دعا رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة إلى تأسيس مركز إسلامي للبحوث والدراسات العلمية والتكنولوجية تساهم فيه الدول الإسلامية كافة و«يكون قاعدة مشتركة لانطلاق الدول الإسلامية نحو آفاق أرحب في المجالات الحيوية». وأكد سموه أنه «لم يعد كافيا أن يتفاخر العالم الإسلامي بإسهاماته العظيمة في حضارة عصر النهضة».
وفي حديثه عن المتغيرات الدولية قال سمو رئيس الوزراء: «يمر العالم اليوم بمفترق خطير ومرحلة حساسة في تاريخ العلاقات الدولية، وهي مرحلة تحمل في طياتها العديد من الجوانب الإيجابية كما الجوانب السلبية، وإننا نرى أن الواقع الدولي يتطلب منا ومن منظمتنا عملا دؤوبا وإسهاما فعالا على طريق تبني سياسات عملية ووضع خطط وبرامج تنفيذية للتعامل مع معطيات العصر وما يحمله من مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية أفرزتها الظروف والمتغيرات الدولية التي يمر بها العالم». وعلى صعيد الاقتصاد والتجارة قال سموه: «إننا ندعو إلى التعاون البناء في هذا المجال من خلال فتح أسواقنا لكي تتسع لشراكة إسلامية حقيقية تواكب معدلات النمو الاقتصادي في الدول المتقدمة، وتضع القواعد الصحيحة للتعامل مع عالم الكيانات الكبرى والمؤسسات العملاقة حتى نضع دولنا الإسلامية على خريطة التدفقات الاستثمارية، والحركة المستمرة لرؤوس الأموال في دوراتها حول الدول النامية».
كوالالمبور - بنا
دعا رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة الى تأسيس مركز اسلامي للبحوث العلمية والتكنولوجية تساهم فيه جميع الدول الاسلامية ويكون قاعدة مشتركة لانطلاق الدول الإسلامية «نحو آفاق ارحب في المجالات الحيوية والمهمة». وأكد أنه «لم يعد كافيا ان يتفاخر العالم الاسلامي باسهاماته العظيمة في حضارة عصر النهضة فقد آن الأوان لان يكون مشاركا في انجازات العالم واكتشافاته من خلال تعبئة الجهود المبعثرة لمؤسساتنا العلمية لخدمة اغراض التنمية الاقتصادية والبشرية في مجتمعاتنا».
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سموه عن مملكة البحرين خلال اليوم الثاني لأعمال الدورة العاشرة لمؤتمر القمة الإسلامي صباح أمس بمركز بوترا جايا للمؤتمرات في ماليزيا. وجاء في كلمة سموه:
انه لمن دواعي سروري واعتزازي ان اشارككم القمة العاشرة لمنظمة المؤتمر الاسلامية وان انقل اليكم جميعا تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية للقمة العربية وتمنيات جلالته لاعمال هذا المؤتمر بالتوفيق والنجاح ولرئيس وزراء ماليزيا داتو سري مهاتير محمد لترؤسه وادارته الحكيمة لاعمال هذه القمة.
كما يسرني كذلك ان اعبر عن بالغ شكرنا وتقديرنا للجهود التي اضطلع بها أمير دولة قطر الشقيقة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيس القمة الاسلامية التاسعة التي استضافتها الدوحة والشكر كذلك موصول للامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي عبدالواحد بلقزيز على الجهود الحثيثة والمساعي الصادقة التي يقوم بها لتعزيز دور هذه المنظمة في خدمة القضايا الاسلامية.
انطلقت الدعوة التاريخية لانشاء هذه المنظمة دفاعا عن المقدسات والحقوق الاسلامية والعربية والفلسطينية. ومنذ العدوان الآثم على المسجد الاقصى العام 1969 وممارسات التعصب الديني والعرقي ضد المقدسات وضد الأرض والسكان تجري كل يوم على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلية والمستوطنين في الاراضي الفلسطينية المحتلة من دون اي اعتبار لارادة المجتمع الدولي ودعوته الصادقة للسلام.
واننا نجتمع اليوم وآمالنا لاتزال معقودة على التوصل الى السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق ويحفظ الأمن والاستقرار في منطقتنا.
واننا من هذا المنبر لندعو المجتمع الدولي وخصوصا الولايات المتحدة الاميركية الى الاستمرار في بذل المزيد من الجهود الصادقة لتنفيذ الالتزامات والاستحقاقات الواردة في خريطة الطريق بما يرفع الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني الذي يناضل من اجل حريته واستقلاله ويضمن حلا عادلا لهذه القضية يتحقق من خلاله السلام في المنطقة ويخرجها من دوامة الصراع والعنف التي تدور فيها.
يجتاز العراق اليوم مرحلة من اصعب مراحل تاريخه المعاصر نتيجة للفراغ السياسي والامني الذي يعيشه شعبه الشقيق، واذا كان المجتمع الدولي والاسلامي مدعوا للتحرك الايجابي لانقاذ العراق كيانا وشعبا فاننا ندعوا كذلك دول التحالف بالعمل على اعادة الأمن والنظام للعراق في اسرع وقت ممكن، ونأمل في هذا المجال ان يأتي تشكيل مجلس الحكم الانتقالي والحكومة الجديدة في العراق خطوة اولى نحو عودة السيادة العراقية ونقل السلطة للشعب العراقي بما يسهم في الحفاظ على وحدة العراق وسلامته الاقليمية وثرواته الطبيعية كما نرجو ايضا ان يسهم ذلك في عودة العراق من جديد عضوا فاعلا في محيطه العربي والاسلامي والمنظومة الدولية.
يمر العالم اليوم بمفترق خطير ومرحلة حساسة في تاريخ العلاقات الدولية وهي مرحلة تحمل في طياتها الكثير من الجوانب الايجابية كما الجوانب السلبية واننا نرى ان الواقع الدولي يتطلب منا ومن منظمتنا عملا دؤوبا واسهاما فعالا على طريق تبني سياسات عملية ووضع خطط وبرامج تنفيذية للتعامل مع معطيات العصر وما يحمله من مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية افرزتها الظروف والمتغيرات الدولية التي يمر بها العالم.
ولا شك ان التعامل مع تلك المعطيات يتطلب منا رؤى واقعية واعية وثاقبة تأخذ في الاعتبار تجارب الماضي لتعالج اوجه النقص والقصور وتتيح لنا مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية بما يجعلنا اكثر قدرة على الاسهام في التحولات الجارية من حولنا وان نكون طرفا فاعلا في تشكيل العالم الجديد وصوغه بما يصون مصالحنا ويدعم آمال شعوبنا في مستقبل افضل.
ومن هذا المنطلق فان المسئولية الملقاة على عاتقنا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الامة تتطلب منا ان ننطلق بقوة نحو تحديث خطابنا بوجه عام، وتطوير مجتمعاتنا وتعميق ممارستنا الديمقراطية واعلاء شأن مؤسساتنا وخصوصا العلمية والبحثية منها.
فعلى صعيد الاقتصاد والتجارة، فاننا ندعو الى التعاون البناء في هذا المجال من خلال فتح اسواقنا لكي تتسع لشراكة اسلامية حقيقية تواكب معدلات النمو الاقتصادي في الدول المتقدمة، وتضع القواعد الصحيحة للتعامل مع عالم الكيانات الكبرى والمؤسسات العملاقة حتى نضع دولنا الاسلامية على خريطة التدفقات الاستثمارية، والحركة المستمرة لرؤوس الاموال في دوراتها حول الدول النامية.
ان التحديات الدولية المعاصرة تتطلب منا الى جانب التعاون في شتى المجالات توحيد كلمتنا وحشد امكاناتنا جميعا لتأكيد حقائق الاسلام ونقاء جوهره الحضاري الذي يدعو الى الحوار والتسامح والتفاهم مع جميع الديانات والثقافات وهو ما حرصت عليه مملكة البحرين من خلال عقدها مؤتمر عن الحوار الاسلامي المسيحي في اكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي وآخر للتقريب بين المذاهب الاسلامية في سبتمبر/أيلول من العام الجاري.
وفي اطار هذه الدعوة للحوار والتقارب بين الثقافات فإننا نؤكد الدور المهم الذي يجب ان يضطلع به الاعلام الاسلامي المستنير في هذه المرحلة في تعريف العالم بحقيقة الاسلام وجوهره الانساني الرافض للعنف والارهاب وتصحيح الافكار المغلوطة التي يرددها البعض مستهدفين تشويه صورة الاسلام وهدم الجسور بين الشعوب وتعميق الهوة بين الحضارت والثقافات، ومن هذا المنطلق فإننا ندين بشدة تلك الحملات المغرضة والمتحيزة وغير المبررة ضد الاسلام والدول الاسلامية وخصوصا المملكة العربية السعودية مهد الاسلام وقبلة المسلمين جميعا وما احوج المسلمين اليوم اكثر من اي وقت مضى لتطوير خطابهم الديني على وجه الخصوص ونبذهم لتلك الممارسات السلبية التي يرتكبها البعض وتلقي بظلالها على صورة الاسلام والمسلمين وتتيح للمتربصين بهم الفرصة لتشويه صورتهم واننا لنأمل ان تضع منظمة المؤتمر الاسلامي الآليات المناسبة لتنفيذ هذه المطالب الضرورية والمهمة.
ان التعامل مع معطيات العصر ومتغيراته بمنهجية عملية وواقعية يتطلب منا كذلك مراجعة شاملة لجميع المواثيق والهياكل التي تتواءم مع تلك المتغيرات، وفي هذا الخصوص فإننا نعتقد بضرورة تطوير آليات العمل بمنظمة المؤتمر الاسلامي ومراجعة فلسفتها واستراتيجياتها وخططها وبرامجها حتى يمكنها التعامل مع القضايا المعاصرة بأدوات وهياكل قوية وفاعلة تحقق لها ولدولها قوة التأثير في القرن الحادي والعشرين.
وفي هذا الاطار فإننا لنرحب بالتوجه الاصلاحي المطروح الآن داخل منظمة المؤتمر الاسلامية مؤكدين على ضرورة ان تكون عملية الاصلاح مستديمة ومتواصلة سعيا دائما نحو الأفضل من اجل ريادة فعالية المنظمة في مواجهة تحديات العصر التي لا حدود لها.
وان مملكة البحرين لعلى ثقة في قدرة منظمة المؤتمر الاسلامية على مواصلة مسيرتها على النحو الذي يحقق طموحات شعوبنا في التنمية والتقدم والسلام وان قمتنا هذه في ظل ترؤس ماليزيا التي تعد نموذجا متميزا للدولة الاسلامية الحديثة والعصرية وبتعاوننا جميعا ستحقق بإذن الله تعالى انجازات مهمة لدولنا وشعوبنا.
التقى رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة مساء أمس في مقر إقامة سموه بفندق شيراتون امبريال في ماليزيا بصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني بالمملكة العربية السعودية الامير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بحضور الوفدين المرافقين لسموهما وقد نقل صاحب السمو رئيس الوزراء تحيات عاهل البلاد المفدى إلى اخيه خادم الحرمين الشريفين عاهل المملكة العربية السعودية والى القيادة السعودية فيما ابلغ صاحب السمو الملكي الامير عبدالله صاحب السمو رئيس الوزراء اطيب تحيات القيادة السعودية إلى البحرين ملكا وحكومة وشعبا. وأشاد سمو رئيس الوزراء بعمق العلاقات التاريخية التي تربط بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة والتي توارثها الآباء عن الاجداد منوها سموه بصلات التواد والتراحم بين شعبي البلدين.
واجتمع سموه مع وزيرة شئون الشباب والاسرة الماليزية شهرزاد عبدالجليل والوفد المرافق وذلك للسلام على سموه بمناسبة زيارته لماليزيا للمشاركة في اعمال القمة الاسلامية العاشرة.
واجتمع سموه كذلك مع نائب رئيس وزراء ماليزيا عبدالله احمد بدوي إذ اعرب سموه عن شكره وتقديره لكرم الضيافة والوفادة التي قوبل بها والوفد المرافق منذ وصوله الى ماليزيا مثنيا على ما وفرته ماليزيا من تسهيلات وترتيبات جيدة لمؤتمر القمة الاسلامي العاشر للخروج بقرارت بناءه لخدمة العالم الاسلامي.
والتقى سموه أيضا مع رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق قدومي إذ بحث سموه أهم الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة وخصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وما يعانيه الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الاسرائيلي.
وفي هذا الصدد اطلع فاروق قدومي صاحب السمو رئيس الوزراء على خريطة توضح الانتهاكات التي تتعرض لها الاراضي المحتلة على ايدي سلطات الاحتلال.
والتقى سمو رئيس الوزراء مع رئيس وزراء جمهورية مصر العربية عاطف عبيد إذ نقل الى سموه تحيات الرئيس المصري محمد حسني مبارك وتمنياته للبحرين ملكا وحكومة وشعبا مزيدا من الازدهار والرخاء.
واجتمع سمو رئيس الوزراء برئيس جمهورية البوسنة والهرسك سليمان تهيج وتم خلال المقابلة تبادل الاحاديث الودية كما تطرق الحديث خلال اللقاء إلى العلاقات بين البلدين وعدد من القضايا المطروحة على القمة الاسلامية كما تم تبادل وجهات النظر حول آخر التطورات والمستجدات على الساحة الدولية اضافة الى عدد من المسائل ذات موضع الاهتمام المشترك. حضر المقابلة الوفد المرافق لسمو رئيس الوزراء.
واجتمع رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة في مركز بوترا جايا للمؤتمرات بماليزيا مساء أمس مع رئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية محمد خاتمي، إذ نقل سمو رئيس الوزراء إليه اطيب تحيات عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وتمنيات جلالته لايران اطراد التقدم والتطور...
وجرى خلال اللقاء تبادل الآراء حول القضايا التي طرحت على جدول اعمال القمة الاسلامية العاشرة واهمها القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما تم استعراض العلاقات الثنائية الطيبة التي تربط بين البلدين الصديقين والسبل الكفيلة لتعزيز آليات التعاون بينهما، مشيدا سموه بما وصلت اليه العلاقات البحرينية الايرانية من تطور ونماء على جميع الاصعدة وخصوصا الاقتصادية والتجارية والاستثمار. كما تم تبادل وجهات النظر حول التطورات الراهنة في المنطقة والقضايا التي تهم العالم الاسلامي، مشيدا سموه بدور ايران في خدمة قضايا الامة الاسلامية.
وابلغ الرئيس الايراني رئيس الوزراء بنقل تحياته الى جلالة الملك المفدى وتمنياته للبحرين مزيدا من الرفعة والرقي.
من جانبه أكد فخامة الرئيس محمد خاتمي تطلع بلاده لمزيد من التعاون مع مملكة البحرين وتفعيل الاتفاقات الاقتصادية الموقعة بينهما مشيدا بما حققته البحرين من نهضة حضارية وتنموية في جميع المجالات وبما تشهده من اصلاحات دستورية وسياسية واقتصادية وترسيخ مبادئ الديمقراطية. حضر اللقاء الوفدان المرافقان لسمو رئيس الوزراء وفخامة الرئيس الايراني
العدد 407 - الجمعة 17 أكتوبر 2003م الموافق 20 شعبان 1424هـ