العدد 2333 - السبت 24 يناير 2009م الموافق 27 محرم 1430هـ

إعلاميو الخليج يطالبون بـ «مبادرات» لنشرها... ويجمعون:

الديمقراطية يجب أن تبدأ من المؤسسات الإعلامية أولا  

24 يناير 2009

الوسط - أماني المسقطي، حسن المدحوب

أجمع الإعلاميون الخليجيون المشاركون في ورشة «الإعلاميين الديمقراطيين «أن عقد ورش العمل بمثل هذا المضمون وبحضور صحافيين متميزين على مستوى الخليج بما يمثلونه من خبرات في العمل الحقوقي والاجتماعي سيكون له دور كبير في تعزيز الديمقراطية في العمل الصحافي، وخاصة في عملية التشبيك سواء على المستوى الخليجي والعربي كما أن ذلك سيعزز من المسئولية، مطالبين بأن تخرج جلسات الورشة بتوصيات قابلة للتحقيق، بعيدة عن الأحلام الكبيرة لتتلمس الواقع المحلي والإقليمي والعربي.

كما دعا الإعلاميون إلى تكريس الديمقراطية كمنهج للحياة وإعداد الإنسان الخليجي والعربي من الأساس لينمو مع الديمقراطية، مشيرين إلى أن ما نجده اليوم هو أنه رغم المطالبات المتعددة بالديمقراطية إلا أن مناهجنا لا تعلمنا هذه الديمقراطية، والتنشئة التي تتم في الوطن العربي لا تتم وفق أسس ديمقراطية سليمة. واعتبر المشاركون أن فكرة الشبكة الإعلامية الديمقراطية رائدة وتقوم على أساس توحيد الجهود بين الناشطين لخلق جسور من التفاهم والتعاون.


أحمد عبدالملك: «دمقرطة الإعلام» تحتاج لمبادرات دون هيمنة من أحد

قال الإعلامي القطري أحمد عبدالملك إن إقامة مثل هذه التجمعات إذا لم تنطلق من منطلقات الحرية والديمقراطية لن تحقق الهدف المرجو في نشر الديمقراطية وتعزيزها في الوطن العربي، مضيفا «نحن في دول الخليج درجنا على أن تكون المشاريع الإعلامية واقعة تحت عهدة شخص معين وهو ما يجعلنا نفتقد إلى جهة إعلامية توحد جهود الإعلاميين العرب، لإصلاح هذه الفوضى في الإعلام، وأستطيع القول إن هناك مئات الشقق في بعض الدول تبث منها فضائيات قلبت الإعلام العربي إلى إعلام فوضوي في كثير من الأحيان، نحن بحاجة اليوم إلى تجمع يعلمنا ثقافة الإعلام وهي غير موجودة، الإعلام الرسمي جعل الإعلام مثل النشيد الوطني كقالب لا روح فيه، وأنا أعتقد أن دمقرطة الإعلام تنطلق من مبادرات كهذه الورشة، ولا مجال لإنجاح هذه المبادرات دون أن تعيش دون هيمنة من أي طرف».

ودعا عبدالملك إلى تكريس الديمقراطية كمنهج للحياة وإعداد الإنسان العربي من الأساس لينمو مع الديمقراطية، فما نجده اليوم هو أنه رغم المطالبات المتعددة بالديمقراطية إلا أن مناهجنا لا تعلمنا هذه الديمقراطية، والتنشئة التي تتم في الوطن العربي لا تتم وفق أسس ديمقراطية سليمة، فكيف نقول إننا نطالب بالديمقراطية في حين أننا لانزال بعيدين عنها، مستدركا بأن هناك تجارب خليجية في مجال تطبيق الديمقراطية كالتجربة الكويتية والبحرينية، وكذلك التجربة القطرية التي هي الآن في طور تطبيق الدستور إلا أننا نحتاج إلى ترسيخ الديمقراطية في المجتمع قبل الحديث عنها بهذه الصورة.


يوسف الحسن: «النخب الإعلامية »تتحمل جزءا مهما في نشر الديمقراطية

ذكر الإعلامي السعودي والصحافي في مجلة «الواحة» يوسف الحسن إنه «بحسب متابعتي أعتقد هذه الورشة التي تتعاطى مع إنشاء جيل من الإعلاميين المهتمين بنشر الديمقراطية سوف تكون مفيدة جدا، وخاصة إذا ما تفاعل معها الإخوة الصحافيين بشكل جيد، لكن لابد من التنبيه إلى أن تكون النبرة منخفضة، ولا يجب أن ترتفع الأصوات كثيرا في رصد الواقع المعاش وتصوير الأمور بأضخم مما هي عليه.

مضيفا «أعتقد أن الديمقراطية تناسب مجتمعاتنا، فالإسلام هو دين الحياة والديمقراطية، فهو كما يتعامل مع القضايا الدينية فهو أيضا يتعامل مع القضايا الدنيوية، وانه لا تعارض بين مبادئ الحرية والعدالة بين الديمقراطية والإسلام»، مؤكدا أن النخبة لابد أن تلعب دورا واضحا وصحيحا في إيصال الديمقراطية ومبادئها إلى عامة الناس بالشكل المناسب، لأن النخبة هم الطليعة التي ينقاد إليها العامة، لذلك نحن نطالب بأن تتواصل هذه الطليعة مع كل شرائح المجتمع ولا تظل باقية في أبراج عاجية ومرتفعة، لأنه متى ما تفاعلت هذه النخب مع الديمقراطية وقامت بتسويقها بالشكل الصحيح فلا نعتقد أن المجتمع سيبقى على رفضه للمبادئ العادلة فيها.


نوال اليوسف: لا تعارض بين الديمقراطية والإسلام

قالت رئيس تحرير صحيفة «سعوديات نت» الإلكترونية نوال اليوسف إن هناك مجموعة من الأشخاص ممن يؤمنون بالديمقراطية، لكن ذلك غير كاف في دول الخليج، مبدية تشاؤمها بقدرة الديمقراطية على اختراق حواجز الصد الموجودة في اغلب الدول الخليجية، التي لاتزال أغلبها لا تؤمن بأهمية تعزيز الديمقراطية، لافتة إلى أن هناك غيابا شبه عام لأي توجه لنشر الديمقراطية لدى الأنظمة التي لاتزال تتعامل بالأساليب القديمة ذاتها التي دأبت عليها، في رفض أي تحرك يهدف إلى تعزيز الحريات والديمقراطيات.

وقالت اليوسف إن هناك قلة في الخليج العربي ممن يؤمنون بضرورة تسويق الديمقراطية على شعوب المنطقة، لكن ما هو متوفر الآن لا يكفي لتأسيس فريق عمل متكامل يؤمن بالإعلام الديمقراطي، لأن الديمقراطية لا يمكن نشرها دون إيجاد القناعات لها في أي مجتمع، وخاصة في المجتمعات الخليجية.

وأيدت اليوسف التوجه الذي يؤكد أنه لا تعارض بين الديمقراطية والإسلام، مشيرة إلى أنها من التقارير التي تناولتها بهذا الشأن تقارير تؤكد أنه إذا ما طبق الإسلام بالشكل الصحيح، فإن الديمقراطية ستكون حينها قد طبقت من أوسع أبوابها ويمكن القول إنه سيكون عندنا إسلام ديمقراطي، ولابد من الإشارة هنا إلى أن الإسلام جاء بشكل سابق على الديمقراطية، وما نطالب به هو التطبيق الصحيح للإسلام.


منصور القطري: الاعتدال مطلوب في حركات التصحيح والتغيير

قال الإعلامي والمثقف السعودي منصور القطري: «إنا في العالم العربي بحاجة ماسة إلى مستوى من التعاون والتوحد فيما يتعلق بالأنشطة الفكرية والثقافية، وخصوصا في ظل التحولات المعاصرة والحالية»، مضيفا «أعتقد أن ثقافة التعاون هي ثقافة مأزومة، وغيابها ساهم بشكل أو بآخر في تردي الواقع الاجتماعي في كثير من المواقع».

وعن فكرة الشبكة الإعلامية الديمقراطية فقال: «هي فكرة تقوم على أساس توحيد الجهود بين الناشطين لخلق جسور من التفاهم والتعاون، لأن مشروع التنمية يبدأ بالتنمية الإنسانية قبل بناء الحجر، لأن المشروعات التي تقام إذا لم تهتم بالإنسان كمورد أساسي للتنمية فهي مشروعات قاصرة، وأحد الأزمات الموجودة في واقعنا المعاصر هو غياب روح التعاون وغياب روح فريق العمل في أنشطتنا الإعلامية بل في المجال الخيري والتطوعي، وأعتقد أن أحد الدروس الأجنبية التي يمكن الاستفادة منها هو التجربة اليابانية على سبيل المثال في مجال الجودة، ولابد من الإشارة إلى أننا نحن نقف على رصيد أخلاقي وفكري يسمح أن نبدأ من خلال ما انتهى إليه الآخرون، بمعنى أن الأنشطة الحقوقية والعالمية قطعت مشوارا طويلا، في حفظ كرامة الإنسان وعليه فلا يجب أن نبدأ من الصفر، مؤكدا أن المشروع الديمقراطي هو مشروع منسجم مع مشروعنا الإسلامي، ويجب أن تكون انطلاقة الشبكة من خلال الاعتدال في مشروع التغيير والتوافق بما يخدم المصلحة العامة

العدد 2333 - السبت 24 يناير 2009م الموافق 27 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً