منذ أن تحولت الدوائر إلى وزارات في أعقاب الاستقلال وتولى خلافتها وزير بعد وزير حيث بدأت بطيب الذكر علي فخرو ثم جواد العريض ثم جاء فيصل ليركب صهوتها وانتهت بآخرهم خليل حسن والمواطن البحريني يشكو من علاج الأسنان على أنه لا يتناسب مع حاجة المواطنين.
وألم الأسنان ومشكلات الأسنان في بلادنا لا تقل عن المشكلات الصحية الأخرى إن لم تفقها.
إن الكثيرين من مرضى الأسنان بكل أشكالهم يؤكدون أن الوضع كما كان منذ تولى الوزارة فارسها الأول حتى الآن إذ أن المحتاج إلى هذه المراكز لا يحظى بمواعيد معاودة الطبيب إلا بعد شهور وليس بعد أسابيع، فهل يعقل ان المحتاج الى علاج لثته أو أسنانه يصبر ثلاثة أو أربعة أشهر على الألم؟
وكلما ناقش أحد أي وزير يأتي بالحجج نفسها التي كررها أول وزير ركب صهوة الوزارة وكان آخرهم خليل حسن الذي لمع نجمه في مجلس النائب عيسى أبو الفتح بعد أن تحدث عن طموحه ومشروعاته وأجاب على أسئلة أهالي المحرق الذين اكتظ بهم المجلس ومن بينهم رئيس المجلس البلدي. والعذر واحد عندهم مثلما أن الرب واحد، فهم يصرون على أن مراكز الأسنان أو أطباء الأسنان التابعين للوزارة يفعلون اللازم (وشويه زيادة) لكن المشكلة تكمن في أن الاستعدادات لهذه المراكز فقط للمسائل العاجلة فهم يبذلون كل جهدهم للمريض الذي لا يمكن تأجيل حاله... ولا يؤجلون إلا أولئك المواطنين الذين يريدون ترفا تجميل أسنانهم أو تنظيف أسنانهم إلى آخر الأعذار التي لا أحفظها.
مع احترامي وتقديري للسادة وزراء الصحة، فهل هناك أي بحريني يأتي للترف والنزهة في هذه المراكز ويقف ساعات حتى يأتي دوره ليقول نظفوا أسناني أو (حلّوهم)؟ وهل يأتي إلى هناك غير محتاج يشعر أنه غير قادر على مزيد من التحمل؟
ولو أردنا أن نفتح باب الاستبانة على صدقية مقولة الوزراء وأعذارهم ستجدون آلاف الرسائل التي تؤكد عكس ذلك.
هب أن المواطن يريد تنظيف أسنانه أليس ذلك جزءا من الحرب (الاستباقية) على أي مرض للأسنان واللثة الذي قد يسبب له - إن لم يقم بذلك - البلاوي فيما بعد؟
العدد 407 - الجمعة 17 أكتوبر 2003م الموافق 20 شعبان 1424هـ