توفي يوم الأحد الرئيس البوسني المسلم علي عزت بيغوفيتش، عن عمر ناهز 78 عاما. وقد توفي الرئيس البوسني السابق نتيجة مرض طويل في القلب زاده تعقيدا تهشم في الاضلاع، وفقا لما قالته رئيس دائرة أمراض القلب في مستشفى سراييفو إذ توفي بيغوفيتش الطبيبة أميلا ارسلاناجيتش.
وكان علي عزت شخصية رئيسية في حرب الاستقلال البوسنية ما بين العامي 1992 و1995. وكسب تعاطفا دوليا واسعا بقيادته للحكومة خلال الحصار الطويل الذي فرضه صرب البوسنة على سراييفو. وقتل أكثر من عشرة آلاف شخص جراء القصف والقنص اليومي من جانب صرب البوسنة. وشهدت البوسنة والهرسك أسوأ جرائم الحرب منذ الحرب العالمية الثانية في اوروبا. فقد اجتاح الجيش الصربي جيب سربرنيتشا المسلم في يوليو/ تموز 1995 وقتل أكثر من 7 آلاف رجل في أعقاب ذلك.
وترك بيغوفيتش السياسة في أكتوبر/ تشرين الأول 2000، نتيجة كبر سنه ومعاناته من المرض. وجاءت لحظة انتصاره التاريخية مع نهاية الحرب في العام 1995، عندما تم توقيع اتفاق دايتون للسلام برعاية أميركية في باريس، والتي اكدت الاستقلال وطبيعة البوسنة والهرسك المتعددة الاثنيات، والتي يسكنها المسلمون والصرب والكروات.
وامتدح المسئول الدولي البوسني البارز بادي آشداون الزعيم الراحل قائلا: «لقد كان يعيش شعور الأب الحقيقي لشعبه، فلولاه كنت أشك كثيرا في أن توجد البوسنة والهرسك الآن».
ويشكل موت علي عزت نهاية حقبة في البلقان، إذ توفي الرئيس الكرواتي فرانيو تودمان في ديسمبر/ كانون الأول 1999، بينما الرئيس الصربي في تلك الحقبة سلوبودان ميلوسوفيتش أطيح به من السلطة قبل 3 سنوات ويمثل للمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي لارتكابه مجازر وجرائم حرب في البوسنة. وأدت الحروب التي اندلعت في يوغسلافيا السابقة إلى مقتل نحو 240 الفا، أو 1 في المئة من سكان يوغسلافيا ما قبل الحرب
العدد 410 - الإثنين 20 أكتوبر 2003م الموافق 23 شعبان 1424هـ