العدد 406 - الخميس 16 أكتوبر 2003م الموافق 19 شعبان 1424هـ

سياسة عمياء

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

إن حادثة مقتل ثلاثة أميركيين أمس الاول في قطاع غزة لهي تحذير جديد من قبل عناصر فلسطينية مستاءة من سياسة واشنطن ازاء قضيتها الازلية في حق تقرير مصير وطنهم المغتصب.

هذه العناصر الفلسطينية ليست بقليلة وهي كغيرها من شعوب المنطقة العربية لاتزال تمقت سياسة واشنطن المنحازة على الدوام إلى «إسرائيل» بل والداعمة بصورة علنية لمواقف رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون المعروفة بدمويتها وبقمعها لأي شكل من اشكال السلام مع شعب فلسطين المنبوذ.

ويبدو أن انفجار قنبلة على جانب الطريق في قافلة دبلوماسية أميركية في غزة صرخة مقبلة من الفلسطينيين لواشنطن التي تتجاهل وجودهم وتمول الآلة العسكرية الاسرائيلية بهدف اسكات صوتهم، فبدلا من وضع حد لهذا الوضع المتردي وايجاد حل لصراع طويل استنزف الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي... نرى واشنطن تمد يد العون لسياسة تل ابيب فقط لا للفلسطينيين كما تدعي.

وكنتيجة طبيعية نجد ان كلا الطرفين يتعصب لابنائه وجماعته... ويبدو ذلك جليا مما تبثه وسائل الاعلام سواء عربية كانت أم غربية.

فاذا أرادت واشنطن حقا ان تلعب دورا وسيطا للسلام كما تدعي في تصريحاتها الاعلامية فعليها ان تدرك تماما ان ثمة تنازلات لابد ان تطلقها كغلق ملف مصالحها مع اللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة وبدلا من تقديم التعازي للاسرائيليين وجماعاتهم الممتدة الى الولايات المتحدة... عليها ان تفعل الشيء نفسه مع الجانب العربي الذي لايزال ينظر من قبلها باستخفاف واضح، فبدلا من اطلاق تصريحات تحت مسمى «الارهاب» واعطاء اعذار وحجج واهية للشعب الاميركي عما يدور داخل الاراضي الفلسطينية واسباب الغضب المتنامي ازاء سياسة واشنطن الخارجية الى منطقة الشرق الاوسط فعلى الساسة الاميركان قول الحقيقة بدلا من تضليلها جميع هذه العناصر التي تدفع الى القول انه كلما تمادى الرئيس الاميركي جورج بوش في اطلاق تصريحات صبيانية ضد الشعوب العربية فان وجود الاميركيين في المنطقة ورعاياهم يشكل خطرا لهم... قد يكون الوضع مختلفا في دولة أو دولتين عربيتين من المنطقة لهذا فقد حان الوقت لواشنطن ان تعي تماما ان الغضب والكره المتنامي في المنطقة العربية ليس نابعا عن عبث أو تهليل لشعارات رنانة ضد العم سام الا ان الواقع يقول انه في حال استمرار واشنطن في سياستها المنحازة لاسرائيل على هذا الحال فإن الخطر لن يصيب الاميركان الموجودين داخل فلسطين المحتلة بل قد ينتقل الاذى الى خارج الحدود في ظل تخاذل الانظمة العربية وتمادي سياسة واشنطن العمياء تجاه شعوب المنطقة... فمتى يعطى الحق لاصحابه؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 406 - الخميس 16 أكتوبر 2003م الموافق 19 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً