أفاد رئيس مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي بجامعة الخليج العربي واستشاري جراحة المخ والأعصاب معز بخيت في لقاء خاص بـ «الوسط» أنه سيتم افتتاح المقر الدائم لمركز الأميرة الجوهرة في مارس/ آذار المقبل برعاية من الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم آل إبراهيم حرم المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وكشف بخيت عن مشروع مشترك مع اللجنة الأوليمبية لفحص اللاعبين للكشف عن المنشطات وقال «نحن بصدد توقيع اتفاقية تعاون مشترك مع اللجنة الأولمبية لمكافحة تعاطي المنشطات للاعبين المحليين والدوليين في البحرين مطلع العام الجاري، وقد طلبنا الأجهزة المختصة بالكشف عن المنشطات ضمن الأجهزة التي طلبناها لمركز الأميرة الجوهرة».
كما تحدث رئيس المركز عن دور المركز في تقديم الخدمات سلامة الأجنة والأمراض الاستقلابية وتحويل الحالات من قبل وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة وهو ما يوفر إرسالها للفحص والعلاج في الخارج، كما تطرق بخيت إلى بدايات تأسيس المركز المؤقت وإنشاء المقر الدائم الذي يشكل أحد المراكز الفريدة في مجالها على مستوى الخليج العربي والشرق الأوسط، ودار معه هذا اللقاء:
حدثنا عن منشأ فكرة إنشاء مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي؟
- جاءت فكرة إنشاء مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي بجامعة الخليج العربي مبادرة من الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم آل إبراهيم حرم المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وبدعم من رئيسة الجامعة رفيعة غباش، إذ تم تقديم عدة مشروعات واختارت الأميرة الجوهرة مشروع الطب الجزيئي وعلوم الجينات والأمراض الوراثية من خلال تبرعها بكلفة إنشاء المشروع.
كم تبلغ كلفة المشروع؟
- تبلغ كلفة المشروع 12 مليون دولار تبرعت بها الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم، وفي البداية عملنا في العام 2002 بتأسيس مقر مؤقت عبارة عن جناح كامل في الجامعة وإعداده بالمختبرات والاحتياجات اللازمة، وعيَنا بعض أعضاء هيئة التدريس والفنيين، ثم بدأنا في وضع الخطة لإنشاء المقر الدائم وبرنامج العمل في المركز المؤقت والمقر الدائم.
إلى أين وصل مشروع إنشاء مقر مركز الأميرة الجوهرة؟
- لقد اكتمل بناء المركز ونحن الآن في مرحلة التأثيث.
متى سيتم افتتاحه؟
- ستفتتحه رسميا الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم في مارس/ آذار من العام الجاري.
هل وضعتم خطة خاصة بالمركز منذ بدء العمل فيه؟
- لدينا خطة إستراتيجية للسنوات العشر المقبلة عن الخدمات المقدمة والأبحاث التي تجرى وتطوير المناهج التعليمية في المركز.
ماذا عن أقسام المركز المؤقت الرئيسية؟
- في الجزء السريري فيما يتعلق بالخدمات لدينا قسم خاص بالتخصيب الخارجي ويتميز في المركز بأنه المركز الوحيد في البحرين الذي يقدم خدمات جينية عن سلامة الأجنة للتأكد من خلو الجنين المزروع في الدعم من الأمراض الوراثية ولدينا عيادات لفحص الحوامل والأجنة خاصة الحاملات لطفرات جينية لأمراض مختلفة بدلا من إرسالهم خارج البحرين للعلاج.
كم عدد الحالات المحولة لكم من وزارة الصحة؟
- نحو 20 حالة يوميا من الكبار والصغار تحولهم لنا وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة، وبخصوص العينات في المجالات الأخرى، كلما توسعنا في الخدمات كلما زاد عدد العينات الواردة لنا بغرض التشخيص وكذلك لفحص المنشطات.
إذا تشمل الخدمات التي تقدمونها فحص اللاعبين لكشف تعاطي المنشطات؟
- نعم، ولدينا مشروع مع اللجنة الأوليمبية لإجراء فحوصات للكشف عن المنشطات لدى اللاعبين في مختلف المجالات، ولا يوجد المركز الخاص بذلك في الوطن العربي ما عدا تونس، ونتوقع أن ترد إلينا خمسة آلاف عينة سنويا على الأقل للاعبين من داخل وخارج البحرين وهو الحد الأدنى المطلوب للاعتراف الدولي، ويجب أن يتم ذلك بالتعاون مع المؤسسة العامة للشباب والرياضة.
ما هي البرامج والخدمات التي يقدمها المركز؟
- اشتمل برنامج العمل في المركز على تدريس الطلاب مبادئ الطب الجزيئي وعلوم الجينات وعلى إجراء بحوث علمية وبعض الفحوصات الأولية في هذا المجال، ولكن التركيز على المجال الخدمي سيكون عند الانتقال إلى المقر الدائم.
وبالنسبة إلى الخدمات التشخيصية هناك عدة أقسام الأول قسم الجينات الخلوية وهو متعلق بتحليل الكروموسومات، والقسم الثاني يتعلق بتحليل الجينات والثالث بالأمراض الاستقلابية المتعلقة بالإنزيمات والبروتينات والمواد الدهنية والنشويات خاصة لدى الأطفال، كما أن لدينا قسما خاصا بالبحوث ولدينا نوعين من البحوث أحدها خاص وهو المتعلق بالدراسات السكانية وإجراء استطلاعات عن الأمراض الموجودة ونسبها ومسبباتها وطرق الوقاية منها، والجزء الثاني عن البحوث المتعلقة بالأقسام المختلفة والعلمية في مجال الطب الجزيئي عموما ونسميها الأبحاث البيولوجية، وندرس الأمراض المرتبطة بالجينات مثل أمراض السكري والضغط وندرسها على مستوى الجزيئات لاكتشاف سُبُل جديدة للتشخيص والعلاج.
ماذا عن تأسيس المقر المؤقت للمركز؟
- مرت عملية التأسيس بمراحل مختلفة أهمها زيارات للمراكز المتقدمة في أوروبا وزيارات متبادلة من باحثين وعلماء واختصاصيين في هذا المجال حتى تتم عملية التأسيس على الأسس العالمية وبدأنا بعقد مؤتمر علمي سنوي نعكس فيه نشاطات المركز العلمية ويشارك فيه اختصاصيون وباحثون من مختلف أنحاء العالم وأيضا وضعنا خطة تكاملية مع المراكز المتخصصة في منطقة الخليج العربي على أن يتكامل العمل في المجالات الثلاثة الخدمية والعلمية والبحثية، لقد عملنا في المركز المؤقت خطوة خطوة حتى لا نبدأ من الصفر عند انتقالنا إلى المقر الدائم.
متى ستعقدون المؤتمر المقبل للطب الجزيئي؟
- سنعقد المؤتمر المقبل للطب الجزيئي وهو السابع في فبراير/ شباط المقبل في إحدى قاعات مقر مركز الأميرة الجوهرة قبل افتتاحه رسميا وسيشارك فيه الكثير من الباحثين وسيكون مؤتمرا عالميا هذه المرة.
ما هي إنجازات المركز منذ تأسيسه لحد الآن؟
- أهم إنجاز لمركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي هو إنشاء أول برنامج للدكتوراه في الطب الجزيئي في الجامعة وتخريج أول طالبة وهي كويتية في أبريل/ نيسان من العام 2008، كما أن لدينا أربعة طلاب مسجلين في الدكتوراه من البحرين ودول الخليج، هذا التخصص فريد من نوعه في الدول العربية والشرق الأوسط وأصبح المركز أول قسم أكاديمي ينتهج الطب الجزيئي كمبدأ تعليمي في قسم أكاديمي.
وخلال السنوات الست الماضية نشرنا أكثر من 40 ورقة علمية في الدوريات العالمية وبالإضافة إلى رسالة الدكتوراه التي تحدثت عنها أشرفنا على عشر رسائل ماجستير في التقنية الحيوية الطبية والإنجاز الأكبر هو الاكتشاف العلمي الكبير المتمثل في اكتشاف أول جين أو مورثة تربط الجهاز العصبي بجهاز المناعة وتكمن أهميته في أنه أول جين يوضح آلية عمل جهاز المناعة الطبيعي ويقوم بتنشيط جهاز المناعة أيضا، والبروتين الناتج عن الجين يقوم بتنشيط جهاز المناعة مما يفتح باب الأمل لعلاج الأمراض المتعلقة بفقدان المناعة والأمراض الناتجة عن زيادة النشاط المناعي مثل الأجسام المضادة التي تهاجم الجسم وتدمر الأنسجة.
كم يبلغ مجموع العاملين في المركز؟
- الحد الأدنى من العاملين نحو 14 موظفا ولدينا حاليا نصفهم ونقوم بإجراءات تعيين العاملين الجدد بالمركز في أقسامه المختلفة.
مم يتكون مقر مركز الأميرة الجوهرة وكم تبلغ مساحته الإجمالية؟
- يتكون مقر مركز الأميرة الجوهرة من أربعة طوابق وتبلغ مساحة كل طابق أربعة آلاف متر مربع والمساحة الكلية 12 ألف متر مربع، ويضم الطابق الأرضي الخدمات التي تحدثنا عنها والطابق الثاني يضم مشروعا مازال قيد الدراسة عن إنشاء كلية للطب الرياضي ومازلنا نضع التصورات والدراسات بشأن هذا المقترح، أما الطابق الثالث فلم يحدد إلى الآن ما سيكون فيه.
العدد 2332 - الجمعة 23 يناير 2009م الموافق 26 محرم 1430هـ
