير في المنهج والافعال تصدق الاقوال
فالننتظر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟