خلال لقاء وزير الصحة خليل حسن بأهالي المحرق في مجلس النائب عيسى أبو الفتح حديثا هالني حديثه عن ضحايا السجائر والشيشة والمرور حتى اتضح لي ضرورة وضع استراتيجية وطنية تشارك في تنفيذها كل شرائح المجتمع وإلا فإن إبقاءها على حالها ستكون كارثة.
وهناك إجماع دولي على أن سيد هذه البلاوي جميعها هو السجائر، فكما يبدو أن الولايات المتحدة هي «محور الشر» الحقيقي منذ أن بنوا بلادهم على جماجم الهنود فهم يحاربون المسلمين وغير المسلمين منذ زمان عندما طوروا سجائرهم وخدعوا الضعاف من البشر ليكونوا أسيري هذا الدخان الملعون.
إن الاستراتيجية الوطنية يجب أن تقوم على عدة محاور ليتم وضع حد حقيقي لهذا الزحف الذي لم يعد يوقفه شعار (التدخين سبب رئيسي لأمراض السرطان والشرايين والقلب) إذ صار الانتحاريون يتزايدون كل يوم في كل أنحاء العالم من أجل التدخين ومن بينها بلادنا والمؤلم أن النصيحة لا تجدي مع الأبناء والتخويف يزيدهم إصرارا.
إن وضع حد للأمور التي تضر المجتمع بحاجة إلى قرار سياسي من دون تردد ومن دون النظر إلى الخسائر وبحاجة إلى دعم من العلماء والمشايخ وايضا إلى دعم من المجتمع.
فعلى سبيل المثال قرر حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي منع الخمور بجميع أشكالها ، واتخذ قراره هذا لإيمانه بخطر الخمور على المجتمع وإصراره على ذلك مهما حدثت من خسائر، ولهذا جاء قراره السياسي منع كل هذه المشروبات الروحية في مختلف الأماكن والفنادق سواء كانت من دون نجوم أو بخمس نجوم.
صحيح أن كثيرا من النزلاء خصوصا في الفنادق الراقية يعتبرون وجود هذه المشروبات أحد أركان الفنادق إلا أن صاحب القرار أغمض عينيه عن الأقوال ونتائج قراره من خسائر مادية وهروب السياح من إمارته. ولا أجد أن الشارقة أفلست أو تأخرت بل يجد الزائر كلما زارها أنها تزداد إشراقا وجمالا.
ثم على رجال الدين مادام الناس والمجتمع في خطر ويلقون بأنفسهم إلى التهلكة أن يصدروا فتوى صريحة وقاطعة بتحريم التدخين.
وذكر ايضا أن حاكم الشارقة منع بقرار سياسي فتح مقاهي الشيشة (خير- شر) في إمارته، فكل الذي حدث أنه جنب مواطنيه أمراض الدخان وخسر بعض أصحاب المحلات فقط، فلماذا لا تتخذ قياداتنا قرارات سياسية حاسمة مماثلة لأمور نحن بحاجة إليها؟
العدد 408 - السبت 18 أكتوبر 2003م الموافق 21 شعبان 1424هـ