أعلن متحدث عسكري أميركي أمس أن القوات الأميركية والبريطانية تجريان حاليا مناورات مشتركة في جنوب شرق العراق (قرب الحدود مع إيران) ووصفها بأنها «مناورات ضخمة». وأوضح المقدم جورج كريفو ان هذه المناورات تستهدف إظهار القوة وتعزيز التنسيق القتالي بين الجانبين، مشيرا إلى أن ألفي جندي من المارينز يشاركون في هذه المناورات التي ستستمر حتى الأربعاء المقبل. ولم يحدد عدد القوات البريطانية.
وفي إشارة إلى الحوادث التي شهدتها كربلاء ومدن مجاورة، دعا مجلس الحكم المواطنين إلى التزام الهدوء ودرء الفتن التي تحيط بالبلاد والتمسك بالقوانين، وأكد أنه «لا أحد يعلو على سلطة القانون وسيادته»، وقرر تشكيل لجنة من الأحزاب والحركات والقوى المستقلة الممثلة فيه لوضع الخطط والبرامج الكفيلة بحفظ الأمن وسيادة القانون.
وطلبت قوات هولندية من خبراء، فحص قذائف مدفعية مشتبه بها عثر عليها في العراق لكنها قالت أمس: إن الأمر لا علاقة له بالضرورة بأسلحة كيماوية.
واشنطن ،عواصم -محمد دلبح، وكالات
حاصرت قوات الاحتلال الأميركي أمس مكتب رجل الدين المحلي في مدينة كربلاء سيد محمود الحسني غداة اشتباكات دامية مع قواته وفرضت حظر تجول في الخالدية خشية حدوث اضطرابات. كما حدثت اشتباكات بين القوات البريطانية ومناصرين للزعيم الشيعي الشاب السيدمقتدى الصدر في البصرة. وأظهرت تركيا ترددا في مسألة إرسال قوات إلى العراق لأنها غير مرغوب فيها في حين قالت الأمم المتحدة إنها لن ترسل موظفين إلى عراق غير آمن.
وأغلقت القوات الأميركية أمس طرقا عن مكتب ومنزل رجل الدين المحلي سيدمحمود الحسني الذي حملت القوات الأميركية أتباعه مسئولية تبادل لإطلاق النار قتل فيه ثلاثة جنود اميركيين. وحاصر الجنود المباني التي تقع في مدينة كربلاء بعربات مدرعة فيما حلقت طائرات مروحية فوق المنطقة. وامتنع ضباط أميركيون عن التعقيب على ما إذا كانوا يأملون في اعتقال الحسني. وقال مؤيدوه انه غادر منزله بعد إطلاق النار يوم الخميس.
وقال شاب كان يقف بين حشد تجمع حول حواجز الطرق التي أقامتها القوات الأميركية «الحسني يتمتع بشعبية كبيرة في كربلاء». وأضاف «الأميركيون يريدون السيطرة فحسب ولن ندعهم يفعلون هذا».
كما اندلعت اشتباكات بين القوات البريطانية ومناصرين للصدر في البصرة من دون أن تسفر عن وقوع إصابات. وذكرت قناة «الجزيرة» مساء الجمعة ان الجنود انسحبوا من منطقة المواجهات اثر قيام المتظاهرين برشقهم بالحجارة.
وقال شهود عيان إن القوات الأميركية التي تدعمها طائرات مروحية فرضت حظر التجول في بلدة الخالدية السنية غربي بغداد أمس ومنعت العراقيين من السير في الشوارع وأصحاب المتاجر من فتح متاجرهم. وحاصر الجنود البلدة ومنعوا الصحافيين من الدخول. وقال شهود عيان من البلدة لـ «رويترز» إن السكان أصبحوا غاضبين بعد أن فتش جنود امرأة وان الهدف من حظر التجول فيما يبدو هو منع وقوع اضطرابات لم يحدد مصدرها.
وأشارت وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أن مدينة كركوك شهدت الليلة قبل الماضية ست هجمات متفرقة لخلايا المقاومة أسفرت عن إصابة ما لا يقل عن سبعة جنود أميركيين في الوقت الذي يسمع فيه إطلاق نار متقطع غير معلوم المصدر في ضواحي المدينة. وفي مدينة الموصل شنت خلايا مسلحة مجهولة هجمات على خمسة مراكز للشرطة في المدينة وضواحيها ما أسفر عن إصابة عدد من أفراد الشرطة. كما أصيب جندي أميركي بعد إلقاء قنبلة يدوية على سيارة دورية.
وكشف استطلاع اجري على القوات الأميركية في العراق عن وجود مشكلات كبيرة تتعلق بمعنويات 130 ألف جندي أميركي هناك. وأثار الاستطلاع قلقا لدى كبار القادة في «البنتاغون» وأعرب جنرال أميركي كبير عن انزعاجه قائلا انه لم يسمح له أحيانا سوى بالحديث مع جنود «سعداء».
إلى ذلك قال وزير الخارجية الأردني بالوكالة شاهر باك أمس إن الأردن سيطالب بنتائج التحقيقات الأميركية والعراقية للوقوف على سبب مقتل أربعة أردنيين يوم الخميس الماضي لدى عودتهم إلى عمان قادمين من بغداد.
وذكر أن الإدارة المدنية تعتزم تشكيل قوة عسكرية تتولى حماية المياه والسواحل العراقية في شمال الخليج في إطار خطتها لحراسة الحدود والدفاع عن البلاد. ودعت العراقيين في بيان «إلى الانخراط في قوة الدفاع الساحلي العراقية التي تتخذ من ميناء أم قصر شمالي الخليج مقرا لها».
من جهته أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس ان تركيا ستتخلى عن إرسال قوات حفظ سلام إلى العراق إذا لم يكن مرغوبا فيها. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عنه قوله «إذا كان مرغوبا فينا فسنذهب (إلى العراق) ولكن إذا لم يكن مرغوبا فينا فلن نذهب. لأننا لم نتخذ قرارا ملزما بهذا الشأن».
وأضاف أن «العراق جارنا وسيبقى جارنا في المستقبل. لن نقوم بأي شيء يمكن أن يتسبب في مشكلات. إن مطالب الشعب العراقي مهمة جدا بالنسبة إلينا». كما أكد مسئول تركي انه تم أمس إعادة فتح خط أنابيب النفط الممتد من كركوك إلى تركيا بعد إغلاقه بسبب تعرضه لسلسلة من عمليات التخريب.
وقال مسئولون في الوكالة الدولية إن الحاكم المدني بول بريمر قاتل بشدة أثناء ثلاثة اشهر من المفاوضات الصعبة لتقليص سلطات هيئة مستقلة يجري تشكيلها لمراقبة كيفية إنفاقه لإيرادات النفط العراقي. وذكر المسئولون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم ان بريمر علق المحادثات لمدة ستة أسابيع في إحدى المرات لإبداء عدم رضاه عن جهود وكالات من بينها الأمم المتحدة وصندوق النقد لضمان استقلال الهيئة التي يطلق عليها مجلس الاستشارات والرقابة الدولية.
في غضون ذلك أعرب عدد من كبار العسكريين الأميركيين المتقاعدين عن اختلاف في رؤيتهم وتقييمهم للحرب عما يروج له الرئيس جورج بوش وكبار مستشاريه من أن قوات الاحتلال تحرز نجاحا وأنه يجب أن تستمر. وقالوا إنه يجب التقليل من التوقعات بشأن ما يمكن للتدخل العسكري أن يحققه.
سياسيا نفى رئيس مجلس الحكم إياد علاوي وجود أية مشكلات مع سورية وقال إن العلاقات بين المجلس ودمشق جيدة. وأعلن علاوي في تصريح لصحيفة «الوطن» أمس انه تم الاتفاق على سفر وزير الداخلية العراقي نوري البدران لسورية مع وفد أمني وفني رفيع المستوى لمناقشة المسائل الحدودية.
وتوقع الممثل البريطاني في العراق جيريمي غرينستوك، المصادقة على دستور في هذا البلد في غضون ستة اشهر وإجراء انتخابات بعد سنة وذلك في مقابلة مع أسبوعية «در شبيغل» الألمانية في عددها ليوم غد الاثنين.
وذكر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ان كوفي عنان يعتقد أن الموقف الأمني في العراق مازال شديد الخطورة ولا يمكن معه إعادة الموظفين على رغم الدعوات لان تلعب الأمم المتحدة دورا سياسيا.
أشاد الرئيس الأميركي جورج بوش أمس بما أنجزه الأميركيون خلال الأشهر الستة الأخيرة في العراق وطلب من الكونغرس المصادقة بسرعة على الصيغة النهائية للموازنة الإضافية المطلوبة لأفغانستان والعراق بقيمة 87 مليار دولار.
وأعلن بوش في كلمته الإذاعية الأسبوعية «قبل ستة أشهر كانت جميع المدارس العراقية تقريبا مغلقة ولم يكن هناك كهرباء في الكثير منها ولا ماء ولا نوافذ واليوم هناك 22 جامعة و43 معهدا تقنيا مفتوحة على غرار كل المدارس تقريبا».
وأضاف «ان جهودنا ستساعد العراق على استعادة تراثه الثقافي وإعادته إلى أسرة الدول وعندما يعود العراق إلى العالم سيبرهن ذلك على قوة الحرية والأمل لتجاوز الكراهية والأحقاد» إلا أنه أضاف «مازال هناك عمل كبير ينتظر الإنجاز». كما طلب بوش من الكونغرس أن يصادق بسرعة على الموازنة الإضافية التي طلبها للعراق وأفغانستان.
وقال «إن الطلب الذي قدمته للكونغرس من أجل إعادة إعمار العراق يشمل أموالا للصحة وللكثير من مشروعات التدريب. إنني اطلب من الكونغرس أن يصادق على الموازنة بسرعة كي يتواصل العمل الحيوي»
العدد 408 - السبت 18 أكتوبر 2003م الموافق 21 شعبان 1424هـ