ها جئت أعتذرُ...
من نجمة لم أدّخر جهدا
لكي لا أدّعي اثما بلا ميعادها
والليل منهمرُ...
يا أيها الحجر المعلّق بين فاتحتين
لا تتركْ مفاتيح الجهات
تعيد ترتيب البيوت هناك
في «نثريّة» المنفى
فبعض الصخر انْ لم ينتصرْ
يوما سينتحرُ...
ليَ في السحاب هناك
بعض من غيابي فيك
يا شجر المكان
ليَ المياهُ
وبُحّة الروح الأليفة في معارجها
ولي «صحوٌ» اذا ما استيقظ «الخدَرُ»
ألا يا أيها الماضون في «تغريبة» المعنى
وفي «ألْفية» المعنى المؤجّل
ما الذي يُرجى
اذا ما الموتُ حتى الموت يحتضرُ؟؟؟
كأنَّ الوقتَ لم يعبأ بأعباء المكان
ولم يعد حرا لأطلقه
وأمضي في احتمالات الصعود
كأنني الحذرُ...
هذا الطريق صهيل أعبائي
ومنفاي القديم
بداية للورد حيث الورد يدميه اختلاف
بين من وفّى بصبح
أو رحيل الصبح
في ليل هو الأزلُ...
وليَ البداية
لي السياج...ليَ الغزاة
وذكريات البرد... لي الطير المسافر في موائد عمره
لي النارُ والمطرُ...
وليَ الكلام كأنني صبح النبات
وعمر أطفال بموت دفاعيَ المنسي
لي أسطورة البيت الملئ
بحزن أيام تمرُّ
ولي الصدى والصوت
والنجم المشاع وسفح روح
هالها أنَّ «الذرى» »حُفرُ»...
هذا الغناء يعيد ترتيب
المشيئة في تفردها
كأنَّ «القمحَ» ... »حُمْقُ» الأرض
في ظل انتهاب فاضح...
وردي «أقلُ»
وأدّعي أني... على عُرْي:
سماء... غابة... ظلٌ
كأن الظل في نعي مشاع
«ركعة» ... «شجرُ»...
ما للنجوم تعيد أعبائي لبئر فاضح؟
هل أستطيع الصفح عن صوت
ملئ بالسنابل والذئاب ويوسف العربي
عن طير ملئ بالمدى؟؟؟
عن كوكب سيعيد لي بعض الصعود
وطير روح جارح كالتيه
أمضي مثلما عبروا...
كل الشهود خرافة المعنى
ومعجزة الغريب تحط في غيب وخنجر فكرة
وسحاب وهم كله نذرُ...
هل في وصاياك اتباعي بعض سهم الريح؟
هل في الدرب متسع لنفضي بالذي يدع السراج
كأنه المرعى وإنْ لم يتضحْ أثرُ؟؟!
ليل المهاجر جارح
والبيت قبر يحرس الليل المقيم
كأن شمس جهاتنا
صفة لليل عابر
والمستحيل يحط في العبثي مما نشتهي...
إنْ لم نُصَبْ بإقامة فينا
سنذوي مثلما الكلأ الشحيح
وبيتنا السفرُ...
لا وقت في دمنا
لكي ندع الضحية حرة في موتها
لا نرجس الكلمات يكفي
كي نرمم روحها
لا الزمهرير يعيدنا للدائري من العناق
ولا المعلقتان... لا الصحراء
لا السحْر الشحيح
ولا الكناية عن عدوٍّ
راح في النبوي من أعبائنا
لا السحْرُ لا السحَرُ...
لشقائق النعمان طعم طفولة أخرى
وللعُود القديم فضاؤه
ونجئ من وترين
من وتر غريب جارح
ومساء اسماعيل في أضحيّة المعنى
وفي الضجر المعلق من أهلّته
سلاما أيها الضجرُ..