نسمع كثيرا عن السياحة العائلية ولكن للأسف لا نرى إلا غبارها وعوّدتنا وزارة الاعلام وخصوصا في هذه السنوات الثلاث على عدم الانتباه لأي أمر قد يعمل على خدش الحياء العام، لقد طنّشت كثيرا وأدارت رأسها مرارا، وازداد ضعفها على جميع المستويات ليس فقط على المستويين الثقافي والفكري بل حتى على مستوى علاجها للقضايا الاجتماعية والحوادث السياسية، لذلك ينبغي برلمانيا - اذ يجب أن تكون اطروحاتنا دائما سلمية - استجواب وزير الاعلام نبيل الحمر عن كل صغيرة وكبيرة، ليس فقط عن أداء الوزارة بل عن جميع القضايا، منها ظهور مؤشرات حفلات المثليين، وكذلك المتاجرة بالجنس الناعم في بعض الفنادق، وعن الإعلام الذي تحول من إعلام ثقافي إلى إعلام قائم على هز الوسط، لذلك سننتظر لنرى هل ستقوم الكتلة السلفية بالتهديد أو التلويح ومن ثم التفعيل على الأرض باستجواب وزير الاعلام لكل هذه الأخطاء الفادحة للوزارة والتي فاحت ريحتها في كل مكان وخصوصا انها قضايا لا تتعلق فقط بهموم الشارع المسلم بل تتعلق بأخلاقيات الشريعة الاسلامية؟ فهذا اختبار لصدقية الموقف. هذا ما سننتظره من موقف خصوصا من قبل النائب عيسى المطوع الذي عرف دائما بالتلويح بعصا الاستجوابات، فهل سيدعو هذه المرة الى استجواب وزير الاعلام أيضا خصوصا أن القضية أخطر بكثير؟ وهل سنشهد تصريحات نارية بين الفينة والأخرى وبالخط العريض عبر الصحف والمقابلات؟ هذا ما سنعرفه مستقبلا. أما بالنسبة الى النائب عادل المعاودة... فقد رفع صوته منددا بإقامة الحفلة (حفلة عجرم) واستثار مشاعر الشباب المسلم وخرج الشباب متجمهرين، وانتظروا حتى ساعات وهم يتلفتون يمنة ويسرى في انتظار قدوم النائب عادل المعاودة الذي أقام الدنيا ولم يقعدها في أروقة المجلس النيابي، لكن وللأسف الشديد لم يحضر المعاودة واكتفى نائبنا بإرسال رسالة أثيرية مقتضبة وحمّالة أوجه «نصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين» فهل النصيحة لوزارة الاعلام أم هي للمتجمهرين؟ الله العالم.
«ولما سئل النائب محمد خالد الذي عُرف بصدق مواقفه عن سر عدم مناقشة المجلس البرلماني قضية عجرم قال: بسبب تراجع البعض.
فسأله الصحافي: هل تقصد المعاودة؟
قال: نعم، لقد تراجع وسبّب لنا هزيمة أمام مطربة، ولكننا لن نسكت». (صحيفة الشرق الأوسط).
هل سنفهم الدرس ونعي واقعنا السياسي؟ لا وألف لا ولله درك ياغوستاف لوبون عندما قلت: الحرب يبدأها الأغنياء ويكون وقودها الفقراء وهم أقل حظوة ساعة توزيع الغنائم.
بعض اخواننا الأعزاء يقولون: النائب الفلاني أو العلاني ليس مسئولا عما جرى لحفل نانسي... كلام صحيح ودقيق وجميل أيضا حتى أنا أعتقد أن لا نائب مسئول عما جرى. المسئول عما جرى هو حجي خميس في قبره!
ولي هنا همسة أريد أن أهمس بها في أذن أي نائب: اذا دعوتم مرة أخرى الى تجمهر خطير مثل هذا وربما يخرج عن السيطرة، فلتكونوا أول الحاضرين لمثل هذه التجمهرات، وحبذا أيضا احضار أبنائكم فلا أنتم حضرتم ولا أبناؤكم حضروا، واذا وقع ما لا يحمد عقباه دفع الفاتورة الشباب الفقير والمثقل بهموم البطالة والجوع إذ اختلاط الهدف وضياع البوصلة غير المدروسة ولا يبرر فعله صحنا من بعيد وذرفنا عبرات العويل وبين أحضاننا نقبّل أبناءنا للسلامة والعافية على رغم أنهم شاهدوا الموقف عبر الصحافة. هل سنفهم الدرس؟ لا أظن ذلك.
التكسير أو تفجير الاسطوانات لا يحل قضايانا لا الأخلاقية ولا السياسية بل يزيدها تعقيدا ويساهم في اضعاف الدولة والشعب وهو اسلوب لا يمكن تبريره، وخيرا فعل قادة «الوفاق» بتهدئة الشباب وكم تمنيت لو كان النواب معهم في التهدئة أيضا.
تبقى مسألة يجب أن تطرح على الدولة بعيدا عما جرى. هناك ألغام سياسية واقتصادية خطيرة ينبغي أن ننتبه إليها، فالفقراء والجوع والبطالة والتجنيس والتمييز ألغام يجب الانتباه إليها بحكمة وبآليات عملية لا بحلول فلكلورية ديكورية، وبحّ صوتنا ونحن نقول: الجوع كافر... انتبهوا الى القرى وخطورة تداعيات البطالة والجوع! نقولها حبا في الوطن وفي السلم الأهلي وبالأرقام أيضا: اذهبوا الى القرى سترون العجائب! والحلول الترقيعية لن تحل المشكلات
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 414 - الجمعة 24 أكتوبر 2003م الموافق 27 شعبان 1424هـ