قبل فترة وجيزة خرجت علينا وزارة التربية وعبر الصحافة بأسماء من تم تعيينهم مديرين مساعدين إلى المدارس البحرينية... الاسماء والتعيينات كانت فاقعة اللون ولا تحتاج إلى عمق ذكاء لالتقاط مواقع الخلل في توزيع حصص التعيينات. ولعل الصورة تكون أكثر وضوحا للأشخاص المتتبعين لسياسة وزارة التربية وكيف يتم توزيع الغنائم فيها سواء كانت الغنائم التدريسية او الادارية او على مستوى الكادر الوظيفي. فالمعيارية زئبقية مطاطية.
قبل اشهر كنت قد ناقشت الوزارة عبر سلسلة مقالات في كثير من القضايا التي كانت عالقة مع الوزارة وبعض موضوعات الخلل، وتطرقت الى قصة مدرس تحول وبقدرة قادر من مدرس عادي - وبقفزة دراماتيكية - إلى اختصاصي مناهج كما جاءت الشكوى الينا في الصحافة، ولكن الوزارة آثرت الصمت ولم ترد لا بالسلب ولا بالإيجاب. وكان محور الحديث في أكثر المقالات يدور عن «اجنبة الوظائف» خصوصا في قسم التقنيات بالوزارة، وعن تكدس عدد كبير من الخريجات في التخصصات المتنوعة، وعن التوزيعات التي تمت بما يتعلق بتخصص الادارة المكتبية من سكرتيرات وفنيات بيانات و... إذ تم توزيعها على عدد - البعض منهم او منهن - لا يمتلك الا شهادة ثانوية في حين توجد اعداد من الخريجات والخريجين يمتلكون شهادات جامعية وبإمكانهم ان يسدوا هذه الوظائف الا ان الوزارة آثرت ان تسير بالملف وعلى طريقتها الخاصة.
هلامية وزئبقية المعيارية هي اساس مشكلات بعض وزاراتنا التي منها وزارة التربية.
بالأمس القريب تم تقديم مدرس عربي إلى القضاء استطاع ان يخدع وزارة التربية 10 سنوات إذ كان يدرس اللغة الانجليزية بشهادة مزورة وكان يتقوى على المادة والغش عبر دروس يأخذها من معاهد تعليم اللغة ذاتها. ولم يحاسب اي اداري في الوزارة عن السر في وقوع هذه المشكلة من مديري التوظيف او غيرهم.
وقبل ثلاثة اسابيع او يزيد عرض في الصحافة المحلية عن شكوى تقدم بها مجموعة من اولياء الأمور لمدرسة في الرفاع عن تدني مستوى ابنائهم في اللغة ذاتها بسبب مشابه لما وقع في القصة الأولى. ولم نر تعليقا موضوعيا في ذلك. ويبقى السؤال: من المسئول عن توظيف هؤلاء؟ ومن سيعوض أبناءنا بعد ضياع 10 سنوات من تعلمهم اللغة الانجليزية لمعلم هو لا يفقهها. في كل هذه الثغرات الوزارة بحاجة الى مزيد من الشفافية ووضع النقاط على الحروف حتى تكسب ثقة الشارع البحريني وثقة المعلمين. أمس الاثنين طرح في الصحافة المحلية «ان وزارة التربية اعتمدت ترقيات المعلمين الأوائل لمختلف المراحل الدراسية والبالغ عددهم هذه السنة 236 معلما ومعلمة» الخبر جميل جدا ولكن ما يطمح فيه الجميع هو الآتي:
1- نشر الاسماء كاملة وهذا هو المتوقع مع طرح معيارية الترقيات.
2- الجميع يأمل أن تكون الترقيات افضل من السابق وان تكون بعيدة عن اية محسوبية او معيارية هلامية. وكثيرون يسألون هل سيكون هناك حظ لمدرسي اللغة الانجليزية ايضا وتحل اشكاليتهم قبل ان تناقش في الصحافة والبرلمان؟
3- نتمنى اتساع صدر الوزارة للجنة المراقبة التي سترصد الاسماء متعاونة مع الصحافة والبرلمان لمناقشة كل ملفات الترقيات والتعيينات التي تمت وخصوصا هذا العام، وملف تعيين المديرين مازال في طور الاكتمال، ليناقش مع الوزارة بكل شفافية
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 403 - الإثنين 13 أكتوبر 2003م الموافق 16 شعبان 1424هـ