تحدث مرزوق مع أحد أصدقائه فيما إذا كان هناك مشروع ما يستحق أن تعمل على تطويره «جمعية من لا برج لهم»، وكان صديقه واضحا وسريعا: نحن بحاجة إلى مشروع إسكاني...

مرزوق: لماذا نحن بحاجة الى مشروع إسكاني؟ ألا يكفي ما لدى الدولة من مشروعات؟

صديق مرزوق: أي مشروع تقصد؟

مرزوق: قروض من بنك الإسكان، أرض من الإسكان... إلخ.

صديق مرزوق: القروض اختفت ولم نسمع عنها العام الماضي، ولم نسمع عنها هذا العام... ثم إن أكثر قرض تحصل عليه هو 40 ألف دينار (زايد قاصر)... وهذا إذا كان معاشك مثل معاش الأجانب في البلد (يعني 800 دينار وما فوق)...

مرزوق: وماذا يمكن أن توفر لك 40 ألف دينار؟

صديق مرزوق: اسأل روحك... أسعار السكن زادت منذ العام الماضي قرابة 40 - 50 في المئة، وأسعار الأراضي ازدادت 80 في المئة في كثير من الأحيان، وهذا يعني أن أربعين ألفا كانت توفر لك سكنا، أما الآن فتوفر لك نصف سكن...

مرزوق: ماذا تقصد بنصف سكن؟

صديق مرزوق: نصف سكن يعني أن تشتري أرضا بـ 35 ألف دينار، ثم تبني الأساس بخمسة آلاف، ثم تبني غرفة أو غرفتين ولا تدفع أي شيء للذي يبني لك الغرفتين لأن القرض (هذا إذا حصلت عليه) انتهى...

مرزوق: وما أسباب الزيادة في الأسعار؟

صديق مرزوق: الأسباب التي تذكر كثيرة ولا ندري إذا كانت كلها أو بعضها صحيحة...

مرزوق: مثل ماذا؟

صديق مرزوق: سمح لإخواننا الخليجيين بشراء العقارات فزاد الطلب، خلَّص الرمل فزادت أسعار مواد البناء، تم تجنيس أناس كثيرين وعدد من هؤلاء لديه مال فقاموا بالدخول في تجارة العقار...

مرزوق: تجارة العقار... كيف؟

صديق مرزوق:الحين عندنا بحرينيين ما يتكلمون عربي ولديهم عقارات الدنيا يبيعون ويشترون، وهناك طبقة غنية من البحرينيين مستعدة لأن تدفع كل ما يطلبه سماسرة العقار...

مرزوق: وماذا عن الذين لا برج لهم...؟

صديق مرزوق: أقترح تغيير الاسم الى جمعية من لا سكن لهم، فقريبا سيكون من المستحيل على أي منهم اقتناء أي عقار...

مرزوق: وماذا عن المدينة الشمالية؟

صديق مرزوق: اصبر سنوات وإذا اكتملت لا ندري من الذي سيسكنها... إذا كان من لديه المال فهم نفسهم (قرابة عشرة في المئة من الشعب) الذين سيشترونها بالجملة ومن ثم يبيعونها على من لا سكن لهم مقابل أن يرهنوا حياتهم...

مرزوق: هذا مثل أيام الغوص... عندما كان المرء يتمنى الموت في كل رحلة غوص يقوم بها لأنه لا يستطيع تسديد ديونه ولو بعد مئة سنة من عمله...

صديق مرزوق: احنا أولاد الغواصين... ونصيبنا من نصيبهم، ويمكن نسكن تحت الماء