بالأمس كنت اقلب قوائم اسماء السكرتيرات في إدارة شئون الطيران المدني. أصبت بالذعر، انقدحت في ذهني تلك الشكاوى الدامعة التي كانت تصلني من خريجات الإدارة المكتبية من بناتنا العاطلات، وكيف انهن مللن التسكع في محطات البطالة والضياع ومن هن من احبطن من طول الانتظار. فالابواب مقفلة ختم عليها «لا يمكن الدخول». كلما طرقن ابواب الوزارات يفاجأن بأن لا عمل لكنّ ولا شواغر. والغريب في الأمر عندما تجد الاجانب يتسربون بفري فيزا أيضا في مؤسساتنا الرسمية، وهنا يكمن التسيب والفساد. فمن المحاسب؟ ومن وراء تسرب مثل هؤلاء؟ واين منهم المسئولون؟ واين هي مراقبة وزارة العمل؟ وليت الشفافية تسمح بالافصاح عن الرواتب... سنصاب بالذعر، بل تجد بعض هؤلاء الموظفات يعملن وفي جوازاتهن مكتوب امام المهنة: ربة بيت، وهي مخالفة صريحة للقانون، وتجد هناك أيضا في بعض هذه المؤسسات من يقوم بتغسيل سيارة المدير أيضا عامل «فري فيزا» وكفيله أيضا مسئول كبير وهكذا دواليك. اما بالنسبة لشئون الطيران المدني وقصة السكرتيرات الآسيويات، وانتشارهن الفضيع فلم تحدث حتى في دولة الواق واق، وانها لتعجز حتى «غوار الطوشى» من التعليق عليها في مسرحياته. ولكن لله الاسرار وما لنا إلا الدعاء بدوام «البحرنة» خصوصا ونحن نراها ماثلة امام اعيننا في كوميديا سوداء ونحن نرى السكرتيرات الآسيويات من الطيران المدني وهن يخرجن زرافات زرافات فتخال نفسك انك تنظر إلى مؤسسة في مومبي. ظاهرة غريبة استوقفت الكثير امام المبنى ساعة انتهاء الدوام. والقائمة موجودة مع الاسماء ان أحبت الشئون إرسالها سنرسلها.
وإذا كانت بحرنة الوظائف هي محل اهتمام فنتمنى من مديري هذه المؤسسة الاجابة على هذه الأسئلة والافصاح عن نوعية السكرتيرات في الشئون فهل هن بحرينيات ام اجنبيات؟ واذا كن اجنبيات فلماذا يتم ذلك، ومن المسئول عن تزايدهن. فقط في بعض المواقع من الشئون يوجد ما يقرب من 15 سكرتيرة اجنبية غالبيتهن يحملن الجنسية الهندية عدا الفلبينية، وللأسف الغالبية إلى مديرين في الشئون. هذا أمر غريب وغير مبرر ولماذا يتم ذلك ونحن مازلنا نسمع ناقوس البطالة يدق ليلا ونهارا مقلقا الجميع؟. جلالة الملك يدعو إلى البحرنة ونتفاجأ بمديرين ومسئولين تفرخ في مكاتبهم اعداد هائلة من الاجانب. لذلك نتمنى من مسئولي الوزارة ان يتخذوا اجراء تجاه ما يحدث واتمنى ان لا تكون مثل هؤلاء السكرتيرات من الفري فيزا أيضا. ونريد اجابة عملية واضحة على ذلك سواء بالنفي أو الاثبات.
فالمعلومة تقول: ان غالبيتهن يعملن بطريقة فري فيزا، وهذه سابقة خطيرة ان صحت المعلومة فكيف تم لهن ذلك؟ وهن يعملن في مؤسسة رسمية؟ ولهذا لا يحبذ - وذلك لحفظ الصدقية - ان يتم النفي على طريقة انشائية التفافية كما حدث في معهد البحرين وفي وزارة الأشغال عندما تفاجأنا بقوائم الاجانب المتكاثرة في هذه الاماكن حتى وصل سن البعض منهم إلى ما يقرب 70 عاما.
لذلك نتمنى من العلاقات العامة للشئون الافصاح عن ذلك للجمهور بشفافية مطلقة. فالكل يريد أن يعلم عن نوعية سكرتيرات المديرين والمسئولين هل هن بحرينيات ام اجنبيات وكم عددهن؟ هذه نقطة من نقاط كثيرة وثغرات كبيرة. وتحديدا نريد الاجابة عن عدد الاجانب في الشئون وعن نوعية:
1- سكرتيرة مدير العمليات بالوكالة 2- سكرتيرة مدير المطار. 3-سكرتيرة مدير الأمن والسلامة 4- سكرتيرة مدير «الفاير» 5- سكرتيرة مدير إدارة التسويق 6- سكرتيرة إدارة التدريب 7- اضافة إلى خمس سكرتيرات لموظفين اجانب.
السؤال هو: هذا الكم الهائل من السكرتيرات هل هن بحرينيات ام اجنبيات؟ واذا كن اجنبيات فهل يتوافق ذلك مع سياسة البحرنة؟ وهل فيهن فري فيزا؟ كلنا ينتظر الاجابة
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 407 - الجمعة 17 أكتوبر 2003م الموافق 20 شعبان 1424هـ