أرجو أن يوفق الله القائمين على سباقات «الفورمولا 1» ويحقق طموحهم بأن ينجحوا في تحقيق ما روّجوا عنها بأن مئات الملايين التي صرفت على هذه الرياضة وبذلت حكومة البحرين كل طاقاتها ووساطاتها لتكون من نصيبها في اعتبار أنها تحقق أكثر من هدف، أولها رفع راية البحرين خفاقة بين الأمم وتكون الدولة الشرق أوسطية الأولى التي تحظى بشرف استضافتها الدائمة لها وثانيها أنها تحقق أرباحا إن صح ما ورد في العدد الخاص الذي أصدرته «المؤسسة العامة للشباب والرياضة» من إتاحة فرص العمل لمئات البحرينيين إضافة إلى المدخول الكبير الذي يدخل الخزنة البحرينية من جراء حضور آلاف السياح إلى بلادنا من الأثرياء الذين يعشقون هذه السباقات فيذهبون خلفها أينما أقيمت و«ما يهمهم شي».
كم يتمنى المرء أن يجد كل هذه الأهداف تتحقق، وخصوصا لأن هذه السباقات لا تقام إلا في دول ذات كثافة سكانية وتكون شبه دائمة بحيث لا يقل إشغالها طوال العام أقل من 150 يوما في السنة.
ولأنني لست خبيرا في هذه «الفورمولا 1» وغيرها من «الفورمولات» ولا يمكنني الاجتهاد فيها لهذا أتمنى أن يحقق القائمون عليها كل ما يصبون إليه وكل ما نشروه في الكتيب الخاص بالدعاية لها ولتكلل جهود ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بالنجاح.
الذي لفت نظري في سباقات «الفورمولا 1» بالنسبة إلى بلادنا وأستطيع الاجتهاد فيه لأنني شاهد على عصره هو أن التسهيلات التي تقدمها إدارة الهجرة والجوازات لزوار البحرين وسياحنا الذين يشرفنا حضورهم لمشاهدة هذه السباقات. هذا يعني أننا دخلنا فعلا مرحلة جديدة من حياة بلادنا، فقد مرت البحرين خلال عقود العسر التي طغى فيها صوت قانون أمن الدولة وسيفه وسادت حال من الشك والرعب حتى أن الطير لو يمر فوق سماء البحرين لكان بحاجة إلى تأشيرة ودراسة وسين وجيم «من أين أتى؟ ولماذا أتى؟ وماذا يريد؟» حتى دخول أي أجنبي البحرين كان أمرا يثير الريبة، ما جعل حتى الأثرياء والمستثمرين يفضلون بلدا لا تسوده حال شك مَرَضيّة فتوجهوا لدول خليجية مفتوحة مع وجود أمن واستقرار سياسي فيها.
إن عقدة الخوف والشك كانت من بين الأسباب التي وقفت في وجه التنمية، ولهذا فإن هذه التسهيلات أرجو أن تستمر ولا تكون وقفا على فترة محددة
العدد 400 - الجمعة 10 أكتوبر 2003م الموافق 13 شعبان 1424هـ