العدد 401 - السبت 11 أكتوبر 2003م الموافق 14 شعبان 1424هـ

المواطن «الأصيل»

عبدالله العباسي comments [at] alwasatnews.com

في جلسة ضمت مجموعة من المثقفين بينهم أحد الإخوة الوزراء دار حوار تناول عبارة «المواطن الأصيل» من غير الأصيل، واستنكر استخدام كلمة «الأصيل» على اعتبار أن المواطنين كلهم سواء ولا فرق بين هذا وذاك مادام يحمل هوية هذا البلد وضرب مثلا بما يجري في أوروبا، فقد رأى أن اتهام أي إنسان بأنه غير أصيل حتى لو كان قد حصل على هويته حسب القانون بعد مضي بضع سنوات على أرضها فقد يرفع عليك قضية أمام المحاكم ويكسبها.

صحيح أن اختلاف الرأي لا يخلف للود قضية لكن اختلافي معه يأتي من حيث النظر إلى عطاء كل مواطن، وشجاعة كل مواطن، وإحساس كل مواطن بمدى الانتماء لهذا الوطن.

فهل يمكن أن تعتبر المواطن أصيلا إذا كان لا يحس بوطنه ولا يهرع للدفاع عنه وقت الخطر، وليس لديه أية مشاركة إيجابية في الجمعيات السياسية أو يكلف نفسه أثناء الانتخابات مجرد الوصول إلى مركزه للإدلاء بصوته؟

هل نعتبر المواطن أصيلا ذلك الذي حصل على الهوية حديثا ويصر أن يكون مواطنا سلبيا فلا يشارك بفعالية فكرية بمجرد الحضور ويقف إلى جانب حتى أخطاء النظام وحين تسأله: لمَ تفعل ذلك وأنت اليوم مواطن تحمل هوية هذا الوطن؟ يكون جوابه: أنا لا أود أن أورط نفسي ولا دخل لي بهذه الموضوعات؟

هنا تتضح الصورة جيدا. فالمواطن الذي يعتبر نفسه مواطنا أصيلا هو ذلك الإنسان الذي لا يخاف سحب هويته لأنه ليس من حق أي نظام سحب هذه الهوية على المزاج ويصر على المشاركة في كل عمل إيجابي يخدم الوطن لأنه لا يخاف اللوم أو المحاسبة.

أود لو أسأل الصديق الذي استنكر عليّ كلمة (الأصيل) التي استخدمتها في عمود سابق... أي المُواطِنَيْن أكثر أصالة: المواطن الذي يضيع عمره في بارات الفنادق أم ذلك الذي إذا كان أكاديميا أو باحثا غذى المكتبات كل بضعة شهور بدراسة جادة أو بكتاب قيم يفيد الوطن ويرفع من مقامه أم ذلك الذي قد يكون من قبيلة بني فلان أو بني علان ولا تجده يوما يشارك في أية فعالية ثقافية أو فكرية أو جمعية سياسية بل يضيع عمره في شراء السيارات الفارهة على حساب والده وشغله الشاغل هو مغازلة البنات والرقص في الأماسي في الفنادق؟

سؤال أخير: هل يعتبر الوزير الصديق مواطنين أصلاء أولئك الذين رموا بجوازاتهم وعادوا إلى بلادهم بعد أن وقفت بلادهم التي أتوا منها مع العراق ضد الكويت؟

العدد 401 - السبت 11 أكتوبر 2003م الموافق 14 شعبان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً