العدد 407 - الجمعة 17 أكتوبر 2003م الموافق 20 شعبان 1424هـ

سلام موهوم يصرخ في وجه شارون

«اتفاق سويسرا» في الصحف العبرية

آمنه القرى comments [at] alwasatnews.com

.

تناولت الصحف العبرية باهتمام ما بات يعرف بـ «اتفاق سويسرا» الذي تمّ التوصل إليه في فندق موفنبيك في الأردن بين وفدين فلسطيني وإسرائيلي بشأن مجمل قضايا الصراع، أبرزها أمران كانا نقطة خلاف جوهرية: مسألة حق العودة إذ تمّ هنا «تنازل فلسطيني». فالعودة للاجئين تقتصر على الدولة الفلسطينية، كما ان الإسرائيليين تنازلوا في موضوع السلطة على الحرم القدسي. ولاحظت الصحف ان الاتفاق أثار حفيظة الحكومة واليمين في «إسرائيل» الذين وصفوا موقعي الاتفاق وهم من الشخصيات المعارضة بالخيانة. وشن أعضاء في الحكومة لاسيما رئيسها ارييل شارون، حملة تحريض على تلك الشخصيات الذين اتهموها بتوجيه طعنة خيانية للحكومة في ظهرها. وسارع شارون إلى اتهام اليسار الإسرائيلي بالتعاون مع الفلسطينيين ضد مصلحة «إسرائيل». فارييل شارون يجد ان مثل هذا الحوار يُضعف أوراق القوة الإسرائيلية الحالية التي تستند إلى كون الولايات المتحدة الأميركية غير مستعدة لممارسة ضغوط على «إسرائيل» وكونها تتغاضى عن السياسة العسكرية الإسرائيلية التي تريد فرض الحلول على الفلسطينيين بالقوة. وانتقد الاتفاق أيضا الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساب ورئيس الوزراء السابق من حزب العمل إيهود باراك الذي وصفه بـ «سلام موهوم». الأمر الذي جعل السجال يدور أيضا بين أطراف اليسار أنفسهم. فقد نشرت «هآرتس» مقالة كتبها الزعيم السابق لحزب العمل الإسرائيلي عميرام ميتسناع، قال فيه ان «اتفاق سويسرا» هو طفل صغير يصرخ في وجه الحكومة ويقول لها انها تقود الإسرائيليين إلى الكارثة وهو أمر تدل عليه ردود فعلها الغاضبة على الاتفاق مشيرا إلى ان القائد (أي شارون) الذي يأخذ الإسرائيليين إلى الحرب وإلى المزيد من سفك دماء مواطنيه لا يصلح أن يكون زعيما.

وحاول ألوف بن في «هآرتس»، قراءة الظروف التي أدّت إلى مثل هذا الاتفاق، فرأى ان الفراغ الذي أحدثه تجميد الولايات المتحدة التزامها بتطبيق «خريطة الطريق» وفشل الحكومة الإسرائيلية في القضاء على «الإرهاب» الفلسطيني شكّلا الخلفية المناسبة لعودة يوشي بيلين إلى الساحة السياسية الإسرائيلية وللشهرة الشعبية التي حصدها «اتفاق سويسرا». على أي حال نشرت «يديعوت أحروونوت»، نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد داحف الإسرائيلي، بشأن «اتفاق سويسرا» فاتضح ان 59 في المئة من الإسرائيليين يعارضون الاتفاق. ويشير الاستطلاع إلى انه على رغم معارضة الحكومة الإسرائيلية للاتفاق، وفي ضوء الحقيقة انه لم يتم بعد نشر الاتفاق بكامل بنوده، فإن 39 في المئة من الإسرائيليين يؤيدونه. كما يشير الاستطلاع إلى ان 70 في المئة ممن شاركوا فيه يعتقدون انه يحظر على قادة اليسار إجراء مفاوضات من دون إذن من الحكومة.

وخصصت «هآرتس» افتتاحيتها لانتقاد موقف حزب العمل الإسرائيلي من «اتفاق سويسرا». إذ أشارت إلى ان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، العضو في حزب العمل، قال ان الاتفاق لا يتضمن تنازلا مباشرا عن حق العودة وليس فيه أي اعتراف بحق «إسرائيل» في أن تكون دولة يهودية، ذكّرت بأن مفاوضات السلام الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، التي جرت حين كان باراك رئيسا للوزراء، كانت تقوم على الأسس نفسها لاتفاق سويسرا. وأوضحت ان موقف باراك الذي يعبّر طبعا عن موقف حزبه، الذي يبدو رئيسه شمعون بيريز صامتا هذه الأيام، يدل على الارتباك الذي يعاني منه حزب العمل. وتابعت بالقول ان الحزب حافظ على صمته حيال كل المسائل والمستجدات التي كانت تطرح أو تحصل على الساحة الإسرائيلية منذ فشل محادثات كامب ديفيد، واندلاع الانتفاضة وانتقال حزب العمل من الموالاة إلى المعارضة. وختمت بالقول ان «اتفاق سويسرا» يقدّم أجندة جديدة لـ «إسرائيل»، لذلك على حزب العمل أن يقرر ما إذا كان يريد أن ينجرّ وراء اليمين الإسرائيلي بصمت، أو أن يكون شريكا في الجهود الرامية إلى تحقيق السلام بأثمان قد تكون صعبة.

ورحبت «هآرتس»، في افتتاحيتها بـ «اتفاق سويسرا» للتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين واعتبرت انه يستحق الثناء وليس التنديد كما يفعل المسئولون الإسرائيليون. وأضافت ان المفاوضات بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية التي توصلت إلى الاتفاق، كانت مشروعة ولا تدخل في إطار إقامة علاقات سرية مع العدو. مؤكدة ان الاتفاق دليل على ان المفاوضات ممكنة بين الطرفين كما من الممكن التوصل إلى تسوية. غير انها اعتبرت ان مشروع الاتفاق صعب تنفيذه على الجانب الإسرائيلي لأنه ينص على الانسحاب حتى الخط الأخضر وعلى تقسيم القدس إداريا وتفكيك أعداد كبيرة من المستوطنات إضافة إلى أمور أخرى. وفي المقابل تتابع «هآرتس»، لا يحقق الاتفاق طموحات الفلسطينيين لأنه يطالبهم بالتخلي عن حق العودة، كما انه يجردهم من مساحات من الأرض حول القدس، يعتبرونها ملكا لهم على حد قول «هآرتس»، إضافة إلى انه ينص على تجريدهم من السلاح. إلاّ انها عادت وأكدت ان صيغة الاتفاق هي الصيغة الوحيدة التي ستسمح للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بالتوصل إلى تسوية والمضي قدما نحو مستقبل أفضل.

وعلّق يوسي فيرتر في «هآرتس» على «اتفاق سويسرا» أيضا لاسيما على دوافع الوزير الإسرائيلي السابق يوسي بيلين، لعقد مثل هذا الاتفاق. ولاحظ ان الاتفاق حصل قبل شهر من الإعلان الرسمي عن إنشاء الحزب الاجتماعي الديمقراطي اليساري في «إسرائيل»، ومن بين أبرز مؤسسيه بيلين نفسه. ولاحظ فيرتر، ان الاتفاق أيضا حصل قبل ثلاثة أشهر من انتخابات رئاسة الحزب ومن أبرز المرشحين لهذا المنصب بيلين أيضا. وانطلاقا من ملاحظاته، اعتبر فيرتر، ان إضفاء بعض الحيوية على اليسار المحبط في «إسرائيل»، وخلق حال من الحماس لدى الإسرائيليين تجاه الحزب الاجتماعي الديمقراطي، هما ما دفعا بيلين، إلى العمل على إبرام «اتفاق سويسرا». مضيفا ان الاتفاق سيعطي اليسار الإسرائيلي أخيرا أجندة سياسية لطالما حلم بها. وختم بالقول ان بيلين، يعتقد انه في حال اطّلع المواطن الإسرائيلي على بنود «اتفاق سويسرا» وأدرك مكامنه، فإن الدعم الشعبي للاتفاق سيرتفع أكثر فأكثر.

وحاول ألوف بن في «هآرتس»، قراءة الظروف التي أدّت إلى مثل هذا الاتفاق، فاعتبر ان اليسار الإسرائيلي أمسك بزمام المبادرة السياسية الدبلوماسية التي لطالما كانت في يد اليمين الإسرائيلي خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وذلك من خلال اشتراكه في مفاوضات السلام بشأن ما بات يعرف باتفاق سويسرا. وأوضح ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزراءه قد فقدوا قدرتهم على ضبط الشارع الإسرائيلي لاسيما بعد تمرد طياري سلاح الجو الإسرائيلي. وتابع بالقول ان الفراغ الذي أحدثه تجميد الولايات المتحدة، التزامها بتطبيق «خريطة الطريق» إلى جانب فشل الحكومة الإسرائيلية في القضاء على «الإرهاب» الفلسطيني، شكلا الخلفية المناسبة لعودة الوزير السابق يوسي بيلين، إلى الساحة السياسية الإسرائيلية، وللشهرة الشعبية التي حصدها «اتفاق سويسرا». وأضاف ساخرا ان شارون، لعب عن غير قصد، دور وكيل بيلين للعلاقات العامة، من خلال شن هجوم ضد محادثات اليسار الإسرائيلي مع الفلسطينيين.

ولاحظ أبراهام تيروش في «معاريف» حبور اليسار من توقيع «اتفاق جنيف». وأورد تصريح الوزير الإسرائيلي الذي عرّف عنه بأنه المتآمر الذي لا يوكل على وثائق السلام يوسي بيلين، «لم يعودوا يستطيعون الزعم بعدم وجود شريك». لكن تيروش، خاطب بيلين وقال له انهم يستطيعون ذلك. لأنه ربما يوجد من تتحدث معه، وكان موجودا في الماضي أيضا، وحتى ولدت وثائق تفاهم من هذه المحادثات، لكن لا يوجد من توقع معه. لا توجد للمتحدثين ولصائغي الأوراق على أنواعهم من الجانب الفلسطيني، مثل أولئك من الجانب الإسرائيلي أيضا، أية صلاحية للتوقيع على وثيقة تلزم شعبهم وقيادته، ومن لديه الصلاحية - أي ياسر عرفات - لا توجد لديه أية نية لفعل ذلك. مشددا على ان عرفات، لا يريد اتفاق سلام. وان له مصلحة واضحة في وثيقة جنيف كأداة لإصلاح مكانته لا أكثر. ورأى الكاتب العبري، انه لو كان بورغ، بيلين، ميتسناع، ورفاقهم في الحكم، ذوي صلة اليوم أي انهم في الحكم لكان من غير المؤكد قبول الوثيقة ليس من قبل عرفات فقط بل أيضا من قبل كبار مسئولي العمل بيريز، بن أليعازر، فيلنائي،.. وكان سيحدث شجار كبير هناك، وربما انشقاق وليس احتفالا. وختم بالقول ان وثيقة جنيف هي صحيحة لليوم، وهي ليست أكثر من مناورة فكرية، وربما رؤيا ليوم القيامة. واعتبر انه بهذه الصفة، فإن الضجة حولها مبالغ فيها وكذلك ردود الفعل من الطرفين، التي تراوح بين تعبيرات وصولية مثل «عمل تاريخي يضمن مستقبلنا» من اليسار، وبين شتائم مثل «خيانة» و«عميل أجنبي» من اليمين.

لكن يوسي بيلين (وزير إسرائيلي سابق) أعرب في «يديعوت أحروونوت» عن شعوره بالرضا عن «اتفاق جنيف»، وقال انه يعتبره خطوة مكملة لدائرة المحادثات التي جرت في طابا، عندما شعر آنذاك انه يمكن إنهاء المفاوضات. وإذ لفت إلى ان هناك من يدعي انه تم توقيع الاتفاق باسم الحكومة الإسرائيلية، شدد على ان هذا ناجم عن سوء فهم. فلقد وقع في ختام المحادثات على رسالة موجهة إلى وزيرة الخارجية السويسرية التي قامت برعاية المحادثات. وأرفقت الرسالة بمسودة الوثيقة التي تم التوصل إليها، كي تشكل نموذجا يعتمده أصحاب القرار في المستقبل. وشدد على ان من يعتقد بأنه وقع الاتفاق باسم الحكومة الإسرائيلية، لا يفهم الأمر. لافتا إلى ان هدفه هو إظهار انه يمكن التوصل إلى اتفاق، لا ينطوي على حق العودة للاجئين، وانه يمكن توفير حلول لكل القضايا العالقة، وبأن الفلسطينيين لا يتهربون من الحسم، وانه يمكن جعلهم يوقعون على نموذج كهذا ويلتزمون به. وأشار بيلين، إلى ان هذا الاتفاق يعتبر بعد ثلاث سنوات من استنزاف الدماء المتبادل، أول دليل جدي على وجود جهات جدية لدى الفلسطينيين يمكن التوصل معها إلى اتفاق. وقد يتم في المستقبل، التوصل إلى اتفاق يختلف عن التفاهمات التي تم التوصل إليها. وأعرب عن دهشته من الهجوم الذي شنه عليه رئيس الحكومة السابق إيهود باراك. لافتا إلى ان الأخير يحاول منذ ثلاث سنوات إثبات انه لم يكن هو من فشل في المفاوضات، وانه لم يكن في الجانب الآخر من يمكن التحدث إليه. لكن عندما اتضح وجود شريك، تم تكذيب نظريته، وهو يشعر الآن بالحاجة إلى الدفاع عنها. وأكد انه على رغم ذلك، فلن يتوقف عن تقدير باراك لكونه الشخص الشجاع الذي أخرج الجيش الإسرائيلي من لبنان ووضع أسس تقسيم القدس ونقل السيادة على الحرم القدسي ومبادلة الأراضي. أما في ما يتعلق بانتقادات رئيس الحكومة ارييل شارون له فقال انها لا تفاجئه. فهي تثبت حالة الضغط الشديدة التي يواجهها. ومع ذلك، أكد انه لا يفهم سبب الانتقاد الطائش. مضيفا انه على استعداد لتقبل الانتقاد، لكن التلميح إلى الخيانة وانعدام الإخلاص يبدوان له بأنهما ينمان عن خوفه من وقوع زلزال. وختم بالقول ان شارون، يشعر على ما يبدو بالوهن الشديد، إلى حد شعور حكومته بالخوف حتى من وثيقة غير رسمية.

وأشاد عميرام ميتسناع (نائب في الكنيست الإسرائيلي وعضو في حزب العمل) في «هآرتس» بـ «اتفاق سويسرا» واستغله مناسبة لانتقاد الحكومة الإسرائيلية ورئيسها ارييل شارون. واعتبر ان الاتفاق أكد وجود شريك على الجانب الآخر بالإمكان التفاوض معه على عكس ما تروج الحكومة الإسرائيلية بأنه ما من أحد يمكن الحديث معه على الجانب الفلسطيني. ولفت ميتسناع، إلى ان السبب الذي دفع المسئولين الإسرائيليين إلى انتقاد «اتفاق سويسرا» هو الخوف، الخوف من السلام لأنه إن تم إحلاله فسيعلم الناس في «إسرائيل»، انهم كانوا مخدوعين لمدة ثلاث سنوات بأفكار روجها شارون وتقول إن القوة وحدها هي التي تؤدي إلى النصر في النهاية، وانه في حال كان الإسرائيليون أقوياء فإن «الإرهاب» سينتهي حتما. غير ان الواقع يقول عكس ذلك على حد قول ميتسناع، لأن سياسة الاغتيالات التي تبنتها الحكومة الإسرائيلية لم تؤدِ سوى إلى تهديد ما تبقى من الدولة العبرية ولأن الاقتصاد الإسرائيلي في تراجع مستمر ولأن المجتمع الإسرائيلي مهدد بالانهيار والواقع الديمغرافي يهدد وجود «إسرائيل» كدولة لليهود. وتابع بالقول ان الإسرائيليين والفلسطينيين الذين شاركوا في إعداد «اتفاق سويسرا» توصلوا إلى الاتفاق بعد أشهر من العمل المضني من دون أن يتوقع أحد أن يتم تطبيق الاتفاق في الغد القريب، وقد «شنوا حربا» على كل تفصيل من الاتفاق وكأنه اتفاق حقيقي على حد تعبير ميتسناع. وأوضح ان الحرب التي كانوا يخوضوها خلال إعداد الاتفاق كانت حربا من دون خسائر، حربا من أجل القدس وحربا من أجل الحرم القدسي وحربا من أجل حدود دائمة لـ «إسرائيل» وخصائصها، وقد توصلوا في النهاية إلى إنجازات عديدة. وأوضح انه لأول مرة في التاريخ يعترف الفلسطينيون بـ «إسرائيل» كدولة لليهود كما انهم تخلوا عن حق العودة إلى دولة «إسرائيل». وتابع قائلا ان «اتفاق سويسرا» هو طفل صغير يصرخ في وجه الحكومة ويقول لها انها تقود الإسرائيليين إلى الكارثة وهو أمر تدل عليه ردود فعلها الغاضبة على الاتفاق مشيرا إلى ان القائد (أي شارون) الذي يأخذ الإسرائيليين إلى الحرب وإلى المزيد من سفك دماء مواطنيه لا يصلح أن يكون زعيما. وأكد ان «اتفاق سويسرا» هو نموذج وليس اتفاقا رسميا بين دولتين، ولكنه مشروع اتفاق دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأشار إلى ان ما يجعل الاتفاق مميزا هو انه يحدد أطر إنهاء النزاع من دون أن يترك أية علامة استفهام بشأن أية مسألة كانت، فكل المسائل قد حلّت ولم يبق لدى أي من الجانبين مطالب إضافية. وأكد في ختام مقالته ان اتفاق سويسرا هو منعطف تاريخي لأنه يجعل الحكومتين الفلسطينية والإسرائيلية قادرتين في حال أرادتا ذلك، أن تدركا بالضبط ما قد يتنازل عنه أي طرف للآخر، وان الحكومة الإسرائيلية بإمكانها أن تطبق الاتفاق غدا صباحا إن أرادت ذلك، والقرار بيد الشعب الإسرائيلي.

ولم يغب عن الصحف العبرية محاولة استطلاع رد الفعل الفلسطيني من الاتفاق فلاحظ داني روبنشتاين في «هآرتس» ان وسائل الإعلام الفلسطينية التي تجاهلت «اتفاق سويسرا» في البداية، بدأت تخصص تغطية شاملة للموضوع. واعتبر روبنشتاين، ان ثمة أسباب كثيرة لذلك وأهمها: أولا: رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، وعدد كبير من وزراء حكومته الاتفاق، ما يعني، من منظور الفلسطينيين، ان الاتفاق قد يكون مفيدا لهم طالما انه يزعج شارون، أو بمعنى آخر إن كان الاتفاق يضر بشارون فإنه بالتأكيد مفيد لهم. ثانيا: لقاء بيلين عبد ربه في القاهرة واجتماعهم بوزير الخارجية المصري أحمد ماهر وبالمستشار الرئاسي أسامة الباز، ما يعني ان المصريين يأخذون «اتفاق سويسرا» على محمل الجد لذلك فإن على الفلسطينيين ألاّ يتجاهلوه. وثالثا: انضمام وزراء فلسطينيين سابقين وبعض أعضاء حركة فتح وما أسماه (التنظيم) إضافة إلى خبراء وأشخاص مقربين من السلطة الفلسطينية، إلى المفاوضات بشأن «اتفاق سويسرا»، ما يعني ان هذا الاتفاق لم يحصل بمبادرات شخصية وخاصة. وخلص روبنشتاين، إلى القول انه بات واضحا ان الرئيس ياسر عرفات، وأبرز مستشاريه يقفون وراء الاتفاق لاسيما بعد أن أعطى عرفات، مباركته العلنية له. وإذ لفت روبنشتاين، إلى ان عرفات، قد يكون لجأ إلى «اتفاق سويسرا» كي يمنع ضربة إسرائيلية عسكرية قد تستهدفه وتستهدف شعبه، اعتبر ان ذلك لا يبطل من شرعية «اتفاق سويسرا» لأن دوافع عرفات، للانخراط في مفاوضات مدريد وتوقيع اتفاق أوسلو فيما بعد هي نفسها دوافعه لإبرام «اتفاق سويسرا». وذكّر في هذا السياق بأن الرئيس المصري الراحل أنور السادات قد وافق على عقد اتفاق سلام مع «إسرائيل» لأنه كان في مأزق، تماما كما كان عرفات قبل اتفاق أوسلو، مؤكدا ان هذه هي قواعد اللعبة السياسية. وختم بالقول انه مهما كانت دوافع عرفات وشعبه لإبرام «اتفاق سويسرا» فإن المهم ان الاتفاق يعزز فرص التوصل إلى تسوية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وكشف عكيفا إلدار في «هآرتس»، ان أعضاء بارزين في فتح (التنظيم) كانوا قد شاركوا في وضع مسودة اتفاق جنيف بدأوا حملة لكسب تأييد لاجئي المخيمات الفلسطينية للوثيقة. ولفت إلى ان أعضاء (التنظيم) المنتمون إلى حركة فتح التابعة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين ان ردة الفعل الفلسطينية على الوثيقة كانت إيجابية بالإجمال

العدد 407 - الجمعة 17 أكتوبر 2003م الموافق 20 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً