منذ الاعلان عن نجاح البحرين في الحصول على الثقة العالمية باستضافة سباق السيارات الدولي الذي يطلق عليه اسم «فورمولا 1» وحركة السوق تزداد. الفنادق اصبحت محجوزة بنسبة مئة في المئة خلال فترة السباق في ابريل/نيسان المقبل، واصحاب المفروشات تضاعفت مبيعاتهم لأن عددا غير قليل من اصحاب الفنادق والشقق الفاخرة قرر تجديد الاثاث استعدادا للمناسبة، وهناك العشرات من القطاعات التي بدأت تتحرك بشكل ملحوظ لاصحابها.

الاتحاد العالمي المسئول عن سباق السيارات الدولي قرر قبل فترة أن يقبل دولتين آسيويتين (واحدة في شرق آسيا والاخرى في غربها) لاستضافة السباق لأن 63 في المئة من المتابعين للسباق (الذين يقدر عددهم بـ 350 إلى 750 مليون انسان) من الآسيويين. والبحرين كانت محظوظة جدا بفوزها من بين كل الدول الاخرى في غرب آسيا لاستضافتها للسباق ليس لخمس سنوات فقط وانما لمدة غير محدودة اعتمادا على النجاحات والخدمات.

الاستعدادات كلها بدأت والتنفيذ الفعلي للمشروعات (التي ستكلف اكثر من 56 مليون دينار) ليس متأخرا بل على العكس من ذلك، كما صرح المسئولون عن الاستعدادات، والذين اكدوا ايضا أن البحرين في طريقها إلى أن تصبح «اهم مركز لسباق السيارات في الشرق الاوسط»، وهي بذلك ستستقطب استثمارات جمة تعود بالنفع على البلاد والمواطنين.

هناك احاديث عن تأثيرات سلبية للسباق، ولكن علينا ان نعلم ان هناك دولة اسلامية وهي ماليزيا استطاعت استضافته من دون اشكالات. فقنينة الخمر، التي يستخدمها البطل الفائز لرش سيارته مثلا، سيتم استبدالها بقنينة تحتوي على مشروب غير كحولي، والقادمون اساسا من دول أوروبية وآسيوية وليس من «اسرائيل» كما صرح بذلك المسئولين. وتشير الارقام الرسمية الى ان عدد التذاكر التي تم بيعها لحد الان وصل 12 ألف، وان اكثر الشعوب العربية متابعة لهذه الرياضة هم اللبنانيون الذين كانوا سباقين لشراء التذاكر، ولذا فان اجراءات الهجرة تتوجه للتسهيل عليهم.

سباق السيارات هو الثالث في المرتبة العالمية بعد الاولمبياد وكرة القدم، ولكن الفرق بين هذه الرياضة وغيرها هي انها سنوية (وليس كل اربع سنوات) وانها تجتذب الاموال على مدار السنة. فهناك خمس حلبات لها عدة استخدامات من بينها ان مصنعي السيارات يستخدمون نوعا منها لاختبار سياراتهم الجديدة واطاراتها، وقد بدأت إحدى شركات التصنيع محادثات لحجز التسهيلات لمدة خمسة اشهر، وهناك مداولات اخرى في مجالات مماثلة. والتسهيلات البحرينية توفر امكانية استخدام اربع حلبات في آن واحد، ما يعني المزيد من الدخل.

إحدى الشركات طرحت عطرا على شكل سيارة السباق واخرى ستطرح ساعة تحمل ذكرى السباق وصناعة الملابس ستتحرك لان كثيرا من الزائرين يودون شراء مايذكرهم بالسباق، وهناك استفسارات عدة لبناء فنادق ومنشآت بالقرب من حلبة السباق للاعوام المقبلة، وكل ذلك من شأنه تأكيد مكانة البحرين الدولية، وخصوصا ان اسم البحرين سيتردد عالميا مع ترديد اسم سباق فورمولا1. فالسباق يجري في سبع عشرة دولة سنويا والفائز هو الذي يحصل على اعلى النقاط في جميع السباقات ويتم اعلان فوزه في آخر السنة. والبحرين ستذكر ضمن النقاط التي يفوز بها هذا البطل او ذاك.

ينبغي أن نفهم حاجة البحرين إلى تحريك الاقتصاد، وحلبة السباق الدولي ستستضيف سباقات عدة وبرامج مختلفة طوال السنة بما في ذلك سباق الفورمولا -1 الرئيسي، وستوفر لنا فرصا لتنمية اقتصادنا، تماما كما تمكنت دولة اسلامية اخرى (ماليزيا) من ذلك