تحدث الفنان والكاتب إبراهيم حبيب في أمسية بالملتقى الثقافي الأهلي عن أحد المطربين الشعبيين الذين كانوا روادا في الطرب الشعبي فيما بين العشرينات والأربعينات هو الفنان ضاحي بن وليد وقدمه شاعر المديح النبطي المعروف مبارك العماري.
إبراهيم وهو يقدم ضاحي للجمهور تردد كثيرا وتلعثم في حديثه وهو يحاول كشف بعض الحقائق عنه. وذكر حكاية طويلة عريضة عن كيفية تحول ضاحي إلى فنان كبير بعد أن كان مجرد (مروس) في فرقة مطرب البحرين الأول الشيخ محمد بن فارس آل خليفة إذ وقعت قطيعة بينهما، ولم يتصالحا إلا في مراحل متأخرة لأنه اكتشف عن طريق المصادفة أن ضاحي مطرب منافس له.
المهم أن هذا الفنان الكبير الذي حظي بجمهور واسع لتواضعه ونزوله للغناء حتى في ساحات الطرب مع البسطاء لم يعمر طويلا إذ توفي وعمره 39 سنة فكانت حياته سلسلة من العذابات والآلام. وحاول مدير الندوة أو المحاضر مبارك العماري - الذي أصبح يختار من يريدهم أن يشاركوا في المداخلة ومن لا يريدهم كأروع ما تكون الديمقراطية العربية - إبداء بعض الملاحظات عمّا ذكره المحاضر ووافق على صحة ما أورده من حقائق إلا أنه اعترض على تسلسل تواريخها وهو حجة في الموضوع.
إن تردّد إبراهيم حبيب في كشف الحقائق حين كان يضع رجلا للأمام وأخرى للوراء كان خوفا من المساءلة حتى لا يصبح هو الآخر ضحية مثل ضاحي بن وليد.
فإذا كان في القرن الحادي والعشرين يقوم مجرد مسئول في وزارته باضطهاد مئات الناس إمّا بإقصائهم عن العمل أو منع المؤسسات المختلفة بضمها، فما الذي يجعلنا نستنكر أن يكون ما قاله عن ضاحي بن وليد غير منطقي؟
العدد 405 - الأربعاء 15 أكتوبر 2003م الموافق 18 شعبان 1424هـ