العدد 2333 - السبت 24 يناير 2009م الموافق 27 محرم 1430هـ

لا تضعوا المنتخب في فوهة المدفع

عبدالرسول حسين Rasool.Hussain [at] alwasatnews.com

رياضة

هكذا يجد منتخبنا الأول لكرة القدم نفسه بين تارة وأخرى، يبحث عن هويته واستعادة ثقة جماهيره والسعي إلى إسعادها ولو بالفوز في مباراة دولية، وهو الحال الذي يتكرر حاليا بعد إخفاق المنتخب في كأس خليجي 19.

ولطالما سلسلة إخفاقاتنا الخليجية مستمرة منذ 39 عاما، فإن ما حدث في مسقط تنطبق عليه مقولة الفنان المصري عادل إمام «متعودة دايما» في مسرحيته الشهيرة شاهد ماشفش حاجة، من دون أن يعني ذلك التسليم والاقتناع بما حدث للأحمر، ولكن الأهم في حال الإخفاقات هو استخلاص الدروس والعبر والتي تأتي من زاوية التقييم المنطقي والواقعي لجميع جوانب الإخفاق.

ومنذ خروج منتخبنا مبكرا من خليجي 19 والإعلام والشارع الرياضي البحريني يتحدث عما حدث، وغدا كل يحلل ويشخص الأمور برؤيته ويغني على ليلاه، لدرجة أننا أصبنا بـ «تخمة» وملل من الحديث عما سقط في مسقط! ولاشك في أنه، وفي ظل غياب الاهتمام والجدية والتقييم والقدرة على تصحيح الأوضاع عند الإخفاقات من قبل الأطراف المعنية (ليس اتحاد الكرة وحده)، فإنني لا احتسب خيرا وجديدا فيما حدث، وان مسار الأمور سيتجه تدريجيا نحو الهدوء مع مضي الوقت.

وانطلاقا من تلك الرؤية فإن الخوف هو أن نظل ندور في حلقة الإخفاق الخليجي، في وقت يحتاج فيه المنتخب إلى وقفة ودعم الجميع وخصوصا أنه دخل مباشرة في خضم تصفيات كأس أمم آسيا 2011 ومواصلة مشوار التصفيات الحاسمة لمونديال 2010، وهما لا تقلان أهمية ومكانة عن دورة الخليج، ومن المهم أن نحافظ على وجودنا المستمر في بطولات آسيا منذ الدورتين السابقتين في بكين 2004 وإندونيسيا 2007، وان نكرر المحاولة لتحقيق الحلم الكبير في بلوغ مونديال 2010 بعدما كنا قريبين من المونديال السابق.

ولتكن لدينا الثقة في أن منتخبنا لديه الكثير الذي لم يقدمه في خليجي 19، ويجب الحذر من حرق بقية أوراقه، فعاملا الوقت والظروف الحالية لا يسعفان لاجراء عملية تصحيح وإنقاذ شاملة لمنتخب يعيش في فوهة المدفع آسيويا وموندياليا. ان الأمور والخطوات يجب أن تكون محسوبة بعيدا عن أية مغامرات غير محسوبة وعاطفية، على رغم اقتناعنا أن الأخطاء المحيطة بالمنتخب كثيرة ويتطلب بعضها قرارات من العيار الثقيل.

لدينا الكثير لنكتبه ونقوله من وحي معايشتنا المنتخب في مسقط، لكن عامل الوقت والمسئولية يحتمان علينا التوقف وتأجيل الكلام المباح حتى إشعار آخر، وخصوصا أن منتخبنا تنتظره مباريات مهمة أمام اليابان في البحرين بعد 72 ساعة، ومن ثم أمام أوزبكستان الشهر المقبل في تصفيات المونديال.

لذلك نطالب بأن يكون هناك دفع لقطار المنتخب للانطلاق نحو الأمام بدلا من وضع الحواجز على السكة لتوقفه وتعيده مجددا إلى الخلف

إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"

العدد 2333 - السبت 24 يناير 2009م الموافق 27 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً