عندما يجتمع كاردينالات الكنيسة الكاثوليكية في روما الأسبوع الجاري، ربما يطلبون من البابا الاستقالة، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة «الاندبندنت» البريطانية.
وعلى رغم أن الباباوات لديهم الحق في الاستقالة، إلا فإنه تمت ممارسته مرة واحدة من قبل. وقالت شخصية بارزة في الكنيسة الكاثوليكية، آثر عدم نشر اسمه، ان الفكرة ستتم اثارتها في مؤتمر الكرادلة في الفاتيكان في 21 اكتوبر/ تشرين الأول الجاري عندما يتلقى الكاردينالات المعينون حديثا قبعاتهم الحمراء الدالة على المنصب، ومن ثم الحصول على اجماع على تقديم اقتراح استقالة للبابا. وأكمل البابا يوم الخميس الماضي 25 عاما في منصبه، وهي أطول فترة قضاها بابا من اسلافه البالغ عددهم 263 سوى اثنين، وقد تضاعفت الارهاصات على أنه يقترب من نهاية حياته.
فقد تم تقديم مؤتمر الكرادلة أربعة أشهر من أجل أن يتمكن البابا من تنصيب جميع الكاردينالات الذين سينتخبون خلفه. وظل البابا يصارع منذ سنوات مرض باركينسون (الشلل الرعاشي) والتهاب المفاصل، وقد وصفت حاله من قبل خبير طبي بأنها «مرحلة متقدمة لمرض باركينسون». وهو لم يعد يقوى على المشي. واثناء جولته الخارجية الأخيرة، في سلوفاكيا في سبتمبر/ ايلول الماضي، لم يستطع اكمال قراءة أي من كلماته.
ولم توضع أي ارتباطات بمزيد من الزيارات للبابا، اذ ان آخر جولة له كانت رحلة قصيرة بمروحية إلى مومبي قبل اسبوعين ماضيين. واثناء مقابلة له مع رئيس الأرغواي يوم الاثنين الماضي، ظهر البابا وكأنه فقد طاقة الحديث تماما.
إن الحقيقة بأن عهد جون بول الثاني أخذ في الأفول كانت محرمة التداول لفترة طويلة في دوائر الفاتيكان، ولكن في الأسابيع الأخيرة تخطى كاردينالات كثيرون الرتابة ليقولوا علانية ان موت البابا أصبح مسألة «أيام» أو «شهور» فقط.
وقد اعتبر طلبه من الحشد في مومبي الأسبوع الماضي «بالصلاة لي الآن ودائما» اشارة إلى موته.
ولكن مازال كثير من مراقبي الفاتيكان يشككون بشدة في شأن فرص تنحي البابا. وقال أحد المراقبين «انها (اي استقالته) تتناقض تماما مع كل شيء يمثله البابا»، وهو متمسك بالفكرة بأن الكنيسة تعني أو تمثل ثقافة الحياة المتناقضة مع ما اسماه «بثقافة الموت» لدى المادية الغربية. وأوضح المراقب جليا انه سيكون شاهدا على النظرية الكاثوليكية بأن الأشخاص كبار السن مازالت لهم قيمة. وقال الصحافي الكاثوليكي المخضرم، جيرالد أوكونيل: «اعتقد انه من غير المحتمل ان يتخذ اقتراح من هذ النوع في مجلس الكرادلة. وعلى أحسن تقدير هذه شائعة، لن يتم اصدار طلب باستقالته إلا في حال عدم استطاعته أداء واجباته بسبب عجزه مثلا من سكتة دماغية».
ووفقا لذلك المراقب، هناك دلالات كثيرة على أن المسئولين الكبار في الفاتيكان المقربين من البابا، من ضمنهم رئيس مجلس الكنيسة للتعاليم الدينية الكاردينال جوزيف راتزينجر، ورئيس المجلس الاسقفي للأسرة الكاردينال الفونسو لوبيز تروجيلو، وكلاهما من المحافظين المتشددين، يفرضان سلطاتهما من قبل بوضوح أكثر من البابا نفسه. وهذا سبب آخر جعل شخصيات بارزة من أجنحة أخرى داخل الكنيسة تفضل موقفا واضحا الآن
العدد 408 - السبت 18 أكتوبر 2003م الموافق 21 شعبان 1424هـ