اختلافي مع الكاتبة الصحافية سوسن الشاعر هو في نقطة جوهرية ألا وهي كيف نتعاطى مع الحدث بحرفية بالغة وبدقة علمية من دون ان نتورط في خلط اوراق الحدث بأفكار مسبقة جاهزة على الرف. فعند وقوع حادث الخميس في سترة وقبل معرفة من وراء هذا الحادث هل هو عرضي أم مدبر، وقبل ان يقدم حتى رجال الأمن على اعتقال أو استجواب اي فرد بدأت الكتابات تخرج بطريقة لا تحتاج إلى عمق ذكاء في محاولتها تلبيس الطائفة الشيعية برمتها بهذا الحدث من كتابات متنوعة. ولا اعتقد ان الزميلة سوسن لم تقرأ مثل هذه الكتابات المتنوعة أو انها لم تسمع اذاعة البحرين وكيف كانت المداخلات والملف بكامله مستجمعا ومحفوظا ليصبح رقما في يوم من الأيام يعرض لكشف بعض تناقضاتنا الضميرية والاثنية في تعاطينا مع بعض الحوادث في مملكتنا الغالية، لتكن شاهدا تاريخيا على مهزلة الصحافة في تلبيس كل حدث يقع هذه الطائفة الكريمة بما تحمل هذه الطائفة من علماء ودكاترة ورموز ومفكرين ليوضع كل هؤلاء في مصف الاتهام وامام اعواد مشانق الصحافة عندما تلقى الاتهامات بطريقة لا تخلو من عموميات وبذلك يتشكل وعي الجمهور بافكار منمطة اثنية ولو في اللاشعور بتشكل وعيه بقوالب الاتهامات المثلجة فتصبح مع الايام راسخة يصعب اقتلاعها فيصبح وعيه جاهزا إلى سنين لتلقي اي اتهام لمثل هذه الفئة من دون ان يفكر بالادلة وهذا ما أسسنا له طيلة هذه السنين سواء كان بوعي أو من دون وعي. والغريب في الكتابات ان هناك الكثير من الحوادث الخطيرة التي تستدعي المعالجة، والسؤال كي لا تتحول إلى ظواهر فيماط عليها اللثام ويمر عليها مرور الكرام وكل ذلك يهز من صدقية هذه الكتابات وهؤلاء المثقفين. فيجب علينا اذا كان هدفنا حب هذا الوطن ومصلحة امنه واستقراره أن نتعامل مع كل حدث بحرفية تامة وبمعالجات عملية معرفية دقيقة بعيدا عن لغة منتديات الحوار المفتوحة التي يستطيع الشخص الواحد فيها ان يتقمص مليون شخصية في لحظة واحدة.
وينقل ان في الولايات المتحدة الاميركية اراد شخص ان يختبر مدى محبته لدى الناس فحبك ألف مداخلة في أحد الحوارات باسماء مستعارة على انه مات وخرج عليهم بصورة البطل الحي. فرح المحبون ولكن سقطت صدقية الرجل.
مشكلة الكاتبة سوسن الشاعر في اسلوب تعاطيها مع الحدث بالامس قالت: «لا يمكننا ان نتجاهل وجود مشجعين ومبررين له (للحدث) تحت ذريعة البطالة أو ذريعة الرغبة في الانضمام للسلك العسكري أو اية ذريعة اخرى» «صحفية الأيام» 4 أكتوبر/ تشرين الأول 2003.
وهنا نسأل الكاتبة:
1- هل هذا تحليل دقيق؟ من اين جاءت بهذه الذرائع؟ ولماذا الزج بقضايا وطنية كالبطالة أو الانضمام الى السلك العسكري في مثل هذه الحوادث؟
2- للأسف في قضية شارع المعارض خرجت علينا سوسن الشاعر وفي اليوم الثاني من الحدث وفي الصحيفة ذاتها بقولها إنها قرأت في منتديات الحوار خبرا مفاده «ان شخصا اثناء ما كان يمارس التخريب في شارع المعارض كان يردد يا مهدي».
ويبقى السؤال لسوسن:
- هل الانصاف ان يزج بشعار له دلالته خصوصا لفئة معينة في حدث خطير ومربك أخذ من الانترنت - على فرض وجوده - فتحرق سمعة طائفة بكاملها لأن سوسن ربما قرأته في الانترنت؟ وهذا ما حدث، خرجت الاقلام مشهرة الاتهامات ومارست التأليب واجريت المقابلات الاتهامية إلى ان خرج جلالة الملك داعيا إلى عدم اعطاء الحدث اكثر مما يتحمل.
اما عن منتديات الحوار فلا توجد شخصية لم تتعرض للشتم أو القذف كما واني من الاشخاص الذين نالوا ما نالوا من حصص الاتهامات بسبب مواقفي المختلفة ولكن هذا لا يجعلني ان اتهم جمهورا كبيرا فشخص واحد أو عشرة اشخاص بإمكانهم ان يدخلوا بمليون اسم وعلى رغم ذلك انا من اول الداعين الى قوننة المنتديات وان تكون هناك ضوابط ديمقراطية لمثل هذه المنتديات. حفظ الله البحرين وشعبها وقيادتها
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 399 - الخميس 09 أكتوبر 2003م الموافق 12 شعبان 1424هـ