ألم أقل ألف مرة وفي أكثر من مقال ان علاج معظم أمراض المجتمع يأتي من خلال الحرية والديمقراطية، لأن الحرية والشفافية والديمقراطية تخلق الإنسان الذي يواجه التحديات بشجاعة، ويطرح همومه أمام المسئولين من دون تردد أو خوف وبالتالي فإن الستار الذي كان يحجب الرؤية بين المواطن وقيادته قد ارتفع.
فالقيادة في حال الحرية والديمقراطية يمكنها أن تعرف كل شيء يدور على السطح وكيفية التعاطي معه؟
والحرية والديمقراطية تخلقان المواطن البطل صاحب العزة والكرامة الذي تضعه على (يمناك) كما يقول الشعبيون ففي وقت (الفزعة) تراه رجلا يذود عن وطنه وعن أمته ويقف مع قياداته مهما اختلف معها إذا كان العدوان خارجيا في زمن رديء صار كل شيء وارد خصوصا ونحن في زمن صار العدو يحتل أي موقع يشاء وتحت أية ذريعة يختلقها بعد أن كاد يتحول العالم إلى غابة أممها المتحدة أضعف من أن تدين اعتداء سافرا على مدنيين تشنه «إسرائيل» على دولة مستقلة مثل سورية في عصر «الفيتو الأميركي». ومن هنا فإن الأنظمة العربية بحاجة إلى رجال شجعان يواجهون كل التحديات، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال مشاركة الشعب كل الشعب بمختلف أطيافه وأفكاره في اتخاذ القرار وبخلو السجون والمعتقلات من سجناء الرأي.
وما لفت نظري كيف أن الحرية والشفافية تخلقان المعجزات، وكنت دائما أصر على أن الشعب العربي لو يحصل على نظام ديمقراطي يمكنه أن يلتهم «إسرائيل» خلال بضع سنوات غير أن الإنسان المكسور لا يمكنه مواجهة عدوه مادام يعيش رهينة.
ولإصراري أن الحرية والديمقراطية علاج لكل شيء اتضح للشعب البحريني وشعوب المنطقة كيف أن إصلاحات الملك أدت إلى خلق جو حر وديمقراطي فظهرت نتائجه حتى على الرياضة والرياضيين... فهاهم رياضيو البحرين نساء ورجالا يفوزون بميداليات ذهبية لم نكن نحلم بها، وهاهو فريق البحرين للكرة الطائرة عاد منتصرا حاملا كأس الخليج
العدد 409 - الأحد 19 أكتوبر 2003م الموافق 22 شعبان 1424هـ