تشتهر هذه العبارة في الانتخابات الأميركية وتعني بأن أهم أمر عند الناخب هو الوضع الاقتصادي من دون المسائل الأخرى. سمعت هذه الجملة أو الحكمة أول مرة أثناء انتخابات العام 1992 عندما كان بيل كلينتون المرشح الديمقراطي آنذاك ينافس الرئيس جورج بوش الأب في الانتخابات الرئاسية. اذ كان الرئيس بوش يعتقد بأن حرب تحرير الكويت ستمنحه ثقة الناخبين. الى أن جاءت نتائج الانتخابات مخيبة لآمال بوش لسبب بسيط وهو أن الناخب الأميركي تهمه الأوضاع الاقتصادية الداخلية وليست السياسة الخارجية. ونجح كلينتون في استغلال وجود بعض الاحصاءات السيئة للادعاء بأن بوش كان يهتم بالقضايا العالمية على حساب التحديات الاقتصادية داخل الولايات المتحدة.
ما يدفعني لهذا الكلام هو عدم اكتراث بعض الكتاب للتأثيرات السلبية المحتملة لبعض كتاباتهم وتحليلاتهم على التطورات الاقتصادية في البلاد. لاحظت هذا بالخصوص في ردود فعل بعض أصحاب الأقلام لجريمة الاعتداء على عربة تابعة للشرطة في منطقة سترة قبل أكثر من اسبوع. طبعا من الخطأ أن نسمح لحادث سترة أن يؤثر سلبا على سمعة البحرين على الصعيد الدولي خصوصا وأن الحكومة ترغب في استقطاب الاستثمارات الأجنبية فضلا عن تسويق سباق الفورمولا 1 ومشروعات حيوية في القطاعين السياحي والمالي وأخيرا وليس آخرا قرار الحكومة بالسماح للأجانب بتملك العقارات في أجزاء محددة من البلاد.
شد انتباهي في الإطار مقال عبيدلي العبيدلي في صحيفة «الوسط» بتاريخ 5 أكتوبر/تشرين الأول عن ملاحظته بشأن المنتدى الأميركي - العربي والذي عقد اخيرا في مدينة ديترويت بولاية ميتشيجان. أشار العبيدلي الى أن امارة تمكنت من فرض نفسها في المؤتمر كنقطة رئيسية لجذب الاستثمارات في المنطقة كما أعلن عن أخوة مدينتي دبي وديترويت. الغريب في الأمر هو أن البحرين ولسيت دبي كانت راعيا رئيسيا للمؤتمر. وينتهي الكاتب الى نتيجة مفادها أن دبي «تمتلك نظرة مستقبلية وتضع الاقتصاد والمال أمام الساسة والأمور الأخرى».
تثبث تجارب دول أخرى أن تدهور الأوضاع الاقتصادية ربما تؤدي في نهاية المطاف الى نتائج مدمرة. حدث هذا في اندونيسيا اذ أدت الأزمة المالية التي عصفت بآسيا الى فقد الحكومة المركزية سيطرتها على اقليم تيمور الشرقية نظرا لضعف الجبهة الداخلية نتيجة تردي الحال الاقتصادية. على ضوء ما تقدم المطلوب تحديد الأولويات وأعتقد بأنه يجب أن يحتل الاقتصاد أعلى السلم لما لذلك من تأثير على الحياة اليومية للفرد البحريني
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 400 - الجمعة 10 أكتوبر 2003م الموافق 13 شعبان 1424هـ