قبل ثلاثة اشهر تقريبا تناولت عبر مساحة «نبض المجتمع» العزم على انشاء مؤسسة او جمعية خيرية تعنى برعاية الطلبة الفقراء ومن يطمحون إلى اكمال دراستهم الجامعية. المقال لقي صدى كبيرا في المجتمع وبالذات في اوساط بعض التجار وكذلك بين المثقفين والنخب.
اتصل بي بعض التجار مبديا استعداده لدعم المشروع بمقدار معين. كما تلقيت اتصالات كريمة من قبل نخب بحرينية غيورة ابدت استعدادها للتطوع دعما لهذا المشروع سواء بالدعم اللوجستي او المادي. الاتصالات المتفاعلة كانت من قبل شخصيات متميزة دكاترة ومهندسين واطباء متخصصين ايضا عدا عن بعض من مدرسي الجامعات.
1- اهداف المشروع: تمكين الطلبة الفقراء من مواصلة الجامعة.
2- الآليات:
- توفير عدد من الكوادر العلمية التي سترعى المشروع علميا من تخطيط ووضع للوائح الداخلية اضافة إلى وجود آلية علمية موضوعية تعمل على ضبط الاموال المتبرع بها.
- توفير حساب خاص باسم المؤسسة من دون ان يكون باسم شخص أو اشخاص.
- في حال توافر المبلغ الكافي يتم انشاء موقع للمؤسسة مع تسجيل الاسماء على ان تكون هناك آليات علمية تعتمد المعيارية العلمية في اختيار اسماء من يقع عليهم الاختيار للمساعدة بكل شفافية بعيدا عن اية محسوبية.
انا مؤمن ان كل مشروع لابد ان يلاقي عقبات، ولكن اعتقد ان الطموح والمثابرة والجد في انجاح اي مشروع سيكون له دور كبير في تحقيقه. والصدى الكبير الذي لقيه هذا الموضوع اعطاني حافزا اكبر على المواصلة والدفع باتجاه انجاح هذا المشروع. طبعا الغطاء الفقهي متوافر، المتطوعون كثيرون ومن الطبقة المتميزة وكذلك المتبرعون. بقيت بعض الآليات العملية حتى يجد المشروع طريقه إلى النور، ولعل البعض يسأل: لماذا المشروع؟ سؤال دقيق وموضوعي... من يقرأ العالم اليوم بدقة يجده عالما قائما على المؤسسات والمشروعات. واليوم قد يستطيع الانسان ان يملأ الوادي خطبا وانشاءات ولكن كل ذلك لا ينفع مادمت لا تمتلك مؤسسات قوية على الأرض، تدعم من خلالها المجتمع وفقراءه. هناك اعداد كبيرة من الموهوبين تسربوا من الجامعات لعدم امتلاكهم رسوم الدراسة التي قد تكون احيانا مبالغ متواضعة، ولكن وجود مؤسسة تدعم مثل هؤلاء كفيل بخلق اضاءات مستقبلية لهم. قد تنفق على الفقير اموالا لغذائه او لسكنه وهذا عمل كبير عند الله، ولكن ما هو اعظم ان تقوده بما يحمل من طاقة مجمدة إلى حيث نور العلم فيتحول مستقبلا الى شخص منتج فاعل.
كثير من الشباب التقيت بهم وخصوصا على مستوى القرى، يحملون طموحات كبيرة لمواصلة الجامعة ولكن الفقر والتهميش حال دون اكمال دراستهم. فلماذا لا نعمل سويا على خلق مؤسسة تعمل لخلق اضاءات انسانية وعلمية لهذه الطبقة من الناس؟ هناك رغبة جامحة لدى الكثير من الناس للتبرع في عمل الخير، ولكنهم يطمحون إلى وجود انعكاس مادي ملموس على الأرض. هذه خطوة في الاتجاه الصحيح نتمنى مباركتها من الجميع فلا يوجد أقسى من الفقر. دعونا نوقد شمعة في طريق كل طالب فقير يحلم بالمعرفة خلف جدار الفقر
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 412 - الأربعاء 22 أكتوبر 2003م الموافق 25 شعبان 1424هـ