العدد 403 - الإثنين 13 أكتوبر 2003م الموافق 16 شعبان 1424هـ

الشطح في نوبل والنطح

غسان الشهابي comments [at] alwasatnews.com

لم توفر المحامية الإيرانية الفائزة أخيرا بجائزة نوبل للسلام بضعة أيام تفصلها عن منحها الجائزة، فسارعت لرد الجميل لهذا المنح بقولها انها ستسعى إلى فك أسر الطيار الإسرائيلي رون أراد الذي فقد في الأراضي اللبنانية، وانها ستدعم عودته إلى أهله من البوابة الإيرانية، وذلك في مقابلة أجرتها معها صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية لتضع عبادي على المحك.

من بين الكثير من فروع جائزة نوبل، نهتم نحن العرب بجائزتين، هما جائزة الآداب والسلام، ربما لأنهما لا تحتاجان إلى المعامل المتطورة، ولا الجامعات المبهرة، وهذا أيضا ما تفهمه لجنة الجائزة، إذ انها دأبت في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية على تسييس هذه الجائزة بشكل فاقع جدا لا مراء فيه، فكانت حتى نهاية الثمانينات، لا تتوانى عن منح المنشقين عن المعسكر الاشتراكي، هذه الجوائز عاما بعد الآخر، وإن كان المنشق آتيا من فم هذا المعكسر وعرينه (الاتحاد السوفياتي سابقا) فإن الجائزة هنا أوقع وأكثر صدى، وهناك أبحاث كثيفة تقول بأن الكثيرين ممن منحوا هذه الجائزة لا يستحقونها أساسا، وفي مرحلة ما بعد الحرب الباردة صار التوجه في مصب آخر، فيتم البحث اليوم عن منشق أو معارض في دول معينة، أفغانستان في ظل نظام طالبان، كوريا الشمالية، سورية، إيران، وربما دول عربية أخرى، كالمملكة العربية السعودية، ما دامت تتحمل اليوم عبئا لا بأس به من هجمة أميركا على المنطقة.

ربما ضيع أدونيس الفرصة على نفسه لنيل هذه الجائزة أكثر من مرة، لأنه لم يعلن صراحة معارضته للنظام السوري ومهاجمته لهذا النظام، وربما الفرصة ستكون سانحة لعدد من مواطني هذه الدول، المغضوب أميركيا على أنظمتها، وممن يسيل لعابهم لمليون دولار هي جائزة نوبل للسلام، ليجهزوا ملفاتهم وأدوات هجومهم على أنظمتهم، وستكون جائزة السنة المقبلة لأكثرهم شراسة

إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"

العدد 403 - الإثنين 13 أكتوبر 2003م الموافق 16 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً