أعتقد أن كل الأجواء مناسبة لتحقيق اقتراح الشيخ محمدعلي التسخيري في تشجيع صلوات الجماعة بين السنة والشيعة معا.
كما أعتقد أنه اقتراح لو تم تحقيقه فسيزيد من تلاحم الطائفتين المسلمتين، لا لأن دستورهما مختلف ولا لأنهما مختلفتان في قضايا جوهرية بل لأن الخلاف بدأ سياسيا واستمر حتى يومنا الحاضر بسبب تغذيته من خلال من له مصلحة في تمزيق المسلمين. وأعتقد أن كل عقلاء القوم وكل المشايخ والعلماء الذين يريدون الخير لهذه الأمة يدركون أن الإسلام مستهدفويؤمنون بضرورة ألا يترك أي مجال لإبقاء هذا الخلاف مستمرا. كما أظن أن مؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية الذي أقيم حديثا في مملكة البحرين وشارك فيه نخبة من العلماء الأجلاء قد اتفق المشاركون فيه على ضرورة عمل كل شيء ينهي الخلاف أو على الأقل يقلص المسافة السابقة بينهم لأنهم يدركون أن أي تهديد يصيب كل أصحاب العمائم سوداء كانت أم بيضاء أئمة كانوا أم مأمومين، فالمقاس الأميركي والإسرائيلي الجديد أعمى بحيث لا يفرق بين مسلم ومسلم وبين مسلم غير عربي ومسلم عربي وبين مواطني جاكرتا وكوالالمبور وطهران ومواطني القاهرة ومكة ودمشق، فإن كانت هناك حسنة في هذا المعيار فهي الإنصاف في عملية التوحيد بينهم.
وفي اعتقادي مرة أخرى أن اقتراح الشيخ محمدعلي التسخيري - الذي شارك في الندوة التي نظمها الشيخ حميد المبارك في بيت القرآن - بالبدء بخطوة الصلاة الجماعية يقرب بين أصحاب المذاهب بشكل كبير للغاية. ويمكن الاستدلال على منطقية الفكرة بذلك التقارب الموجود بين الطائفتين في المحرق، لأن الطائفتين عاشتا معا وكبر أطفالهما معا وذهبوا إلى المدارس معا وتحدثوا لهجة واحدة معا وتعاونوا في السراء والضراء معا، ولهذا أجد خطوة الصلاة معا اقتراح بالغ الروعة.
ماذا يعني أن يقف مصلٍّ مسبلا يديه أو ضامّا لهما إلى صدره؟ ما الذي يزعج كل مصلٍّ حين يجد الآخر يصلي على طريقته ولكنهما جنبا إلى جنب، راصّين صفوفهم كأقوى ما يكون من رصّ الصفوف بين المسلمين. فلتبدأ الطائفتان من دون حساسية الصلاة معا كيفما يتسنى لهما، وكل من يفتي من العلماء بغير ذلك في ظني أنه يريد فرض الخلاف إما جهلا أو خدمة لجهات أجنبية
العدد 402 - الأحد 12 أكتوبر 2003م الموافق 15 شعبان 1424هـ